2025-06-09 3:26 م
إدارة الموقع
2025-06-09 3:26 م
الإيمان والإسلامالإيمان والإسلام

الظلم .. دمار للأفراد والمجتمعات

الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وهو الجور، وقيل: هو التصرف في ملك الغير ومجاوزة الحد. ويطلق على غياب العدالة أو الحالة النقيضة لها. ويستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى حدث أو فعل معين، أو الإشارة إلى الوضع الراهن الأعم والأشمل. ويكيبيديا
أولا: تعريف الظلم

الظلم يعني وضع الشيء في غير موضعه والتعدي عــلى الحق بالباطل وانتقاص أو سلب الناس حقوقهم المادية والمعنوية

ثانياً: تنزيه الله سبحانه وتعالى عنه

قال تعالى {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيد} [آل عمران:182] وقال الرسول (ص) في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه عز وجل (يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا …) رواه مسلم

مظاهر تنزيه الله عن الظلم: –

  • إن الله أرسل للناس الرسل والرسالات لتوضيح طريق الخير وطريق الشر والحق من الباطل قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز} [الحديد:25] وقال تعالى {وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُون} {ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِين} [الشعراء:209]
  • إن الله كلف الناس بما يتناسب مع قدراتهم وطاقاتهم وهذا من عدله سبحانه وتعالى قال تعالى {وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون} [المؤمنون:62]
  • إن الله لا يجازي أي إنسان إلا بما كسب هو ولا يحمله وزر غيره قال تعالى {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون} [البقرة:281]

ثالثاً: أنواع الظلم

ثلاثة أنواع: نوع يتعلق بحق الله، ونوع يتعلق بحقوق النفس، ونوع يتعلق بحقوق الأسرة والمجتمع.

النوع الأول: الظلم المتعلق بحق الله: –

  • الشرك به قال تعالى {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم} [لقمان:13]
  • الافتراء على الله والتكذيب بآياته قال تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُون} [الأنعام:21]
  • الصد عن سبيله قال تعالى أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِين} {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُون} [هود:19]

النوع الثاني: الظلم المتعلق بحقوق النفس: –

  • وهو فعل الإنسان ما يضر نفسه في الدنيا والآخرة قال تعالى {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين} [التوبة:36]

الثالث: الظلم المتعلق بحقوق الأسرة والمجتمع: –

المتعلق بحقوق الأسرة قال تعالى {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [البقرة:231]

الظلم المتعلق بحقوق المجتمع ويتمثل بما يلي:

  • أكل أموال اليتامى ظلما قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء:10]
  • أكل أموال الناس بالباطل قال تعالى {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون} [البقرة:188]
  • عدم الحكم بما انزل الله قال تعالى {……… وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُون} [المائدة:45]
  • حرمان المواطنين من ممارسة حرياتهم في جميع مجالات الحياة بالضوابط الشرعية فقد ذكر القران الحرية (74) مرة لأهميتها.
  •  فيما يعتقد قال تعالى {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف:29]
  • في إبداء رأيه والتعبير عنه بجميع الوسائل السلمية المشروعة، المرأة تخاطب عمر … الرجل الذي يعترض على عمر لا نه لبس ثوبين
  • في إبداعه وابتكاره _ سلمان يبتكر حفر الخندق.. الحباب بن المنذر في بدر يبتكر مكان استقرار المسلمين
  • في التملك والكسب قال تعالى لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء:32]

 رابعاً: النهي عن موالاة الظالمين

قال تعالى {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُون} [هود:113]

خامساً: خطورة الظلم وعاقبته فقد ذكر في القران

  • معاقبة الله الظالمين بالظالمين قال تعالى {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون} [الأنعام:129] فاذا انتشر الظلم في المجتمع وتراجع العدل تضطرب الحياة ويتلاشى الاستقرار ويسود الخوف
  • وجود الصراع بين أفراد المجتمع والتنازع والخصومة والعداوة قال تعالى {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [الأنفال:25]
  • عقوبة الله للظالمين ممن منع مساجد الله قال تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم} [البقرة:114]
  • الهلاك الشامل قال تعالى {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيد} [الحج:45]

سادساً: مقاومة الظــلــم

قال تعالى {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} [النساء:75] ويتمثل فيما يلي: –

  • عدم حب الناس واحترامهم للظلم والظالمين.
  • ألا يجعل الناس السنتهم صوتا إعلامياً للظالمين.
  • أن يكف أفراد المجتمع عن أي مظهر من مظاهر النصرة لهم كالانتخابات والتأييد والثناء عليهم.
  • عدم الخوف منهم قال تعالى {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين} [آل عمران:175]
  • أمرهم ونصحهم بالالتزام بالعدل ونهيهم عن الظلم قال الرسول (ص) (لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا أو تقصرنها على الحق قصرا أو يوشك أن يلعنكم كما لعنهم)
  • توعية الناس بمخاطر الظلم على الفرد والأسرة والمجتمع وعاقبة الظالمين

 سابعاً: التوبة منه

قال تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون} [آل عمران:135]

الحياء شعبة من الإيمان

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى