سيرة ومسيرة
[24] مواقف دعوية حفرت في الذاكرة

مواقف لا تُنسى في مسيرة العمل الدعوي
كنت أمشي على الأقدام أنا ومن يحب مرافقتي من بيتي التي في قرية حصمة عزلة بني يوسف إلى قرية بني أحمد التي تتبع سامع، ثم إلى قوعان والجبى عدة مرات ذهاباً وإياباً بمسافة تُقدر بـحوالي عشرة كيلومتر، حيث كان اتجاه سيرنا يمر في قرية العوارض ثم قرية الثجاع حتى نصل إلى رأس جبل سامع، ومن هناك نهبط إلى بني أحمد، ثم نصعد إلى قرية الجبى ثم قوعان.
أما عودتنا فقد كانت في نفس خط سير الذهاب أو تكون عبر دمنة سامع وجبل الشطيط ثم رأس الواد .
- وأتذكر في إحدى المرات طُلب مني خطبة الجمعة في قرية قوعان، فبكرت صباح الجمعة من البيت ومشيت على الأقدام إلى بني أحمد ثم إلى قوعان وخطبت الجمعة، ثم عدنا بعد خطبة وصلاة الجمعة إلى بيت الدكتور منصور عبدالله ناجي حيث تغدينا هناك، ثم ألقيت محاضرة في بيته، وبعدها عدت إلى البيت عبر طريق قرية البَرَح ودمنة سامع والشطيط ووصلت بيتي مغرب ذلك اليوم.
- مرة أخرى في رمضان قمت من النوم صباحاً حيث كانت العادة في رمضان ننام بعد صلاة الفجر، وانطلقنا من قرية النجيد في شريع سامع الساعة الحادية عشرة قبل الظهر؛ حيث كانت حرارة الشمس مرتفعة أنا وشقيقي الأستاذ عبدالغني علي إسماعيل، ومشينا على الأقدام حوالي عشرة كيلومتر صعوداً وهبوطاً عبر جبال وعرة، وكان خط سيرنا عن طريق قرية حُفرات ودمنة سامع والشطيط، حيث وصلنا إلى البيت قبل المغرب ونحن منهكين من التعب بجانب الصوم، ووضعت جسدي لأرتاح من عناء التعب، ثم تفاجأت بالأخ عبدالواسع مكرد محمد عثمان رحمه الله يدعوني للخروج معه، فخرجنا إلى منزل الأخ محمد علي غالب وفطرنا وتعشينا عنده حسب موعد مسبق، ثم أقمنا سمراً رمضانياً في بيته.
- في إحدى الليالي طُلب مني إحياء سمر رمضاني في قرية وتير مديرية صبر، وأرسلوا لي شخصاً ليكون دليلنا في الطريق، فدلني على طريق حدنان ثم مروراً بالجبل الذي أعلى قرية سيعة وكانت الطريق مهجورة وضيقة والجبل شاهق وكنت أنا الذي أقود سيارتي نوع صالون لاند كروزر، فكان موقفاً مزعجاً، ثم عدنا إلى منطقة “ذي المرن” فهدأت أعصابي قليلاً لأني كنت متوتراً وأنا أقود الصالون بتلك الطريق الوعرة والتي لا تتسع إلا لسيارة واحدة، فلو انحرف إطار السيارة قليلاً لا سمح الله لأنقلبت السيارة بنا ووصلنا إلى سيعة قطعاً من اللحم والصالون قطعاً من حديد، لكن الله لطف بنا، ثم وصلنا إلى وتير قبل المغرب وأقمنا السمر الرمضاني، وكانت عودتنا منتصف الليل إلى مدينة تعز.
- عقدنا اجتماع في النشمة مع الوجاهات، وبعد انتهاء الاجتماع كان عندي محاضرة بعد صلاة العشاء من تلك الليلة في عزلة بني حماد قرية بني سميع، حيث تبعد مسافة ثمانية كيلومتر تقريباً عن النشمة، فطلب مني الوجهاء الذهاب معي، فانطلقنا بسيارتي الصالون وأنا أقودها، ووصلنا إلى قرية العارضة بني حماد بعد المغرب حيث أخبرونا بأن المحاضرة في قرية بني سميع، ودلونا على الطريق الموصلة إليها، وأثناء مرورنا فيها فوجئنا بأن الطريق ضيقة ومهجورة لم تعد صالحة لمرور السيارات فيها حيث كانت غير مستوية وقد خربها السيل كثيراً، وكان المرور فيها مزعجاً لجميع الذين في معي في السيارة، حيث عاشوا لحظات عصيبة، بعد وقت وصلنا بسلامة الله إلى بني سميع بعد صلاة العشاء، وألقيت المحاضرة، ثم رجعنا إلى بني يوسف، وأوصلت الوجهاء إلى قراهم، وبعد ذلك وصلت منزلي منتصف الليل تقريباً.
- ذهبت أنا والأستاذ محمود أحمد محمد القاضي إلى منطقة الزَبَّيرة عن طريق حيفان ووصلنا إليها وقت الظهر حيث تناولنا طعام الغداء في بيت الأستاذ محمد قائد الزبيري الذي أكرمنا كرماً حاتمياً، ثم عقدنا فعالية ثقافية، وفي أثناء مقيلنا هطلت أمطار غزيرة، ثم غادرنا الزبيرة بعد انتهاء المطر باتجاه منطقة الأشروح من أجل توصيل الأستاذ محمود القاضي إلى بيته.
- وقد داهمنا ظلام الليل ونحن في منطقة الزَبًيرة، وكنت في تلك الأيام في بداية قيادتي للسيارة ولم أكن ماهراً بعد، حيث مررنا بمفرق الزبيرة وسوق المصلى وقرية صَبُن، وصعدنا نقيل الحشا وكلها طرق وعرة وضيقة والجبال فيها شاهقة !! صعدناها ونحن على أعصابنا بالإضافة إلى أننا نمشي فيها بعد المطر والسيول حيث تتدمر الطرق بشكل كبير، ووصلنا إلى الأشروح حوالي التاسعة ليلاً حيث فارقني الأستاذ محمود القاضي عند منزله وواصلت السير بمفردي إلى النشمة التي وصلتها في حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً.
- كان لدي عمل في مدينة تعز أكملته في حوالي العاشرة ليلاً، ثم عزمت السفر إلى القرية ولم يكن معي سيارة، فقمت بالتنقل عبر سيارات الأجرة من منطقة إلى أخرى ومن سوق إلى آخر حتى وصلت إلى منطقة ذي الطاهرين وهي مفترق طرق إحداها تتجه للصلو وأخرى سلكتها بإتجاه قرية الأديرع والقحاف ثم شرار مشياً على الأقدام لحوالي سبعه كيلو متر، وفي الطريق لقيت سيارة نقل منتجات زراعية، فركبت معهم، ووصلت البيت وقت صلاة الفجر.
- في أحد الأيام كنت أنا والدكتور عبد القوي الحصيني في تعز، وفي الساعة التاسعة ليلاٌ قرر السفر إلى عزلة الصنة مديرية المعافر لينام هناك حتى يتسنى له القيام بالتوجيه في الصباح الباكر، ومشيت معه إلى محطة البترول التي تقع على مفرق طريق الصنة المسمى (نقيل الشقادف)، ثم اتجه هو إلى الصنة وبقيت بجوار المحطة انتظر سيارة توصلني لقريتي، وعندما جاءت سيارة ركبت معهم وأوصلوني إلى سوق العين حيث واصلت السيارة طريقها باتجاه نقيل يافق، أما أنا فنزلت لأشتري كشاف للضوء، لكن فوجئت بأن كل المحلات مغلقة!! فمشيت في الظلام حتى وصلت إلى قرية خنازر على أمل أنني سأنام في بيت الأستاذ عبدالباقي عبدالله ناجي حيث كان معه ديوان منفصل على البيت، لكن فوجئت أنه مغلق من الخارج !! فاضطررت أواصل المسير في السائلة مروراً بنقيل “فضاحة” الشاهق، وكانت ليلة صعبة تكالب فيها الظلام مع طريق موحش وجبل شاهق حتى وصلت البيت مع أذان الفجر وأنا في شدة الإرهاق .
- ذهبنا أنا والأستاذ عبدالله عثمان سيف المخلافي لإحياء أسمار رمضانية في مناطق الأكروف وأيفوع أعلى اللذان تتبعان مديرية شرعب الرونة وتبعد عن مدينة تعز حوالي خمسة وعشرون كم تقريبا .
- أكملنا السمر في “الأكروف” في الثانية عشرة ليلاً، ثم اتجهنا إلى “أيفوع أعلى”، وكان يقود الصالون عبدالله عثمان ورافقنا الأستاذ حمود عبدالقادر المليكي من “سوق الخميس” ، ومررنا بطريق صعب من “سوق الخميس” إلى “أيفوع أسفل” كان في غاية الوعورة، وعندما وصلنا أيفوع أسفل اتجهنا إلى النقيل الوعر الذي يربط بين “أيفوع أسفل وزلمان” حيث تعطلت سيارتنا في وسط النقيل و السحر ولم نستطع إصلاحها !! فقرر الأستاذ عبدالله عثمان أن يقوم بـ( نتع السيارة ) وهي من الحلول المؤقتة التي يستخدمها السائق حين يكون العطل بتشغيل بطارية السيارة، حيث يقوم بتفريغ محرك السيارة ثم الهرولة للخلف أو الأمام عندها يضغط على المحرك حتى تنهض السيارة.. فعارضنا هذا الرأي بقوة أنا والأستاذ حمود المليكي لخطورته الواضحة، لأن الجبل شاهق وقد تنزلق السيارة إلى أسفل الجبل!! فقام الأستاذ حمود عبدالقادر بالاتصال بمهندس ميكانيكي والذي حضر سريعاً وقام بإصلاح السيارة حيث وصلنا قمة “زلمان” قبل أذان الفجر بنصف ساعة، بعدها تناولنا السحور قبل أذان الفجر بقليل، وكان الجو شديد البرودة، ثم صلينا الصبح ونمنا حتى الظهر، وبعد صلاة الظهر عقدنا فعاليات ثقافية إلى قبل المغرب ثم واصلنا بعد صلاة التراويح حيث عقدنا السمر الرمضاني حتى الثانية عشرة ليلاً، ثم قررنا السفر إلى تعز عبر طريق الشرقي، وفي أثناء الطريق تعطلت علينا السيارة مرة أخرى فتم إصلاحها، وواصلنا السير حتى وصلنا مدينة تعز قبل صلاة الفجر، حيث كانت هذه الزيارة من الزيارات الصعبة التي لا تُنسى.
- قررنا زيارة لأحد الأشخاص في منطقة الأحكوم أنا واثنين معي حيث تبعد عن مدينة تعز حوالي 100 كم تقريبا ، تحركنا الساعة العاشرة صباحاً من مدينة تعز حيث مررنا على مناطق قدس ونقيل الحشا مروراً بـ قرية صبن والمصلى وصولاً إلى الشخص الذي قصدنا زيارته في منطقة الأحكوم، ثم كانت العودة عن طريق الخزجة والمفاليس وطور الباحة مروراً بخبت الرُجاع والوهط حتى وصلنا صبر والحوطة في لحج، ثم مناطق كَرِش والراهدة والدمنة حتى وصلنا إلى مدينة تعز حوالي العاشرة مساءَ.