2025-08-03 1:44 ص
إدارة الموقع
2025-08-03 1:44 ص
السنة والسيرة النبويبةللعالمين رحمة

الحب لله ورسوله

الحب لله ورسوله غاية قصوى، يتوخاها المسلم في أمره كله، ويسعى لنيلها صباح مساء، ويضحي لأجلها بكل أمر من أمور الدنيا؛ إذ هي حجر الزاوية التي يقيم المسلم عليها بنيانه الإيماني، وهي المعيار والمقياس التي يعرف من خلالها المؤمن مدى علاقته بالله ورسوله، قربًا وبعدًا، وقوة وضعفًا .

أولا: تعريف الحب

حب الله ورسوله من الغايات التي يجب أن يتوخاها كل مسلم فتعريف الحب

في اللغة: الود والمحبة

في الاصطلاح: هو الميل لما يوافق المحب وإرادته بما يراه أو يظنه خيرا، ومعنى الحب هو أرقى المشاعر الإنسانية التي عرفها الإنسان على مر التاريخ البشري

ثانيا: أقسام الحب ينقسم الحب الى قسمين:

القسم الأول الحب الوهمي وهو إظهار المودة وإخفاء الغرض منها لعدم مشروعيته  

الأمثلة:

  • العلاقة بين ذكر وأنثى الغرض الخفي غير مشروع (وهو سرقة العفة أو استخباراتي
  • العلاقة بين شخصين الغرض الخفي النصب أو الاستخباراتي
القسم الثاني الحب الحقيقي وهو الحب الذي لا يشيب ولا تهترئ حباله مع الزمان وهو الذي ينشأ من خلال علاقة شرعية طبيعية يرضاها الله ويقرها ويبارك فيها.

ثالثا: أنواع الحب الحقيقي، وله نوعان:

الحب العبادي: وهو حب الله وينبثق منه حب رسوله وينبثق منه أيضا حب المؤمنين قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) البقرة وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) رواه مسلم.

الحب الفطري ويصنف إلى الأصناف الأتية: –

  1. الصنف الأول/ حب إجلال واحترام وهو حب الوالدين وأصولهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن سأله من أحق الناس بحسن صحابتي قال (أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك) متفق عليه.
  2. الصنف الثاني/ حب عطف ورحمة وحنان وهو حب الأولاد (ذكر وأنثى) وبقية الأقارب قال تعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) أل عمران، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالصغار يمسح رؤوسهم ويقبلهم ويداعبهم ويطيب خواطرهم ويحملهم بين يديه وكان يقبل ابنه إبراهيم ويشمه ويحمل حفيدته أمامه بنت زينب وهو يصلي رحمة بها   المرجع (تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع أولاده)
  3. الصنف الثالث/ حب عاطفي وهو حب الرجل زوجته وحب الزوجة زوجها، تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة رضي الله عنها حبي لك كعقدة في حبل فلا تحل ثم كلما مرت عليه سألته كيف حال العقدة يا رسول الله) سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
  4. الصنف الرابع/ حب المصلحة فالإنسان يحب مصالحه ويتعلق بها بقدر حاجته لها قال تعالى (تعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) أل عمران.
  5. الصنف الخامس/ حب العلاقة مع الأخرين ورسخ الله هذه العلاقة بحقوق المسلم على المسلم قال الرسول صلى الله عليه وسلم (حق المسلم على المسلم ست) قيل وما هن يا رسول الله قال (إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه) رواه مسلم وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم.

رابعا: أهمية الحب:

أن الحب مهم في حياة الإنسان ولهذا فقد ذكر في القرآن في (66) موضعا لأن حب الإنسان لخالقه يسعده في الدنيا والآخرة وإذا ساد الحب في الأسرة والمجتمع وجد الأمن والاستقرار والطمأنينة في الدنيا والسعادة في الآخرة. 

خامسا: محور الحب:

أن محور الحب وأساسه هو حب الله ورسوله فقد ذكر في القرآن في (48) موضعا من إجمالي (66) موضعا   وإذا أحب العبد ربه أحبه ربه وحبب الناس إلية حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال أنى أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل عليه السلام فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء أن الله يبغض فلانا فابغضوه ثم يوضع له البغضاء في الأرض) رواه البخاري

سادسا: من يحبهم الله ومن لا يحبهم:

من يحبهم الله من لا يحبهم الله
1-   المحسنين (195) البقرة

2-   المتقين (76) أل عمران

3-   الصابرين (146) أل عمران

4-   المتبعين لمنهاج الله ورسوله (31) أل عمران

5-   المتطهرين (222) البقرة

6-   التوابين (222) البقرة

7-   وحدة الصف (4) الصف قال تعالى (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا)

8-   يحب سورة الإخلاص قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أخبره أن الله يحبه) متفق عليه للشخص الذي كان يحب سورة الإخلاص

9-   فعل الفرائض والاستمرار بالنوافل وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه عز وجل (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته) رواه البخاري

10- وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (قال الله عز وجل أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا) رواه الترمذي

11- وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (قد احبك الله كما أحببته فيه) رواه مسلم

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: أمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال أنى أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقته يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضة عيناه) متفق عليه وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (أن الله تعالى يقول يوم القيامة اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) رواه مسلم

ما يحبه الله

1-   الجهاد في سبيل الله قال ابن مسعود سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال احب الى الله قال (الصلاة على وقتها) قلت ثم أي قال (بر الوالدين) قلت ثم أي قال (الجهاد في سبيل الله) رواه البخاري

2-   إتقان الأعمال قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) رواه الطبري وصححه الألباني

3-   أن الله يحب إتيان الرخص قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أن الله تعالى يحب تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته) رواه احمد وفي رواية (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) رواه ابن حبان

4-   قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال الى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) حديث حسن ورد في الترغيب والترهيب

5-   قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إرهاق الدم ….) رواه الترمذي

6-   سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال (الحال المرتحل) قيل وما الحال المرتحل قال (الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل) رواه الترمذي وقال حديث غريب

7-   قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ليس أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة دموع في خشية الله وقطرة دم ترهق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله) رواه الترمذي

8-   وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (أحب الصيام إلى الله صيام داوود كان يصوم نصف الدهر واحب الصلاة الى الله صلاة داؤود كان يرقد شطر الليل ثم يقوم ثم يرقد أخره ويقوم ثلث الليل بعد شطره) رواه مسلم

9-   وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام) يعني أيام العشر وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (احب الكلام الى الله عزوجل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر) رواه مسلم

10-        ما يحبه الله الحلم والأناة قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأشم عبد القيس (إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة) رواه الشيخان

1-    المفسدين (205) البقرة

2-    الخوان الأثيم (107) النساء

3-    المختال الفخور (36) النساء

4-    الذين يجهرون بالسوء من القول (148) النساء

5-    المعتدين (190) البقرة

6-    الإسراف (141) الأنعام

7-    الكافرين (276) البقرة

قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن أخبره بأن رجلا يردد سورة الإخلاص لأن فيها صفة الرحمن فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (أخبره أن الله يحبه) رواه البخاري ومسلم

سابعا: الطريق الموصلة الى محبة الله للعبد:

أداء الفرائض والاستمرار بالنوافل

ثامنا: الأثار الإيجابية لمحبة الله للعبد:

  • غيرة الله على عبده المحبوب لديه قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) الأحزاب
  • يعصم الله أعضاء وجوارح عبده من الزلل ومن أن يكون للشيطان حظ منها
  • استجابة دعاء عبده إذا دعاه
  • يعصمه من كل شر ومن كل ما يؤذيه
  • يمنحه الأمن والاطمئنان
  • يلقى السرور دائما في الحياة البرزخية ويوم المحشر وفي دار القرار
  • يبشره في الدنيا بقبول عمله وفي الآخرة يبشره بالجنة قال تعالى (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)يونس وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه عز وجل (من عادى لي وليا فقد أذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي  يبطش بها ورجله التي  يمشي بها ولان سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته )رواه البخاري
  • وإذا أحب الله العبد وضع له محبة بين الناس قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال أنى أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل عليه السلام فيقول إنى أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء أن الله يبغض فلانا فابغضوه ثم يوضع له البغضاء في الأرض) رواه البخاري.
  •  وجوب محبة المؤمنين، قال تعالى (وَالَّذِينَ تبوؤوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)الحشر

مواقف عظيمة في حياة الرسول

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى