الابتلاء بالشر والخير

يوسف القرضاوي: الله تعالى يقول {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[الأنبياء: 35] يعني الإنسان يبتلى بالخير ويبتلى بالشر وأحيانا يكون الابتلاء بالخير أشد على الإنسان من الابتلاء بالشر وبالمصائب، أن يبتلى بالنعمة يبتلي الإنسان بنعمة الله عز وجل فكثير ما يصبر على المصيبة ولكنه إذا ابتلي بالخير بطر وأشر وخرج عن الحد طغى، {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ}[الفجر: 11-12] فأحيانا يكون الابتلاء بالنعمة هو الفاصل في هذه القضية.
أولا/ مفهوم الابتلاء
هو الاختبار والامتحان في الخير والشر قال تعالى (ولنبلونكم بالخير والشر فتنة) الأنبياء 35
ثانيا/ أهداف الموضوع:
- معرفة أن الابتلاء سنة ماضية في الأولين والآخرين
- تهيئة النفوس الى ما قد يعترضها من عقبات في طريق الدعوة
- إبراز أسباب الثبات
- ذكر حكم الابتلاء وثمراتها للإفادة في تقويم المسار الدعوي
ثالثا/ أهمية الابتـلاء
تبرز أهمية الابتلاء في تمحيص النفوس وتصفية الصفوف
المثال قصة طالوت في سورة البقرة
رابعا/ الابتلاء سنة الله في البشر
قال تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) البقرة 155
وهو سنة في الدعوات قال تعالى (لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا إذا كثيرا) أل عمران 186
خامسا/ أنواع الابتلاء
أنواع الابتلاء العام نوعان:
- أالابتلاء بالخير وهذا قد يتعرض له كثير من الناس
- بالابتلاء بالشر
قال تعالى (ونبلوكم بالخير والشر فتنة) الأنبياء 35
أنواع الابتلاءات الدعوية: على النحو التالي
- الحملات الإعلامية ويقصد من ورائها التشويه بالإسلام والدعوة والدعاة وتنفير الناس والتشكيك بالدعوة والدعاة
- الأذى بالسجن والتشريد والتضيق
- الإغراء بالمال والمناصب
سادسا/ حكم الابتلاء وثمراته وغاياته
وهي كما يلي:
- تكفير السيئات ورفع الدرجات ،قال تعالى: (ليمحص الله الذين امنوا) آل عمران 141، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح كما رواه احمد وهو في صحيح الجامع
- محق للكافرين قال تعالى (وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين) أل عمران 141
- الإنابة إلى الله بالتوبة والاستغفار قال على ابن أبي طالب (ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة)
- تربية النفوس وصقل الشخصية المسلمة
سابعا/ عوامل الثبات عند الابتـلاء كما يلي:
الصبر والتصبر قال تعالى (اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من يصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خير وأوسع من الصبر) رواه البخاري
أقسام الصبر:
- الصبر على الطاعة
- الصبر على المعصية
- الصبر على المصيبة والابتلاء
- الصبر على مواصلة الدعوة الى الله
- اللجوء إلى الله وسؤاله الثبات قال تعالى (يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة) إبراهيم 27 وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من دعائه لربه فيقول (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك) أخرجه الترمذي والبخاري
- معرفة طبيعة الطريق، ذكر الله تعالى قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) الأنفال 45
- الالتحام بالمصلحين قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة
ثامنا/ أمثلة على الابتلاء
- ابتلاء يوسف
- ابتلاء غلام الأخدود
- ابتلاء المسلمين في أحد
- ابتلاء إبراهيم عليه السلام
- ابتلاء المسلمين في فلسطين
تاسعا/ التطبيقات العملية للمتعلم
- تذكر مواقف من الابتلاء في الواقع
- الصبر والثبات في الحياة العملية (تذكر مواقف من حياته)
- الاستفادة من تجارب الآخرين