2025-06-17 10:18 م
إدارة الموقع
2025-06-17 10:18 م
حضارة وتاريخصفحات من التاريخ والحضارة

النهوض بالعمل الإسلامي (2)

إن مشروع النهوض الحضاري مشروع كبير تنطوي تحت مسماه جميع مناحي الحياة، ولكن مشروع النهوض الإسلامي ركز على نواة الحضارة، وهذه النواة هي الإنسان، وتغيير الإنسان نفسه نهوض حضاري؛ فقد وظف الدين طاقاته، واستثمرها في البناء الحضاري، وذلك من خلال ترجمة الأحكام، والمنهج الإسلامي إلى أعمال، أو بمعنى آخر إعمال المنظومة القيمية لدى المجتمع البشري، وتفعيل العقل بإيجاد ما يواكب هذا النهوض علمياُ، وفكرياً، وبدنياً، وتكنولوجياً، وسوف نتابع معكم في هذه المقال موضوع النهوض بالعمل الإسلامي.

أولاً- التعريف

هو حركة فكرية حيه منتشرة تتقدم باستمرار في قضايا الأمة، وطرح الجديد دون قطيعة مع الماضي.

ثانياً- قواعد النهوض بالعمل الإسلامي:

يوجد هناك عدد 4 قواعد تساعد على النهوض بالعمل الإسلامي والتي سنفصلها لكم فيما يلي:

القاعدة الأولىالفكرة المركزية، والفكرة المحفزة:

وتعريفها ومواصفاتها فيما يلي:

أولا/ الفكرة الإسلامية المركزية:

هي مجموعة المبادئ العامة التي تعتمدها أي نهضة، وتتكون من جزأين:

  1. الجزء الأول- صلب: وهو الذي يعطي الوصف للفكرة، ويشمل دائرة الثبات، وموضعها أصول الإيمان، وأصول العبادات، وأصول الأخلاق، وأصول المعاملات، والأمور التي لا تتغير بحسب الزمان، والمكان، وهذه الدائرة تحكم بنصوص قطعيه الثبوت + قطعيه الدلالة.
  2. الجزء الثاني- مرن: وهو الذي يستجيب لاحتياجات كل مجتمع، وتشمل:
    • دائرة المرونة المتعلقة بالفرعيات، وكيفية تطبيقها. ، الأمثلة: الحرية، والمساواة…الخ
    • دائرة السعه المسكوت عنها.، الأمثلة: إعلان الدساتير ،وسن القوانين بمختلف تخصصاتها.

مواصفات الفكرة المركزية:

ولديها ثلاثة مواصفات:

  1. الصفة الأولى- إيدلوجيا تصوغ كل مجالات الحياة، وهي: عباره عن أفكار مترابطة تجمع الناس حولها، وتفسر لهم الدوافع، وتبشرهم بالمستقبل، وترشدهم إلى طريقه تفكير، وتوفر أساس العمل السياسي المنظم، سواء كان الهدف منه حفظ نظام، أو تشذيبه، أو هدمه. الأمثلة:
    • تحقيق مبدأ الشورى في إنشاء الدولة، وفي ممارسه الحكم.
    • تحقيق مبدأ فصل السلطات الثلاث: التشريعية، والقضائية ،والتنفيذية.
    • تحقيق المبدأ الاقتصادي.
  2. الصفة الثانية: أن تكون قادره على التعامل مع المتغيرات، من خلال الجزء المرن المتعلق بالفرعيات ،والكيفيات، وهو الذي يستجيب لاحتياجات كل مجتمع، الأمثلة: الحرية، والمساواة، وكيفية تطبيقها، ودائرة السعه المسكوت عنها، الأمثلة: وضع قواعد للتعايش بين الأفراد، والجماعات، والدول، وبناء العلاقات.
  3. الصفة الثالثة: حركية لا يفهمها عامة الناس؛ لأن الفكرة الإسلامية مركبة من دائرة الثبات، ودائرة المرونة، ودائرة السعة.

نماذج للأفكار المركزية:

الفكرة الإسلامية: مبادئ الإسلام: (الايمان، المساواة، التعايش، التراضي، الدستور، الحوار، المبدأ الإسلامي، العدل والتوازن).

ثانيا/ الفكرة المحفزة:

وهي التي تعالج مشكله محسوسة بشكل مباشر للمخاطبين بالعمل وترتبط ذلك بالفكرة المركزية وتخاطب في المخاطبين البواعث الداخلية النفسية، الأمثلة: العزة الدينية والانتصار للدين ودحر الافكار المنحرفة والتحرر من الظلم والعمل على توفير الخدمات، وأهمية العمل بالنهوض بالمجتمعات حضاريا.

مواصفات الفكرة المحفزة:

  1. مستفاده من الفكرة المركزية.
  2. غير حركيه تستوعب الجماهير.
  3. تتعلق بصورة مباشرة بقضايا الناس، الأمثلة: رفع الظلم، تحقيق الرخاء الاقتصادي، تحقيق الخدمات العامة، الانتصار للمظلومين.

مستلزمات القاعدة:

  1. المعرفة: معرفة أحكام الإسلام في كل جوانب الحياة، أو حتى المتعلقة بالتخصص، أو المتعلقة في أي مجال من مجالات الحياة.
  2. الجانب التطبيقي: تطبيق الفكرة المركزية، والمحفزة بالوسائل المناسبة التي تتعلق بحياة الناس، الأمثلة:
    • المثال الأول: القرآن الكريم يعرض، ويقدم القرآن الكريم العقيدة بأنها عقيدة دافعة، موقدة، رافعة، مستعلية، تدفع إلى الحركة لتحقيق مدلولها العملي فور استقرارها في القلب، والعقل،  قال تعالى: {أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت … لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِر }[الغاشية:17-22]، وتحيي موات القلب، ويتحرك، ويتطلع، قال تعالى {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُون اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}[الحديد:17]، وتوقظ أجهزة الاستقبال، والاستجابة في الفطرة، وترجع إلى عهد الله الأول، قال تعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ[الأعراف:172]، وترفع الاهتمامات، والغايات، فلا تثقلها جاذبية الأرض ،فتخلد إليها، قال تعالى: {… يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}[المجادلة:11].
    • ولذا يقدمه منهجا للنظر، والتدبر حتى يتفردون عن منهاج البشر قال تعالى: (قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ) [يونس:101].
    • ويقدمه ميزانا للحق تنضبط به عقول الناس، وحركاتهم وتصوراتهم، ومداركهم، واتجاهاتهم، قال تعالى: {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَان}[الرحمن:7] ، قال تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران:85].
    • ويقدمه منهجا للحركة يقود البشرية خطوة خطوة في الطريق الصاعد إلى القمة الساحقة وفق خطاه هو، ووفق تقديراته، ويصوغ لهم قواعد اقتصادية، واجتماعية، وسياسيه، قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)) [المائدة:48-50]
معادلات القاعدة:
  • فكرة مركزية = أيديولوجيا تصوغ كل مجالات الحياة
  • فكرة مركزية = جزء صلب + جزء مرن.
  • فكرة مركزية + فكرة محفزة = نجاح على مستوى الحشد.
  • فكرة مركزية – فكرة محفزة = تفلت جماهيري.

القاعدة الثانية: القوة الدافعة: المبدأ (لا تغيير إلا إذا حدث تغيير إيجابي في عالم المشاعر).

وسوف نبدأ بشرح هذه القاعدة خطوة بخطوة ونبدأها بتعريف التغيير..

أولاً: التغيير وتعريفه:

هو عملية انتقال من وضع ما من حال إلى آخر.

ما يستلزمه التغيير:

  1. أن تحدد بشكل علمي ما هي الحالة التي تنطلق منها.
  2. أن نحدد ما هي الحالة المطلوب بلوغها، أو الوصول إليها.
  3. أن تقيس الحالة التي حدثت نتيجة القيام بتغيير الواقع.  مثال: التغيير الإيجابي في عالم المشاعر من السلبية، والاحساس باليأس إلى التفاؤل، والإنجاز، والشعور المتجدد بالحياة.
ثانيا: شروط القوة الذاتية الدافعة:
  1. الإيمان بالفكرة، أو المشروع:
  2. إيمانا يحول دون التشكيك فيه، والانحراف عنه.
  3. إيمانا يولد في النفس شعورا بصوابها، وقدرتها على مواجهه الواقع، ومواجهه الاحتياجات.
  4. أن تتحول فينا الفكر المركزية إلى فكرة مرجعية يقاس عليها الخطأ، والصواب.
  5. العزة: وهو الشعور بسمو الفكرة عما سواها من الأفكار، قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) [آل عمران:110]
  6. الأمل: وهو النافذة الكبيرة التي تفتحها للناس ،ليروا أن المستقبل سيكون زاهرا، قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور:55] المثال الثاني: عرض حقيقة الإنسان، وتكريم الله له، والاهتمام بالذات الإنسانية في القران،والسنة. والسنة. والسنه.

معادلة شروط الفكرة:

شخصية مؤمنة بالفكرة + واثقه بقدرتها على القيام بها + متفائلة، واثقة بالنجاح = تحقق الفكرة

  • مظاهر شروط البعث النفسي:
  • مظاهر الإيمان بالفكرة:
    • جعل الفكرة مقياساً للصواب، والخطأ.
    • العمل النشط لها.
  • مظاهر العزة:
  • تغيير أنماط الحياة تبعاً للفكرة.
  • تفضيلها على ما سواها.
  • مظاهر الأمر:
  • ظهور الروح الإيجابية.
  • الإقبال على العمل.
ثالثا: البعث النفسي

س- كيف قام الرسول -صلى الله عليه، وسلم- بعمليه البعث النفسي في مكة؟

  • إعادة عرض التاريخ:
    • مسار تاريخ الأنبياء، والرسل، قال تعالى: (كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا) طه (55) وقال تعالى: ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ) يوسف (3)
    • سحب الشرعية من أهل الكتاب، والمشركين، قال تعالى (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)) آل عمران (67-68)، قال تعالى عن المشركين: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) الأنفال (34).
    • إعادة النظر في المواقف؛ لإبراز الجانب الباعث للأمل فيه، قصة أصحاب الأخدود، وقصة سحره فرعون.
  • عمل تراكم في الإنجازات العملية، وحسن عرضها:
    • التحرك المستمر بالقضية، ونقلها من طور، إلى طور من السرية، إلى العلنية، إلى البحث عن مكان للدولة.
    • قوة الخطاب: قال تعالى (تبت يدا أبي لهب، وتب) ،وقال تعالى (ذرني، ومن خلقت وحيدا)

أصناف الرأي العام:

  • قائد: قال تعالى:( لَعَلِمَه الذين يستنبطونه).
  • مثقف.
  • عامي .

آلية البعث النفسي، ومواجهه الحرية النفسية المباشرة، وغير المباشرة:

  • الدعاية.
  • التنسيق بين كل الجهات، لتفعيل القوة الدافعة.
  • التعليم.
  • الإعلام.
رابعا: معادلة القاعدة:
  • وجود فكرة مركزية + فكرة محفزة + بعث نفسي، وروح إيجابيه + استعداد للعمل، والانطلاق = نجاحا حقيقيا.

القاعدة الثالثة: التغيير السلوكي: (المبدأ لا يتغير إلا إذا حدث تغيير في عالم السلوك)

  • أولاً- التعريف: التغيير الإيجابي في عالم السلوك يقصد به: تحول إيجابي في ممارساتنا، وواجباتنا تجاه الخالق، وتجاه الذات، وتجاه الخلق.
  • ثانياً- أهميه التغيير: قال تعالى: ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ) الرعد (11).
  • ثالثاً- مجالات التغيير: أربعة مجالات للتغيير:
    • مجال الفكر.
    • مجال المشاعر الإيمانية (القلب).
    • مجال المشاعر الوجدانية (النفس).
    • عالم السلوك، والممارسة، وتفصيلهم فيما يلي
    1. المجال الأول: تغيير إيجابي في عالم الأفكار: وهو الجزء الذي يغذّيه القرآن الكريم، والعلم، والخبرة بشتى أنواعها.
    2. المجال الثاني: تغيير إيجابي في عالم المشاعر الإيمانية من السلبية، والإحساس باليأس إلى التفاؤل، والإنجاز، والتجدد بالحياة، قال تعالى: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) الروم 47، وقال الرسول- صلى الله عليه، وسلم- في الحديث القدسي- الذي يرويه عن ربه -عز، وجل-( أنا عند ظن عبدي بي…) صحيح البخاري.
    3. المجال الثالث: تغيير إيجابي في عالم الوجدان: قال الرسول -صلى الله عليه، وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر، والحمى) متفق عليه.
    4. المجال الرابع: تغيير إيجابي في عالم السلوك، والممارسة. قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) 105 التوبة، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) الصف ٢.
  • رابعاً: مراحل التغيير: يمر التغيير بعدة منعطفات، ومراحل منها:
    • مرحلة الإنكار.
    • مرحلة المقاومة.
    • مرحلة الاكتشاف.
    • مرحلة الالتزام.
  • خامساً: أسس التغيير، فلا تغيير إلا بأسس، وأسس التغيير:
    • تعلم التعلم.
    • كسر الأماني، والعادات.
    • تغيير السلوك.
  • سادساً: مستلزمات التغيير، وللتغيير مستلزمات، وأدوات، ووسائل تعين على الوصول إلى الهدف، وهي ثلاثة:
    • المعرفة.
    • استخدام القاعدة من خلال الكتلة الحرجة.
    • عدم المصادمة لهذه القاعدة.
    • المعرفة: وتعني الإجابة على الأسئلة التالية:
      • من المستفيدون من التغيير؟
      • ماذا تغير فيهم؟
      • من الذي سيقوم بالتغيير؟ وما الأدوات لذلك؟
      • كيف سيتم التغيير؟
      • هل يمكن أن نأخذ من تجارب من أحدث التغيير؟
      • ما معايير التغيير؟
      • ما المؤشرات الدالة على نجاح عمليه التغيير؟
      • من هي الجهات التي تقاوم التغيير؟ وما أدواتها؟
      • ما المدى الزمني للتغيير؟
    • استخدام القاعدة من خلال الكتلة الحرجة:
      • س- ما الكتلة الحرجة؟
      • ج- عدم مصادمه القاعدة، ولا تكون المصادمة إلا بالتالي:
        • العمل قبل الإجابة عن الأسئلة المشار إليها سابقا.
        • الانشغال بمعالجه الظواهر بدلا من معالجه جوهر المشكلة.
        • اختيار الأفكار القاتلة، والمعوقة للتغيير، ونشرها، ومن أمثله على الأفكار القاتلة: التغيير بالقوة، ودفعة واحدة عدم ترتيب الأولويات في التغيير.
  • سابعاً: معادلات التغيير: الفكرة المركزية (تخاطب العقل) + الفكرة المحفزة – تلامس القلب، فتكون القوة الدافعة- + تحولات سلوكيه = تغيير في الواقع الخارجي.

القاعدة الرابعة: اختيار الفئات المطلوبة لكل مرحلة:

يحتاج النهوض إلى ثلاث فئات، وثلاث مراحل:

  • فئة بدء، وتأسيس.
  • فئة تغيير.
  • فئة بناء.
أولاً- تعريف قاعدة اختيار الفئات المناسبة لكل مرحلة:

 المقصود بالفئة: هي مجموعة من الناس تتقارب مستوياتهم الفكرية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمهارية، وأهدافهم، وإمكاناتهم.

  • فئة البدء، والتأسيس: هم الرعيل الأول الذين يجتمعون حول فكرة ما، في مجتمع ما، في مرحله ما.
  • فئة التغيير: هي الفئة القادرة على إعطاء المنعة، والتمكين.
  • فئة البناء تشمل كل شرائح المجتمع الذين يساهمون في بنائه، وتقدمه بعد نجاح عمليه التغيير.
ثانيا معادلات التغيير:
  • فئة البدء، والتأسيس = الفكرة الأولى (الرعيل الأول).
  • فئة التغيير = أصحاب الشوكة.
  • فئة البناء = أصحاب الطاقات من كل إتجاه.

اقرأ أيضا: النهوض الحضاري بالعمل الإسلامي (3)

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى