تفسير سورة الأنعام
تفسير سورة الأنعام .. الدرس العاشر

سنواصل معكم في هذه المقالة دروس وتفسير سورة الأنعام وذلك من الآية الـ 46 وحتى الآية الـ 49 وسنوضح لكم أيضا أهداف الدرس، وأسباب النزول، والكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه وغيرها.
أهداف تفسير آيات الدرس العاشر من سورة الأنعام
بيان أن الله الذي خلق الخلق وأمدهم بمفاتيح المعرفة من السمع والبصر والعقل قادر على سلبهم إياها.
التفسير والبيان
- (46) (أَرَأَيْتُمْ) أخبرتم، (نُصَرِّفُ الآيَاتِ) نكررها على أنحاء مختلفة، (ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُون) يعرضون عن الآيات مكذبين وأصدفه كذا: أماله عنه وصرفه وأصله صدفة الجبل أي جانبه ومنقطعة.
- (47) (بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً) مفاجأة أو ظاهراً عياناً.
الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه
(مسس) وردت على (3) أوجه:
- الوجه الأول: وردت بمعنى الإصابة والضرر والشر والعذاب قال تعالى (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُون) وقال تعالى (مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء…) وقال تعالى (مَسَّنِيَ الضُّرّ…ُ) وقال تعالى (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَاب) وقال تعالى (لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ).
- الوجه الثاني: وردت بمعنى الجماع قال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ) وقال تعالى (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ) وقال تعالى (أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء).
- الوجه الثالث: وردت بمعنى الخبل قال تعالى (كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ…).
وقفات مع آيات الدرس العاشر سورة الأنعام
- الوقفة الأولى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ…) إنه مشهد تصوري يجسم لهم عجزهم أمام بئس الله من جانب كما يصور لهم حقيقة ما يشركون به من دون الله في موقف الجد من جانب. ولكن هذا المشهد يهزهم من الأعماق إن خالق الفطرة البشرية يعلم أنها تدرك ما في هذا المشهد التصوري من جد وما وراء من حق.
- الوقفة الثانية: (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ…) إن عذاب الله يأتي في أية صورة وفي أية حالة وسواء جاءهم العذاب بغتة وهم غارقون لا يتوقعونه أو جاءهم جهرة فهم أضعف من أن يدفعوه ولو واجهوه ولن يدفعه عنهم أحد ممن يتولونهم من الشركاء فكلهم من عبيد الله ضعفاء.
- الوقفة الثالثة: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ…) لقد كان هذا الدين يُعدّ البشرية للرشد العقلي وهو يؤهلها لإستخدام هذه الأداة العظيمة التي وهبها الله للإنسان استخداماً كاملاً في إدراك الحق الذي تنبث آياته في صفحات الوجود وفي أطوار الحياة وفي اسرار الخلق والذي جاء هذا القرآن لكشفه وتجليته وتوجيه الإدراك البشري إليه. وبعد هذا التبين من الرسل ترك للبشرية الاختيار فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومن كذب بآيات الله بعد توضيح التصور الكامل بواسطة الرسل يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون.
الأحكام المستنبطة من الآيات
- الحكم الأول: الإعتقاد بأن رسالة الرسل للتبشير والإنذار.
- الحكم الثاني: الإيمان بأن الله بعد تبشير الرسل وإنذارهم ترك للناس حرية الإختيار.
- الحكم الثالث: بيان أن قدرة الله قادرة على أخذ الظلمين بالعذاب وعجزهم عن دفعه.