2025-06-19 9:39 ص
إدارة الموقع
2025-06-19 9:39 ص
تفسير سورة الأنعام

تفسير سورة الأنعام .. الدرس السابع

سنواصل معكم في هذه المقالة دروس وتفسير سورة الأنعام وذلك من الآية الـ 33 وحتى الآية الـ 36 وسنوضح لكم أيضا أهداف الدرس، وأسباب النزول، والكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه وغيرها.

أهداف الدرس السابع من سورة الأنعام

هدف الدرس بيان الحقيقة المستقرة في أذهان الكفار الذين عاندوا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه صادق أمين وما عرفوا عليه كذباً ولا خيانة.

 التفسير والبيان

  • (33) (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ) في الحقيقة وإنما يكذبون آيات الله وأنك رسول الله فلا تحزن مما يقوله هؤلاء الظالمون الجاحدون.
  • (34) (لِكَلِمَاتِ اللّهِ) آيات وعده بنصر رسله.
  • (35) (وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ…) وإن كان قد عظم وشق على نفسك تكذيبهم وكفرهم وعدم اجابتهم إلى ما اقترحوا، وأخذ منك الحزن على ذلك مأخذه وأحببت أن تجيبهم إلى ما اقترحوا ، وإن كنت تقدر على أن تتخذ سرباً في أعماق الأرض أو مصعداً تصعد به إلى السماء لتأتيهم بآية مما اقترحوا عليك فافعل، وإذا كنت لا تقدر على ذلك فصبر على شدائدهم وعلى تكذيبهم ومعارضتهم الآيات التي نصبها الله للناظرين المتأملين، ولو شاء الله على أن يجمعهم على الهدى لجمعهم، ولكن لم يرد ذلك لعلمه بسوء إختيارهم، (نَفَقًا فِي الأَرْضِ) سرباً فيها ينفذ إلى ما تحتها، (فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِين) بدقائق شؤونه تعالى التي منها عدم تعلق مشيئته بإيمانهم لفساد استعدادهم.
  • (36) (وَالْمَوْتَى) الكفار الذين لا يسمعون ولا يستجيبون، (يَبْعَثُهُمُ اللّهُ) يوم القيامة من قبورهم، (ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُون) لا إلى غيره فيجازيهم على جحودهم وإصرارهم على الكفر.

الكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه

(أرض) وردت على (6) أوجه:

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى الأرض التي كان يعيش فيها الرسول (ص) هو وقومه قال تعالى (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء…).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى أرض الشام قال تعالى (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا…) وقال تعالى (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِين).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى أرض مكة قال تعالى (وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا…) وقال تعالى (قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ…).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى أرض مصر قال تعالى (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ…) وقال تعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ…) وقال تعالى (…أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَاد).
  5. الوجه الخامس: وردت بمعنى أرض التيه قال تعالى (…أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ…).
  6. الوجه السادس: وردت بمعنى أرض المحشر قال تعالى (وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا…).

 أسباب نزول آيات الدرس السابع سورة الأنعام

سبب نزول الآية (33) (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ…) روى الترمذي والحاكم عن علي (أن أبا جهل قال للنبي (ص) إنا لا نكذبك ولكن نكذب ما جئت به فأنزل الله (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ…).

وقفات مع آيات الدرس الثامن من سورة الأنعام

  1. الوقفة الأولى: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ…) في هذا السياق القرآني يتجه الحديث إلى الرسول (ص) يطيب الله سبحانه خاطره مما يلاقي من تكذيب قومه له وهو الصادق الأمين (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ…) فيكشف حقيقة مشركي العرب في جاهليتهم وخاصة تلك الطبقة التي كانت تتصدى للدعوة من قريش لم يكونوا يشكّون في صدق (محمد) (ص) فلقد عرفوه صادقاً أميناً ولم يعلموا عنه كذبة واحدة في حياته الطويلة ولا يشكون في صدق رسالته لأن هذا القرآن ليس من كلام البشر ولا يملك البشر أن يأتوا بمثله ولكنهم كانوا يرفضون إظهار التصديق بالرسالة والرسول ويرفضون الدخول في الدين الجديد لأنه خطراً على نفوذهم ومكانتهم.
  2. الوقفة الثانية: (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ…) إن موكب الدعوة إلى الله موغل في القِدم ضارب في شعاب الزمن ماضً في الطريق اللاحب ماضً في الخط الواضب مستقيم الخطى ثابت الأقدام يعرض طريقة المجرمون من كل قبيل ويقاومه التابعون من الضالين والمتبوعون ويصيب الأذى من يصيب من الدعاة وتسيل الدماء وتتمزق الإشلاء والموكب في طريقه لا ينحني ولا ينكص ولا يحيد والعاقبة للمتقين فمهما طال الزمن والطريق.
  3. الوقفة الثالثة: (وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ…) وإنه للهول الهائل ينسكب من خلال الكلمات الجليلة وما يملك الإنسان أن يدرك حقيقة هذا الأمر إلا حين يستحضر في كيانه كله أن هذه الكلمات موجهه من رب العالمين إلى نبيه الكريم النبي الصابر من أولى العزم من الرسل الذي لقى ما لقى من قومه صابراً محتسباً لم يدعُ عليهم دعوة نوح عليه السلام وقد لقي منهم سنوات طويلة ما يذهب بحلم الحليم، تلك سنّتنا يا محمد فإن كان قد كبر عليك اعراضهم وشق عليك تكذيبهم وكنت ترغب في أتيانهم بآية إذاً فإن استطعت فابتغ لك نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فأتهم بآية.
  4. الوقفة الرابعة: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى…) إن الناس يواجهون هذا الحق الذي جاءهم به الرسول من عند الله وهم فريقان: فريق حي أجهزة الإستقبال فيه حية عاملة مفتوحة وهؤلاء يستجيبون للهدى وفريق ميت معطل الفطرة لا يسمع ولا يستقبل ولا يتأثر.

الأحكام المستنبطة من الآيات

هناك أربعة وجوه في نفي التكذيب واثبات الجحود:

  1. إن التكذيب كان في العلن ويقرون في السر.
  2. إنهم كانوا لا يكذبون الرسول (ص) ولكنهم جحدوا صحة النبوة والرسالة.
  3. إن ما كانوا يكذبون الرسول وإنما كذبوا الله الذي أرسله.
  4. إنهم لم يكذبوا الرسول (ص) وإنما ينكرون دلالة المعجزة على الصدق مطلقاً.

اقرأ أيضا: تفسير سورة الأنعام .. الدرس الثامن

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى