رمضان الخير مع الأستاذ محمد علي إسماعيل حاجة غير ” 4 “
كتبت/ أ. نفيسة محمد علي إٍسماعيل

بالرغم من انشغاله بالكثير من الأعمال إلا أنه كان يولي رمضان اهتماما كبيرًا ويحرص على استغلاله استغلالا يعود بالنفع على جميع أفراد الأسرة ،فنشأ وتربى الجميع على نظامه .
عندما كان بالقرية كان يجمع كل أفراد الأسرة بما فيهم عمي عبدالغني وعائلته وعمي مطهر وعائلته ويقوم بإلقاء درس عن رمضان ويحث الجميع على عمل خطة رمضانية دقيقة ومن أهم الجوانب التي كان يحرص على متابعتها :-
- الصلاة في وقتها جماعة سواء للرجال في المسجد والنساء والأطفال في البيت .
- حلقة قبل الفجر لقراءة القرآن والأذكار وكل يوم كان يلقي درس أما في التفسير أو الفقه أو الحديث.
- متابعة الجميع على قراءة الأذكار الزمانية والمكانية ( وضع لوحة وملصقات في كل مكان في البيت ليتم الحفظ بسهولة وللتذكير) .
- التشجيع على التحلي بالأخلاق وعدم التلفظ بالألفاظ السيئة .
- حث الأسرة على إقامة صلاة التراويح جماعة
- حثهم على الصدقة وتفقد الجيران.
رمضان وموائد الإفطار
- كانت موائده عامرة ولا تخلوا في أي يوم رمضاني من الضيوف سواءا من الجيران في القرية أو من القرى المجاورة الذين كانوا يأتون لحضور الأسمار الرمضانية المتنوعة التي كان يقيمها ويشرف عليها،
- كذلك في فترة تواجد المعلمين المصريين في القرية كان يقسم الفطور والسحور على كل بيوت القرية ليقوموا باستضافتهم .
- كان يجمعنا جميعا مع الجيران القريبين منا ويطلب منا خطة رمضانية ويقوم بمتابعتنا لتنفيذها ، كذلك يطلب منا أسمار رمضانية في المسجد وأسمار رمضانية في البيت ، وبالنسبة للرجال لديهم منتدى ليلي يوميًا .
- قبل خمس سنوات كان هناك تغيير في البرنامج الرمضاني حيث أننا نتفق على برنامج ديني نقوم بمتابعته بشكل جماعي ثم يتم مناقشة الحلقة .
- نفس البرنامج للرجال والنساء أما بالنسبة للأطفال يتم تحديد برنامج لهم حسب المستوى العمري ففي هذه السنة تم الإتفاق على تنفيذ مسابقة رمضانية خاصة بهم الهدف منها تحفيظهم الأذكار وتعريفهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك مسابقة للكبار كل يوم سؤال واختيار ١٠ فائزين في نهاية المسابقة .
بالنسبة للاعتكاف
ما يقارب الـ ٥٠ سنة أو أكثر وهو ملازم للاعتكاف وقد تنقّل بين مساجد كثيرة في مدينة تعز وفي القرى المجاورة ..
وعندما يعتكف لا ينسى متابعتنا أيضا وكذلك يعمل على حل مشاكل الناس ولا يرد طلب قريب أو غريب ، عندما يعتكف في مسجد الحي يحرص أن يكون السحور من منازلنا لكل المعتكفين في المسجد ، وأحيانا يذهب الأطفال اليه في المسجد في وقت إعتكافه فيعاملهم بلطف لا يطردهم ولا يرفع صوته وإنما يجلسهم بجانبه ويعلمهم ما يناسبهم .
وفي ليلة العيد يجمعناً ليسأل عن نسبة تنفيذ الخطط الرمضانية ويحرص على صيامه الست من شوال كحرصه على صيامناً جميعاً.
و من المواقف الطريفة
موقف ذكرته عمتي هدى زوجة عمي عبدالغني الثانية: وتقول كنت في الصف الأول بالمدرسة وكان الأستاذ محمد علي إسماعيل مقسم العشاء الرمضاني للمعلمين المصريين فأرسل معي رسالة لوالدي يخبره أن العشاء سيكون عنده ليلة السادس والعشرين من رمضان، فخفت لأنني أعتقدت أنها شكوى منه لأنني دخلت بمشكلة مع إحدى الطالبات، فقررت تمزيق الورقة ولم أخبر أبي.
وفي إحدى الأيام صلى أبي مع الأستاذ في أحد المساجد فقام الأستاذ بسؤاله متى موعد العشاء عنده ولماذا لم ترسلوا لي؟ فأخبره الاستاذ بأنه أعطاني الرسالة..
وعندما عاد للبيت سألني فأجبته أنني خفت وأعتقدت أنها شكوى.
وفي اليوم التالي أرسل الأستاذ محمد علي إسماعيل رسالة أخرى لوالدي وذهب إلى فصلي وألقى درس عن الصدق وأهمية حفظ الأمانات وإيصالها فقط دون أن يسألني أو يحرجني ففهمت ما كان يريد قوله.
بالنسبة للموائد في رمضان
في كل رمضان يحرص الأستاذ محمد علي إسماعيل على إفطار أي شخص أهله غير موجودين في المدينة ففي أيام حرب ٢٠١٥ نزحت العديد من الأسر كما أن الأستاذ محمد علي لم يكن في المدينة للإحتياطات الأمنية ، الا أنه كان يطلب منا دعوة الجيران الذين نزحت نساءهم من الحي فكنا في اليوم ندعو ما لا يقل عن ١٥ فرد وبعض الأيام يصل عددهم إلى ٣٠ شخص وفي كل رمضان يخصص يوم لدعوة كل أفراد العائلة بما فيهم أولاد العم وبعض الشخصيات المهمة الذين يعمل معهم .
وفي النهاية
عرفناه رمضاني في كل الشهور لا يفتر في عبادته ولا يتكاسل عن اداء واجبات عرفناه ذا فراسة ورأي راجح يقيم الحجة على كل من يعرف، يدعوهم بلا يأس يشجعهم للطاعةوالعمل حتى وإن كلفه ذلك خسارة في جهده وماله ، يعيش في كل لحظاته هموم الدعوة والعبادة .
يتابع برنامجه في كل يوم ويعمل على تقييمه في أخر النهار .