2025-06-21 9:28 ص
إدارة الموقع
2025-06-21 9:28 ص
فقه الدولة

الحريّة

 النصوص القرآنية التي تشير إلى الحريّة كثيرة، ومنها على سبيل المثال والاختصار؛ لا الحصر: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} (ق: 45)، و{وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} (الأنعام: 107)، و{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ، إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ، فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ العَذَابَ الأكَبَرَ، إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } (الغاشية: من 21ـ26 )، و{إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ} (فاطر: 23).

أولا/تعريف الحريّة

  • في اللغة: تعني أنها نقيض العبودية والرق وهي الحسن والجمال والتكريم
  • في الاصطلاح: هي القدرة على تحقيق فعل، أو الاقتناع عن تحقيق فعل دون ضغط خارجي وهي قدرة الإنسان على ممارسة حقوقه المشروعة دون الإضرار بحقوق الآخرين والحقوق العامة

 ثانياً/ مفهوم الحريّة عند الأمم:

  • أول قتل للحرية والتعدي عليها عندما قتل قابيل هابيل.
  • الحرية عند الإغريق كانت موجودة عند طبقات الأشراف.
  • الحرية عند الرومان كانت سلطة الأب مطلقة في الأسرة وسلطة الموظف مطلقة في الدولة
  • الحرية في الحضارة الفرعونية: كانت سلطة الأمر مطلقه. حتى أنه ادعى الربوبية أو الألوهية وكان أقرب المقربين إليه الذي يقبل التراب الذي وطئه قدم فرعون. قال تعالى {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِين} [القصص:4]
  • الحرية عند المصريين كانوا مؤلفين من طبقتين.
  • الحرية في بلاد الرافدين كان للإنسان كرامته واحترامه.
  • الحرية في الصين: كانت موجودة في عهد (ود، دي).
  • الحرية عند اليهود كانوا ينظرون لأنفسهم نظرة مميزه قال تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِير} [المائدة:18]
  •  الحرية في الحضارة اليمنية القديمة.
  •  كان الحكم مدنياً قائماً على الشورى قال تعالى {قَالَتْ يَاأَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُون} [النمل:32]
  • الحرية عند القبائل العربية في الجزيرة فهي لرئيس القبيلة وكانوا يئدون البنات قال تعالى ﴿وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُىِٕلَتۡ﴾ [التكوير ٨]

ثالثاً/ أهمية الحريّة في الإسلام هي: جوهر إنسانية الإنسان:

  • في العقيدة تعني العقيدة في الإسلام التسليم لله.
    • وتعني التحرر من القيود الأرضية والتبعية لسائر المخلوقات والارتقاء به إلى الولاء لله وحده قال تعالى( ﴿قُلۡ أَغَیۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِیࣰّا فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَهُوَ یُطۡعِمُ وَلَا یُطۡعَمُۗ قُلۡ إِنِّیۤ أُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَسۡلَمَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ﴾ [الأنعام ١٤]  و قال تعالى(﴿لَاۤ إِكۡرَاهَ فِی ٱلدِّینِۖ قَد تَّبَیَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَیِّۚ فَمَن یَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَیُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ﴾ [البقرة ٢٥٦]
  • وهي مخاطبة للعقل الواعي والضمير الصافي قال تعالى ﴿قُلۡ أَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرࣰّا وَلَا نَفۡعࣰاۚ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [المائدة ٧٦]
  • وهي دعوة الخالدة قال تعالى ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَـٰدِلۡهُم بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِیلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ﴾ [النحل ١٢٥]
  • وهي الحجة البالغة قال تعالى ﴿قُلۡ فَلِلَّهِ ٱلۡحُجَّةُ ٱلۡبَـٰلِغَةُۖ فَلَوۡ شَاۤءَ لَهَدَىٰكُمۡ أَجۡمَعِینَ﴾ [الأنعام ١٤٩]
  • وهي حث على التفكير والاعتماد على العقل قال تعالى ﴿سَنُرِیهِمۡ ءَایَـٰتِنَا فِی ٱلۡـَٔافَاقِ وَفِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ یَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ﴾ [فصلت ٥٣]
  • وهي حرب على التقليد والاتباع الأعمى قال تعالى ﴿وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا۟ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُوا۟ بَلۡ نَتَّبِعُ مَاۤ أَلۡفَیۡنَا عَلَیۡهِ ءَابَاۤءَنَاۤۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَاۤؤُهُمۡ لَا یَعۡقِلُونَ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَهۡتَدُونَ﴾ [البقرة ١٧٠]
  • وهي ارجاع البشرية إلى أصل واحد، قال تعالى ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤىِٕلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ﴾ [الحجرات ١٣]
  • وهي الحرية المسؤولة قال تعالى ﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولࣰا﴾ [الإسراء ٣٦]
  • وهي تنظر للبشرية نظرة تكريم قال تعالى ﴿۞ وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِیۤ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَفَضَّلۡنَـٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِیلࣰا﴾ [الإسراء ٧٠]

مظاهر التكريم:

  • أن الله جعل الإنسان خليفة في الأرض قال تعالى ﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِلࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰۖ قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة ٣٠]
  • أن الله جعله عالماً ومعلماً قال تعالى ﴿وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَاۤءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِی بِأَسۡمَاۤءِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾ [البقرة ٣١- ٣٥]
  • أن الله أسجد له الملائكة قال تعالى ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾ [البقرة ٣٤]إن الله خلقه في أحسن تقويم قال تعالى ﴿وَٱلتِّینِ وَٱلزَّیۡتُونِ﴾ [التين ١] {وَطُورِ سِينِين} [التين:2] {وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِين} [التين:3] {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم} [التين:4]
  • أن الله منحه العقل.
  • أن الله سخر له ما في السماوات والأرض قال تعالى وسخر لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية ١٣]
  • أن الله جعل له حفظة قال تعالى ﴿لَهُۥ مُعَقِّبَـٰتࣱ مِّنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ یَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ سُوۤءࣰا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ﴾ [الرعد ١١]وقال تعالى ﴿وَإِنَّ عَلَیۡكُمۡ لَحَـٰفِظِینَ﴿كِرَامࣰا كَـٰتِبِینَ﴾ [الانفطار ١٠- ١١]وقال الرسول صلى عليه وسلم( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر….) متفق عليه
  • أن الله جعل من يسجل له وعليه قال تعالى ﴿مَّا یَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَیۡهِ رَقِیبٌ عَتِیدࣱ﴾ [ق ١٨]
  • أن الله طرد إبليس تكريم لآدم قال تعالى ﴿قَالَ ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُومࣰا مَّدۡحُورࣰاۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمۡ أَجۡمَعِینَ﴾ [الأعراف ١٨]
  • أن الله جعله يتناول شهواته بما يتناسب مع مكانته: آداب الطعام والشراب……
  • أن الله اماته فاقبره قال تعالى ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقۡبَرَهُۥ﴾ [عبس ٢١]
  • أن الله حرم دمه وماله وعرضه. قال تعالى ﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَكُمۡ لَا تَسۡفِكُونَ دِمَاۤءَكُمۡ وَلَا تُخۡرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِیَـٰرِكُمۡ ثُمَّ أَقۡرَرۡتُمۡ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ﴾ [البقرة ٨٤].
  • التحرر من الخضوع المطلق للإنسان.
  • الحرية منحة إلهية كما أنها حق طبيعي للإنسان لممارسة أعماله والقيام بوظائفه ولذا كان من الطبيعي أن يجعل الإسلام هذه الحقيقة أساساً مرجعياً في تشريعاته

وقد طرأ على الحياة الإنسانية أن مجموعة من الناس منحهم الله قوة أكثر من غيرهم من العلم والمال والسلطان والذكاء وقوة الأجسام لتحقيق سنن وقوانين  التنوع في الحياة البشرية والتي تبرز حكمة الله من وراء ذلك وهو خدمة بعضهم البعض لتسيير الحياة بصورة طبيعية إلا إن مجموعة من الناس قاموا بتسخير هذه النعم لإشباع أنانيتهم فسلبوا حرية الآخرين ووضعوا قيوداً تمنع عامة الناس من ممارسة حقوقهم بصورة كاملة فجاءت الرسل في  زمان ومكان بتوثيق علاقة الإنسان بالله فهو سيده ومولاه ويفك قيود عبوديته للبشر قال تعالى ﴿…. وَیَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَـٰلَ ٱلَّتِی كَانَتۡ عَلَیۡهِمۡۚ…. فَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ مَعَهُۥۤ أُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الأعراف ١٥٧] وقد جعل الله عز وجل الإيمان سبيلاً للتحرر والانفكاك عن الظلم وقد ركز الأنبياء جميعهم على هذه القضية قال تعالى ﴿…. یَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَیۡرُهُۥۤ﴾ [الأعراف ٦٥]

رابعاً/ أقسام الحرية:

القسم الأول: الحرية الفردية وهذه أنواعها

  •  حرية العقيدة والعبادة.
    • قال تعالى ﴿لَاۤ إِكۡرَاهَ فِی ٱلدِّینِۖ قَد تَّبَیَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَیِّۚ فَمَن یَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَیُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ﴾ [البقرة ٢٥٦].
  • حرية الرأي والفكر قال تعالى ﴿قُلِ ٱنظُرُوا۟ مَاذَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِی ٱلۡـَٔایَـٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمࣲ لَّا یُؤۡمِنُونَ﴾ [يونس ١٠١ وقد ذكر العقل والفكر والوعي ومشتقاته في القرآن في (503) موضعا.
  • حرية التعليم والتعلم فقد ذكر العلم والفقه ومشتاقتهما في القرآن في (886) موضعاً.
  • حرية العمل والتجارة والصناعة.
  • حرية المساكن والإقامة
  • حرية التملك.
  • حرية الحقوق السياسية.
  • حرية التعبير قال تعالى (الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان) إن القرآن الكريم دوَّن كلام الكفار والمنافقين حتى كلام إبليس في آياته ورد عليها، وحياة الرسول مليئة بالتعبير عن الرأي.

ضوابط التعبير عن الرأي وهي مايلي:

  • ألا يدعو في رأيه إلى استخدام العنف وسفك الدماء في المجتمع قال تعالى ﴿إِنَّمَا جَزَ ٰؤُا۟ ٱلَّذِینَ یُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَیَسۡعَوۡنَ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن یُقَتَّلُوۤا۟ أَوۡ یُصَلَّبُوۤا۟ أَوۡ تُقَطَّعَ أَیۡدِیهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَـٰفٍ أَوۡ یُنفَوۡا۟ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَ ٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡیࣱ فِی ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمٌ﴾ [المائدة ٣٣].
  • ألا تصل حرية الرأي إلى نشر الكفر البواح قال تعالى ﴿أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِ یَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمࣰا لِّقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ﴾ [المائدة ٥٠]
  • ألا يدعو إلى الإباحية والشذوذ قال تعالى ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَیۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَـٰمُ رِجۡسࣱ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ وقال تعالى ﴿إِنَّمَا یُرِیدُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَن یُوقِعَ بَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ فِی ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَیۡسِرِ وَیَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة ٩٠- ٩١].
  • أن يبدئ الرأي دون سب أو فتنة قال تعالى ﴿۞ لَّا یُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلۡجَهۡرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ إِلَّا مَن ظُلِمَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِیعًا عَلِیمًا﴾ [النساء ١٤٨].
  • أن يبدئ الرأي بأسلوب كريم قال تعالى ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلࣰا لَّیِّنࣰا لَّعَلَّهُۥ یَتَذَكَّرُ أَوۡ یَخۡشَىٰ﴾ [طه ٤٤] وقال تعالى ﴿…. وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنۡ حَوۡلِكَۖ…. ﴾ [آل عمران ١٥٩].

ضوابط الكلام وآدابه:

  • الضوابط المتعلقة باللفظ قال تعالى ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقُولُوا۟ رَ ٰعِنَا وَقُولُوا۟ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُوا۟ۗ وَلِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ [البقرة ١٠٤].
  • الضوابط المتعلقة بالمضمون قال تعالى ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّیَ ٱلۡفَوَ ٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡیَ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُوا۟ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ یُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَـٰنࣰا وَأَن تَقُولُوا۟ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف ٣٣].
  •  الضوابط المتعلقة بالهدف قال تعالى ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوۡلࣰا سَدِیدࣰا﴾ [الأحزاب ٧٠].
  • الضوابط المتعلقة بالتثبت قال تعالى ﴿وَإِذَا جَاۤءَهُمۡ أَمۡرࣱ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُوا۟ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰۤ أُو۟لِی ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِینَ یَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنَ إِلَّا قَلِیلࣰا﴾ [النساء ٨٣]83.
  • حق الحياة ومن ميزاتها مايلي:
    • اعتبار إزهاق الروح بغير وجه حق جريمة ضد الإنسانية كلها قال تعالى ﴿مِنۡ أَجۡلِ ذَ ٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَیۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِیعࣰا وَمَنۡ أَحۡیَاهَا فَكَأَنَّمَاۤ أَحۡیَا ٱلنَّاسَ جَمِیعࣰاۚ وَلَقَدۡ جَاۤءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِیرࣰا مِّنۡهُم بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ فِی ٱلۡأَرۡضِ لَمُسۡرِفُونَ﴾ [المائدة ٣٢].
    • اعتبار حق الحياة حقا مشتركاً يتمتع به جميع الناس دون تمييز أو تفرقة قال تعالى ﴿وَكَتَبۡنَا عَلَیۡهِمۡ فِیهَاۤ أَنَّ ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ وَٱلۡعَیۡنَ بِٱلۡعَیۡنِ وَٱلۡأَنفَ بِٱلۡأَنفِ وَٱلۡأُذُنَ بِٱلۡأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلۡجُرُوحَ قِصَاصࣱۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةࣱ لَّهُۥۚ وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ﴾ [المائدة ٤٥]وقال الرسول صلى الله عليه وسلم( من قتل معاهداً له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر في ذمة الله فلا يراح رائحة الجنة. وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا) اخرجه الترمذي وحسنه. الترمذي حسن صحيح
    • تحريم قتل الغير بغير وجه حق. قال تعالى ﴿…. وَلَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ….﴾ [الأنعام ١٥١] إضافة إلى العقوبة الأخروية على من يعتدي على النفس عقوبة في الدنيا قال تعالى ﴿وَلَكُمۡ فِی ٱلۡقِصَاصِ حَیَوٰةࣱ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة ١٧٩].
  • تحريم قتل الإنسان نفسه قال تعالى ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأۡكُلُوۤا۟ أَمۡوَ ٰلَكُم بَیۡنَكُم بِٱلۡبَـٰطِلِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَ تِجَـٰرَةً عَن تَرَاضࣲ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِیمࣰا﴾ [النساء ٢٩].
  • الحرية اختيار العمل، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)
    • إن مسؤولية العمل يتحملها ثلاثة أطراف:
    • العمال
    • أصحاب العمل
    • الدولة.
  • حرية العلم والتعلم.
  • حق الأمن والسلامة الشخصية.
    •  عدم القبض على الإنسان دون مبرر وعدم سجنه.
    • تحريم سبه بجرح مشاعره.
    • تحريم الاعتداء على ما دون النفس.
    • لا حياة بدون الامن.
  • حق الخصوصية.
    • الحق في حماية حرمة السكن.
    •  الحق في حماية الاتصالات والمراسلات.
  • حرية التنقل.
  •  حق اللجوء في التجمع وتكوين الأحزاب والنقابات
  •  حق التملك.

القسم الثاني: الحريات العامة وهذه أنواعها

  • حرية الإجتماع
  • حرية الممارسة النقابية والسياسية حرية الانتخاب. 

 شروط ممارسة الحرية: 

  • ألا يمس العقيدة الإسلامية.
  • ألا تتعارض مع الأحكام الشرعية.
  • ألا تمس حرية الآخرين.
  • ألا تمس النظام العام والآداب العامة.
  • ألا تضر بمصالح البلاد العليا.

خامساً/ مرجعية الحرية

مرجعية الحرية هي الشريعة الإسلامية؛ لأن الحرية مقصد من مقاصده وهي قيمة ثابتة تتصف بالديمومة في الزمان والمكان، ولأن الإسلام هو دين الفطرة   فهو ينظم حياة الإنسان على أساس الفطرة والله فطر الإنسان على الحرية قال عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) وهذا الدين هو دين الله والله هو وحده الذي منح الإنسان الحرية.

سادساً/ مرتكزات الحرية:

  • العقل فهو أساس التكليف ومناطه وبه تتم الأهلية إجماعاً.
  • الإرادة فهي أساس حرية الاختيار
  • الإستطاعة فهي أساس لتنفيذ التكليف قال تعالى ﴿لَا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَیۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ …..﴾ [البقرة ٢٨٦]
  • معرفة الذات.
  • أن الله جعل الإنسان خليفة في هذه الأرض يديرها. ويسود فيها.

قال تعالى ﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِلࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰۖ قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة ٣٠]

  • وما داما ان الله جعل الإنسان خليفته فإنه قد كرمه قال تعالى ﴿وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِیۤ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَفَضَّلۡنَـٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِیلࣰا﴾ [الإسراء ٧٠]
  • وإذا كان الله سبحانه قد جعل الإنسان خليفته فاقتضت الخلافة أن يكون مسؤولاً مسؤولية فردية عن تصرفاته
  • وبعد هذا التكليف والتكريم والمسؤولية سخر له كل ما في الكون قال تعالى ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية ١٣]

سابعاً/ مظاهرها في الوعي الإسلامي:

  • هو أنها مناط المسؤولية والتكليف الشرعي ومنبع إمكان الإنسان (إمكان وجوده ومفازه).
  • التأكيد على حرية المبادرة الفردية والجماعية دون رقابة أو قيد من السلطة.
  •  وجود نظام الا مركزي مما يجعل كل إقليم حر في إدارة شؤونه بحرية كاملة في المسائل المتعلقة بالإقليم وقد شجع الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك من خلال توصيته لمعاذ الذي كلفه في إدارة إقليم الجند.
  • محدودية تدخل الدولة في حياة الناس الفردية والجماعية إلا لضرورات الخير العام مع إلزام الدولة برعاية المجتمع من حيث توفير الخدمات العامة والخاصة
  • سماحة الإرادة السياسية مع جميع المواطنين فيما لا يخل في نظام المجتمع.

الحقوق

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى