الأهل في القرآن الكريم

القرآن الكريم ذكر كلمة الأهل في (126) موضعا وذلك لأهميته، وورد في لسان العرب: أن أهل الرجل عشيرته وذوو قرباه، والجمع أهـلون وأهال، وأهل القرآن حفظته والعاملون به، وأهل المذهب من يدين به، وأهل البيت سكانه.
أولا/ تعريف:
هم الفريق الذين لهم مزيد اختصاص بما يضاف إليه اللفظ
ويقول الخليل ابن احمد: أهل الرجل زوجه، وأخص الناس به والتأهل التزوج، وأهل البيت سكانه، وأهل الإسلام من يدين به، و أهل الكتاب هم أصحابه وحملته، و أهل الرجل من يجمعه وإياهم مسكن واحد
ثانيا/ أهل الرجل في القرآن:
- فقد جاء ذكر الأهـل مع الزوجة في سورة القصص قال تعالى {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُون} [القصص:29] +(81) هود، فجاء في سياق الزوجة في الآية المذكور ولم يكون معه ساعتها غير زوجه
- قال تعالى عن إبراهيم {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِين} [الذاريات:26] يقصد زوجة
- وجاء في سياق الزوجة أيضا بخطاب امرأة العزيز زوجها قال تعالى {…. مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيم} [يوسف:25] أي زوجك
- وجاء في سياق الأولاد والزوجة قوله تعالى عن لوط {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِين} [الأعراف:83] أي لوط وأولاده + (84) الأنبياء
- وجاء في سياق الأخوة قوله تعالى عن موسى {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي} {هَارُونَ أَخِي} [طه:30]
- وجاء في سياق الأبوين والأولاد والزوجة قوله تعالى عن يوسف على لسان اخوته ونمير أهلنا (29 +88 +93) يوسف و أما أهـل بيت الرجل فهم من يسكن معه من المذكورين أعلاه فإن غاب عنه أحدهم ولم يسكن معه في نفس البيت فهو من اهله لا من اهل بيته واما لفظ اهل البيت فقد ورد في القرآن ثلاث مرات في قوله تعالى {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيد} [هود:73] +12 القصص + 33 الأحزاب
- والمقصود بقوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب:33] أي بالأحكام التي وردت وهي : القرار في بيوتكن, وعدم التبرج, وإقامة الصلاة, وايتاء الزكاة, وطاعة الله ورسوله, قال العلامة محمد رشيد رضا( اعلم ان بعض الناس قد تكلموا في هذه الأيه بالرأي فزعموا أن المراد بأهل البيت جميع ذرية فاطمة والحق الذي لا محيد عنه إلا إلى الهوى أن المراد بالبيت في الآية بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يسكنه وهو جنس، والمراد بأهله هو نساؤه وذكر ضمير الجمع المذكور تغليبا للأشراف إذ أتى بالعناية به ثم بهن تبعا له أو رعاية للفظ الأهـل
- فقد ورد لفظ أهل البيت في القرآن الكريم مرتين
- أحداهما قال تعالى {…. إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33]
- الثانية قال تعالى {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيد} [هود:73]
وما جاء في القرآن الكريم يؤكد أن الأهـل هم الفريق الذي لهم مزيد اختصاص بما يضاف إليه اللفظ الأمثلــــــــــــــــة:
- اهل المدينة واهل البلد وأهل الأرض وأهل مدين واهل يثرب وأهل النار هم أصحابها وساكنوها المقيمون فيها الملازمون لها
- وأهل الكتاب وأهل الإنجيل هم أصحاب الديانات السماوية وأهل الذكر وأهل التقوى وأهل المكر هم أصحابه وحملته
- وأهل السفينة هم ركابها الذين تجمعهم على ظهرها وأهل بدر هم من شهد معركة بدر وأهل الكرم لمن كان كريما وأهل التقوى لمن كان تقيا وأهل العلم هم العلماء وأهل الأمانة لمن كان امينا
فإذا أضيف الأهـل إلى البيت فلها معنيين:
- فإذا كان البيت هو الكعبة فالمراد بأهـل البيت هنا العرب الذين يحجون إليه.
- وإذا كان البيت يقصد به المنزل فأهله هم سكانه
فإذا أضيف الأهـل إلى القرابة فله عدة معاني: –
- هل تعني الزوجة إذا قيل أهل بيت الرجل ويقال للرجل عند سؤاله من هذه المرأة؟ فيقول أهلي أي زوجتي أو زوجاتي ويقال للرجل إذا تزوج أنه تأهل أي صار له أهل
- وأهل تعني القرابة بالنسب إذا قيل أهل الرجل بدون بيت فأهل الرجل هم أسرته من أباء وأبناء واحفاد وأجداد
الفرق بين الأهل والآل:
إن مصطلح الأهـل: خاص بقرابة الرسول صلى الله عليه وسلم مؤمنهم وكافرهم
ومصطلح الآل: عام.. وهم وراثة يشمل قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، واتباعه ودخول أهـل الرسول صلى الله عليه وسلم في إله خاص بمن آمن به منهم بحيث لا يشمل من لم يؤمن