نوافذ الفكر والدعوة
وقفات مع الذين اصطفاهم الله

وقفات مع الذين اصطفاهم الله لوراثة الكتاب قال تعالى : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {32} جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً فِيهَا حَرِيرٌ{ 33 }وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ{ 34 }الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ{35} }سورة فاطر .
اولاً: الصفات المشتركة للذين اصطفاهم الله
- الشهادتان
- المحافظة على الصلاة.
- الصوم.
- الزكاة
- الحج.
- تلاوة القران وحفظه وتدبره.
- الأذكار القولية مطلقة ومقيده والقلبية والعملية
- الدعاء .
- القيام بشؤون الأسرة.
- أداء الوظيفة.
- التعليم.
وهذه الصفات المشتركة إنما يتمايزون بالتفاعل معها :
- السابق بالخيرات يؤديها بأعلى صورها.
- والمقتصد يؤديها بحدها الأدنى.
- الظالم لنفسه يؤدي بعضها ويترك بعضها، و يؤديها في أوقات ويتركها في أوقات.
ثانياً: الصفات التي يمتاز بها فريق على الآخر:
السابقون بالخيرات:
- أهم صفات السابقين بالخيرات، الجهاد في سبيل الله، قال تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحجرات15
- وقال تعالى : {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما}النساء 95، 96
- وقال تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{71}وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {72}}سورة التوبة.
- وقال تعالى : {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ {29} قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ{30} يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{31} وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{32}}الأحقاف.
- الشعور الذاتي بالمسؤولية أمام الله، قال تعالى ( الذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) المؤمنون (60).
- الحرص على إسعاد الناس في الدنيا والآخرة، قال تعالى ( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان …) الحشر ( 10).
- تحديد الأهداف التي يسعون لتحقيقها ووضع الخطط والبرامج التي تحققها، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذل يذل به الكفر ) رواه ابن حبان وصححه.
- الثقة بالله ثم بالنفس و التفاؤل والأمل وعدم اليأس، قال أبو هريرة رضي الله عنه :( كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسنه ويكره الطيرة ) رواه ابن ماجه وهو حديث صحيح .
- قوة التأثير على الآخرين، قال تعالى (الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة ….) النور (35) .
- الالتحام بالناس وتبني همومهم وقضاياهم والصبر والتحمل في سبيل تحقيق ذلك، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم …) منتدى التخريج ودراسة الأساميد .
- الاستمرار بالنشاط، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) مسند الإمام عبد الله بن المبارك .
- التيسير والتبشير وقبول عثرات الآخرين، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) متفق عليه.
- امتلاك القدرات التسخيرية، وتوظيف طاقات وإمكانات الناس في سبيل الخير والنفع العام , قال تعالى ( قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) الكهف (94-97).
- الشجاعة والثبات في المواقف، قال تعالى ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) آل عمران (146) .
- تغليب المبدئية على الشخصانية، ونكران الذات , قال تعالى (قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا …) طه (72-76).
- القدوة الحسنة والنموذج المتحرك، قال تعالى ( لقد كان لكم فيهم اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر …) الممتحنة (6).
- الحرص الدائم على رفع الرصيد الإيماني والتربوي لدى أنفسهم ولدى الناس، قال تعالى {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُون}[التوبة:124]
- ترسيخ مبدأ التعاون على البر والتقوى، قال تعالى ( … وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان …) المائدة (2) .
م | المقارنة بالالتزام بالصفات | |||
الصفة | السابق | المقتصد | الظالم | |
1 | الصفات المشتركة | يؤديها بحدها الأعلى | يؤديها بحدها الأدنى | يقصر في أدائها |
2 | الصفات الجهادية | يؤديها بحدها الأعلى | لا يؤديها | لا يؤديها |
3 | الحقوق | يتسامح بحقه ولا يأخذ حقوق الآخرين | لا يسامح بحقه ولا يأخذ حقوق الآخرين | لا يسامح في حقه ويأخذ من حقوق الآخرين |
4 | مواقف الإساءة من الآخرين | كضم الغيظ ، العفو الإحسان | ( فان عقبتم فعاقبوا بمثل ما عقبتم به ) | العقوبة بأشد من الإساءة |
5 | الواجبات الاجتماعية | يقوم بها كاملة وبقدر الطاقة | قد يقوم بحد أدنى منها
وقد لا يقوم |
لا يقوم بها |
6 | النظرة للمستقبل | التفاؤل والأمل والطموح | قد تكون هذه الثلاثة الأشياء موجودة بحدها الأدنى | الإحباط وعدم الطموح |
7 | المسافة بين القول والعمل | العمل أكثر من القول | التقارب بين القول والعمل | القول أكثر من العمل |
8 | أداء الوظيفة | يؤديها بأعلى صورها بنية التعبد لله | يؤديها بأدنى صورها | يقصر بأدائها ، وبدافع الحرص على المرتب |
9 | القيام بشؤون الأسرة | يقوم بها بنية التعبد لله | يؤديها بنية الانتفاع بها في الدنيا | يقصر بأداء ذلك. |
- ليست هذه الصفات ثابتة فقد يقوم السابق بالخيرات بأعمال المقتصد فقط ، او بأعمال الظالم لنفسه أحيانا، وقد يقوم المقتصد بأعمال السابق بالخيرات او بأعمال الظالم لنفسه أحيانا، وقد يقوم الظالم لنفسه بأعمال السابق بالخيرات او بأعمال المقتصد أحيانا، وإنما العبرة بالغالب.
- إذا كان عدد أيام أعمال السابقين بالخيرات اغلب يكون صاحبها متصفا ( سابقاً بالخيرات ).
- وإذا كان عدد أيام أعمال الحد الأدنى اغلب فيكون صاحبها متصفاً ( بالمقتصد ).
- وإذا كان التقصير هو الغالب فيتصف صحابها بالظالم لنفسه.