2025-06-09 8:50 ص
إدارة الموقع
2025-06-09 8:50 ص
الإدارة والقيادةكن رائدا

قائد المرحلة

أن تكون مديرا ناجحا شيء، لكن أن تكون قائد فهذا شيء آخر مختلف تماما، والاختلاف الرئيسي يكمن في أن المدير سيركز على تخطيط وتنظيم وتنسيق الموارد لإدارة المهام وتحقيق النتائج، أما القائد فهو ملهم بالدرجة الأولى ويحفز ويؤثر على كل من حوله، مما يدفع الناس إلى الإنجاز وتحقيق أهدافهم وغاياتهم أثناء العمل وصولا إلى الصورة الكبرى، وهي النجاح الدائم والمتواصل، والسعادة بهذا النجاح. (محمد سناجلة)

أولا: طبيعة المرحلة:

هي مرحلة تحول في تاريخ الحركة الإسلامية من مرحلة الإعداد إلى مرحلة التنفيذ ومن مرحلة التهميش إلى مرحلة التمكين، ومن مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة الاستقواء وهذه المرحلة فيها أحداث وتأثير هذه الأحداث على الناس على النحو الآتي :

  • صنف من الناس مشغول بمتابعتها ونسى مهامه.
  • صنف من الناس يقابلها باللامبالاة.
  • صنف من الناس تؤاثر  عليه سلباً فيهزم داخلياً.
  • صنف من الناس تستفزه النخوة والعزة فيتحرك بكل قوته نحو العمل النافع الذي يحقق له أهدافه، وهذا هو قائد المرحلة.

ثانياً: مواصفات قائد المرحلة:

  1. سعة العلم وعمق المعرفة:
    • العلم هو: البحث عن الحقائق بالدليل والبرهان ، ذكرت العلوم والفنون في القران الكريم في ( 592 ) موضعاً، قال تعالى : {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9.
    • والمعرفة: هي معرفة الذات ومعرفة الآخر ومعرفة الواقع.
  1. الإيمان الإيجابي المؤثر:
    • قال تعالى : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173 .
    • وقال تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النور35)
    • ذكر الإيمان مع أركانه ومستلزماته في القرآن بـ ( 4004 ) موضعاً.
  2. فاعلية العبادة المرتبطة بالأهداف:
    • ذكرت العبادة في القرآن بـ ( 650 ) موضعاً.
    • قال تعالى : {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45 .
    • وقال تعالى : {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }التوبة103
    • وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183 .
    • وقال تعالى : {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ }الحج28 .
  3. عمق الإخلاص:
    • ذكر الإخلاص في القرآن في (42)
    • قال تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5 .
  4. متانة الخلق:
    • ذكرت الأخلاق في القرآن في ( 947 ) موضعاً.
    • عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ” إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ الْمُتَكَبِّرُونَ “
    • ( حديث حسن ) رواه الترمذي.
  5. قوة الإرادة:
    • ذكرت الإرادة الإنسانية في القرآن بـ (82) موضعاً
    • قال تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً }مريم12 .
    • وقال تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ }الأعراف145
  6. الارتباط بالمجموعة:
    • قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27 .
    • وقال تعالى : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18 .
  7. التفكير الإبداعي:
    • ذكر التفكير والتفكر والعقل واللب في القرآن في ( 302 ) موضعاً .
    • قال تعالى : {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }سبأ46 .
  8. التضحية والجهاد:
    • ذكر الجهاد في القران في  ( 692 ) موضعاً.
    • قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{ 10 } تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } الصف ( 10 – 11 ) .
  9. المهارة الإدارية:

وخلاصة الإدارة هي: توظيف الطاقات الذاتية وتوظيف طاقات الكادر، كل واحد بما يتناسب معه وحل المشكلات، الطاقات هي (الوقت، الجهد، المال، العلم) .

حل المشكلات:

قد تعترض سير عملي مشاكل تعيق انطلاق العمل فما موقفي منها ؟

أصناف القادة في حل المشكلات على ( ثمانية ) أصناف :

  1. الصنف الأول: يبقى يفكر في المشكلة ولا ينتقل إلى التفكير في حلها فيبقى يصفها فقط و يتذمر منها.
    • المثال: بعض العاملين يشكو ممن هو مسؤول عنهم لا يشتغلون فيبقى يشكوا منهم فقط.
  2. الصنف الثاني: من يواجه المشكلة وينقلها إلى مسؤوله ولا يحاول حلها.
    • المثال: تغيب بعض المسؤولين عن أعمالهم الرسمية أو الدعوية .
  3. الصنف الثالث: ينظر للمشكلة بعين العاجز والمحبط وان هذه المشكلة مستمرة ولا يمكن حلها.
    • المثال: ضعف الإرادة عند البعض او عدم التجاوب في المهام الموكلة إليه.
  4. الصنف الرابع: ينظر للمشكلة بعين الإمكانات، هذه المشكلة تحتاج الى إمكانات ، فيريح نفسه من حلها.
    • المثال: تبصير العاملين.
  5. الصنف الخامس: ينظر للمشكلة و يقول هذه على غيري وينسى نفسه انه مطالب بالحل ،
    • المثال: إهمال بعض الموظفين عن أداء أعمالهم.
  6. الصنف السادس: يرمي بالحل على غيره ويقول قد قلت لهم وقد اتصلت ، مثل بروز اللامبالاة عند البعض.
  7. الصنف السابع: هو الذي يقوم بكل صغيرة وكبيرة ويهمش المعني بحل المشكلة فتتراكم عليه.
  8. الصنف الثامن: هو الذي يفكر بعمق لحل المشكلة ويتخذ أساليب ووسائل متعددة ويعمل على حل المشكلات أولا بأول، بكل إصرار ويدرب أصحابه على حل المشكلات ويتابعهم بأداء مهامهم وهذا هو قائد المرحلة .

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى