الربط بين النص والواقع

أولا: مفهوم النص
إن النص هو آيات القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والإقرار، ولابد للداعية أن يفهم أولاً بأن الإسلام يحكم الحياة بهذه النصوص وفقاً للقواعد الآتية:
- القاعدة الأولى: أن أصول العقيدة و الإيمان وأصول العبادات وأصول الأخلاق وأصول المعاملات والأمور التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان هذه تحكمها نصوص قطعية الثبوت وقطعية الدلالة وهذه تعتبر دائرة الثبات، لا يجوز الاجتهاد فيها ولا الخلاف.
- القاعدة الثانية: أن الفرعيات والكيفيات والأمور التي تتغير تغيراً جزئياً مثل المعروف والمنكر هذه تحكمها نصوص ظنية الثبوت وظنية الدلالة وهذه تعتبر دائرة المرونة، وهذه يوجد فيها اختلاف.
- القاعدة الثالثة: أن الأمور التي تتغير تغيراً جذريا هذه تحكم من خلال الفراغ التشريعي وهذه تعتبر دائرة السعة.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئاً ثم تلا (وما كان ربك نسيا)) رواه الحاكم وصححه
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها) أخرجه النووي، رواه الدار قطني وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل فقال: (لو لم تفعلوا لصلح) قال: فخرج شيصا تمرا رديئا فمر بهم فقال: ما لنخلكم، قالوا: قلت كذا وكذا، قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم) رواه مسلم.
ثانياً: يفهم معاني النص ومدلولاته وفقا للخطوات التالية:
- الخطوة الأولى: تفسير القرآن بالقرآن:
- فما أُبهم في مكان، بُيِّن في مكان آخر مثل قوله تعالى: {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيم} {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين} [الفاتحة:7]، بيًن في قوله تعالى {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا} [النساء:69]
- وما أُجمل في مكان، فُصل في مكان آخر، المجمل بالنص التالي قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) الطلاق (1) فصلت العدة في آيات بنفس السورة في قوله تعالى (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا …) الطلاق (4)، وفي قوله تعالى (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ…) البقرة (228).
- وما أطلق في مكان قيُد في مكان أخر، المطلق قوله تعالى (.. انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ……) التوبة (41)، والتقييد قال تعالى: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج…..) الفتح (17).
- الخطوة الثانية: تفسير القرآن بالسنة وتفسير السنة بالسنة مثل فريضة الصلاة والصوم والزكاة والحج فسرها الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وعملا، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (خذوا عني مناسككم) رواه أحمد ومسلم.
- الخطوة الثالثة: تفسير القرآن والسنة بأقوال الصحابة إذا أجمعوا ما اجمع عليه الصحابة بصيغ الشورى في عهد الخلفاء الراشدين كما وضحت ذلك سيرة الخلفاء الراشدين.
- الخطوة الرابعة: تفسير القرآن من خلال قواعد اللغة العربية وفي هذا الجانب لابد أن يكون التفسير بحسب الواقع مسترشدين بأقوال التابعين وبقية العلماء وملتزمين بقواعد اللغة العربية ومتأكدين من صحة سند الحديث وموافقته للقرآن.
- الخطوة الخامسة: تفسير القرآن بالإعجاز العلمي مثل: توضيح الحكمة من عدة المطلقة البائن البينونة الكبرى “وهي بصمة الرجل في رحم المرأة تبقى لفترة العدة بجميع أنواعها حتى عدة التي مات عنها زوجها.
ثالثاً: الواقع
- مفهوم الواقع: هو كل ما يكون حياة الناس في جميع المجالات بكل مظاهرها وظواهرها وأعراضها وطوارئها.
- العناصر الأساسية لفقه الواقع تتلخص فيما يأتي:
- إدراك التأثيرات البيئية الطبيعية: وذلك باعتبارها محددا أساسيا ًوموجهاً رئيسياً لحياة الناس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
- فقه الحركة الاجتماعية: وهي كل العلاقات التي تربط الإنسان بأخيه الإنسان.
أنواع العلاقات:
إن الاجتماع الإنساني الهدف منه عمارة الأرض وبناء الحضارات حيث أن هذه العلاقات تشمل التالي:
- أسرية – عشائرية – قبلية.
- دينية.
- علمية ثقافية.
- سياسية.
- اقتصادية.
- وطنية وقومية.
- نقابية.
كما تتواجد أيضا عوامل تسبب هذه التنشئة الاجتماعية وتشمل التالي:
- الوراثة.
- االتراث الاجتماعي.
- اللغة.
- الثقافة.
- الدين
- وتتواجد ايضا أغوار النفس البشرية وهي كالآتي:
- الإنسان مخلوق من طين ونفخ الله فيه من روحه.
- وجود نزعات الخير والشر لديه بنسب متفاوتة سواء من حيث الأفراد أو من حيث الأحوال.
- منحه الله القدرة على التعلم وطلب المعرفة.
- الإنسان مكرم
لماذا فقه الواقع ؟
لنعرف كيف نتعامل مع الناس فيه لأنه لا يتم فقه الدين إلا إذا تكامل علم الشرع المنقول بعلم الواقع المشاهد الملموس.
رابعا: الربط بين الماضي والحاضر
المقصود بالماضي هو التاريخ الإسلامي من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الجيل الذي قبلنا.
أولا: ما مواقفنا من التاريخ الإسلامي؟
مواقفنا تتمثل بالآتي:
- أما سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فلنا موقفين:
- الموقف الأول البحث عن صحة نسبة الموقف أو الحدث أو القول إلى الرسول (ص) قولا أو فعلا أو إقراراً
- الموقف الثاني نفسر هذه المواقف والأحداث والأقوال على ضوء الواقع الحاضر مسترشدين بأقوال الصحابة والتابعين وملتزمين بقواعد اللغة العربية ومستهدفين بالتفسير العلمي.
- أما بقية التاريخ الإسلامي فلنا ثلاثة مواقف:
- الموقف الأول: البحث عن صحة الحدث أو القول أو الموقف.
- الموقف الثاني: أن نعرض القول أو الحدث أو الموقف على القران والسنة القولية أو الفعلية أو القرارية.
- الموقف الثالث: أن نفهم المواقف والأحداث والأقوال بحسب واقعنا الحاضر مسترشدين بأقوال التابعين والعلماء وملتزمين بقواعد اللغة العربية ومستهدفين بالتفسير العلمي للأحداث.
ثانيا: دورنا
دراسة مشاكل المجتمع دراسة علمية تتضمن ما يلي:
- إبراز الأسباب الحقيقية لظهور المشكلة.
- اقتراح المعالجات الواقعية.
- الاستشهاد بالسيرة النبوية وأقوال الصحابة والتابعين للاستعانة بكشف الحقيقة أو معالجة المشكلة الاستفادة من التجارب الإنسانية الناجحة. الاستعانة بالبحث العلمي الدقيق،