الخدمات الاجتماعية

إن الخدمات الاجتماعية تعتبر من المصطلحات الاجتماعيّة الحديثة التي تم إدخالها خلال أوائل القرن العشرين، وسوف نعرفكم أكثر عليها في سطور هذه المقال بالتفصيل.
أولا: تعريف الخدمات الاجتماعية
تعرّف الخدمات الاجتماعية بأنها مايلي:
- تعريف (1): وهي المهارة العملية في عمل أشياء متعددة لخدمة أشخاص معينين والتعاون معهم من أجل تحسين أحوالهم وظروفهم ومساعدتهم في تحسين ظروف مجتمعاتهم.
- تعريف (2): تعرف أنها خدمات مهنيّة تعتمد على قواعد علمية من المهارات والمعرفة، تختص في العلاقات الإنسانيّة بهدف مساعدة الناس سواء أفراداً أم جماعات.
- تعريف (3): تعرف على أنها وسيلة اجتماعيّة هدفها مساعدة المجتمع لحل مشاكلهم الاجتماعية ومحاولة الحد والوقاية منها.
ثانياً: أهميتها:
- حث الرسول صلى الله عليه وسلم على القيام بها فقال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ” صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له بعد موته…) رواه مسلم.
- تُعتبر من المهن الحديثة بالرغم من أنّ أصلها قديم ينبع من دافع إنسانيّ ودينيّ لمساعدة أبناء المجتمع وحل مشاكلهم الاجتماعيّة وتوفير حاجاتهم الأساسيّة.
- كما أنها وُجدت في عهد الإغريق والرومان، والتي كان يقوم بها أشخاص متطوّعون مثل مساعدة الجرحى والمصابين خلال الحروب.
- في نهايات القرن العشرين ظهرت حركات نشطة في الدول الصناعيّة الغربية، والتي كانت تهدف لمساعدة المجتمعات المحتاجة، ولا تقتصر على الدول الغربيّة، بل حتى الدول النامية التي تحتاج لمساعدة، للتنفيس عن معاناة الناس وتلبية حاجاتهم الأساسيّة من أغذية وأدوية وغيرها.
ثالثاً: الهدف من الخدمات الاجتماعية:
تهدف مهنة الخدمات الاجتماعيّة إلى تنمية المجتمعات، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) رواه النسائي.
رابعاً: الأسباب التي تحد من النمو والتقدّم الاجتماعي:
- البطالة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) أخرجه أبو داود.
- الأمراض، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيء الأسقام) رواه أبو داود.
- الظروف المعيشية السيئة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت) رواه أبو داود.
خامساً العلاج:
البحث عن أسباب الخلل الاجتماعيّ في المجتمعات من أجل التصدّي له والحد منه ومكافحته والتقليل من أضراره.
سادساً: ركائز فلسفة الخدمات الاجتماعية:
- الإيمان بقيمة الإنسان وصون كرامته.
- الإيمان بالفروق الفردية.
- حقوق الأفراد في تقرير مصيرهم مع مراعاة عدم المساس بحقوق الآخرين.
- الإيمان بالحب والتسامح.
- الإيمان بأنّ الإنسان هو مصدر الطاقة في حدوث التغيير الاجتماعي.
سابعاً: وظائف الخدمات الاجتماعية:
- وظائف علاجيّة، لتمكين الأفراد من إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجههم مثل: ذوي الاحتياجات الخاصّة وذلك من خلال توفير الوسائل التي تجعلهم يتجاوزون إعاقتهم.
- وظائف تنمويّة، من خلال المعرفة الجيدة بالإمكانات والقيم والموارد الاجتماعيّة بين المجموعات.
- وظائف وقائيّة: أي الحد من الوقوع بالمشاكل أو الممارسات السيّئة.
ثامناً: مبادئ الخدمات الاجتماعيّة:
- مبدأ قبول الأفراد كما هم عليه وليس كما يجب أن يكونوا.
- حقهم في تقرير مصيرهم.
- الجهود الذاتيّة.
- عدم الانحياز وتوفر الموضوعيّة في التعامل مع الأفراد.
- تقويم الذات على شكل جدول زمني من أجل مراجعة ما أُنجز وما لم يُنجز.
تاسعاً: مجالات الخدمات الاجتماعية:
- في مجال الأسرة: تعالج وتحلّ أي اضطرابات أسريّة، أو مشكلات التفكك الأسريّ.
- في مجال التعليم: تساهم في أداء رسالة المؤسسة التعليمية والتربوية.
- في مجال الطب: تساهم في تحقيق الصحة النفسيّة والجسمانية سواء كانت في جانب الصحة وقائية أو الصحة العلاجية للأفراد.
- في مجال الأحداث: وتساهم في رعاية الأحداث في السجون، وبعد خروجهم ليكونوا أفراداً صالحين.
- في مجال المساعدات العامة: مثل المساعدات الماليّة لمن يحتاجها مثل المرضى وكبار السن والأطفال واليتامى.
- في مجال التأمين الاجتماعيّ من خلال إنشاء وحدات خدمية.
عاشراً: مفردات الخدمات الاجتماعية:
- إصلاح الطرقات والشوارع.
- إنشاء مشاريع المياه.
- بناء المساجد.
- بناء المؤسسات التعليمية.
- توفير الكهرباء.
- توفير وسائل الإتصال.
- إصلاح الصرف الصحي.
- إنشاء الحدائق.
- إنشاء مشاريع سقيا الماء.
- النظافة والحفاظ على البيئية.
النتائج المراد تحقيقها من خلال الخدمات الاجتماعية:
- عندما تتوفر الخدمات في جميع جوانبها تحقق الرفاهية وبالتالي يسعد أفراد المجتمع.
- يترسخ مبدأ التعاون والترابط بين أفراد المجتمع قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة(2) وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً” حديث صحيح .
هل هذا العمل يثاب المؤمن عليه؟ نعم والدليل على هذا ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له بعد موته”
وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آلة وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَريقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْك عَلَى الطَرِيقِ فأخرَه، فَشكَرَ الله له؛ فَغَفَرَ لَه». رواه البخاري.
وعَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ أَوْ طَيْرٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ” رواه النسائي.
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلِمُه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة) رواه البخاري ومسلم.
عن ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ إِلَّا كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً”. أخرجه البيهقي، (موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه).