2025-06-09 4:57 م
إدارة الموقع
2025-06-09 4:57 م
الاجتماعي والاقتصاديمسارات اجتماعية واقتصادية

كيفية حل المشكلة الاجتماعية

كيف تعالج المشكلة الاجتماعية، لكي تعالج المشاكل الاجتماعية لابد من دراسة علم الاجتماع لكي يساعدنا في حل المشكلات التي تنشئ من خلال الخلافات بين الأفراد أو الأسر.

أولا/ تعريف المشكلة

الشعور أو الإحساس بوجود صعوبة لا بد من تخطيها ، أو عقبة لا بد من تجاوزها ، لتحقيق هدف . أو يمكن القول إنها الاصطدام بواقع لا نريده ، فكأننا نريد شيئا ثم نجد خلافه . وهذا مبين بشيء من التفصيل في مقالنا : هل ترغب في تنمية قدرتك على حل المشاكل

ثانيا: أسباب وجود المشكلة

ويكون سببها على الأغلب مايلي:

  1. اختلاف شخصيّات النّاس وطبائعهم.
  2. إضافة إلى اختلاف الثقافات والقيم والأسس التّربويّة.
  3. البطالة في أوساط الشباب.
  4. الأزمة المالية وما يترتب عليه من آثار سلبية.
  5. غياب التفكير بالمشاريع التي تعود آثارها الإيجابية على الفرد والأسرة والمجتمع.
  6. الجهل

ثالثاً: الوسائل التي تعالج المشكلة الاجتماعيّة

  • تعميق ثقافة الحوار بين مكوّنات المجتمع وأن تكون وسيلة حلّ المشكلات والخلافات بين النّاس، فكثير من المشاكل الاجتماعيّة تحصل بين النّاس بسبب عدم اتباعهم أسلوب الحوار في حلّ مشكلاتهم فتراهم يلجؤون للعنف كوسيلة فورية للتّعبير عن الغضب ومحاولة إثبات وجودهم وإظهار أحقيّتهم في شيءٍ معين، ومن الأمثلة على ذلك ما يحصل بين المتحاورين في السّكن أحيانًا من مشاكل تتطوّر إلى العنف وقد تكون أسبابها بسيطة، والحل يكمن في تحاور كلّ طرفٍ مع الآخر والاستماع إليه لمعرفة أسباب المشكلة والعمل على حلّها بعيدًا عن العنف والغضب.
  • الالتزام بالقيم والأخلاق الإسلامية التي تحثّ الإنسان على أن ينتهج منهجًا واضحًا في الحياة يضمن له أن يعيش ويتعايش مع غيره بعيدًا عن المشاكل والخلافات، ففي قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فصلت34، هنا تتقرّر قاعدة مهمة وهي عدم مقابلة الإساءة بالإساءة وإنّما العفو والصّفح والإحسان لمن أساء، وإنّ من شأن ذلك أن يوقظ ضمير المسيء فيدرك أنّه مخطئ بفعله وإساءته وربمّا تحوّل إلى صديق حميم لمن أساء إليه.
  • اتباع الأسلوب المنطقي في حلّ المشكلات الاجتماعيّة، فلكلّ مشكلة حلّ كما يقال، وهذا الحلّ يتطلّب:
    • البحث عن أسبابها.
    • تجميع المعلومات عنها بالاستماع إلى جميع أطراف المشكلة.
    • البحث عن الحلول المناسبة واتخاذ القرار؛ فمشكلة العنف الاجتماعي مثلاً لها أسبابها التي تتطلّب الوقوف عليها مثل غياب التّربية والتّوجيه، وكذلك مشكلة عزوف الشّباب عن العمل في قطاعات معيّنة بحجّة أنّها لا تلائمهم اجتماعيًّا، والحلّ يكمن بتغيير نظرة الشّباب والقضاء على ثقافة العيب التي يتربّى عليها الكثيرون منهم.

أسس شرعية المصالحة

  • تعريف الصلح: معناه الإغضاء والتساهل وعدم التقصي في استيفاء الحقوق بين المتنازعين بترك كل فريق بعضا من حقه.
  • من أحكام الصلح المرغوب فيه:
    • أن من ثبت له الحق الأفضل له بعد ثبوت الحق له أن يتسامح ولو بجزء منه، قال تعالى {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} المائدة45
    • التسامح والتصافح ممن صدر منه الخطأ وتاب قال تعالى: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} الشورى43
    • الصلح المرغوب فيه صلحاً لا يحل حراما ولا يحرم حلالاً.
    • لا يجوز أن يتضمن الصلح ظلما لبرئ.
    • لا يجوز لأحد ظلم أن يتولى القصاص بنفسه.
    • يستحسن للقاضي إذا رفعت إليه قضية أن يحيلها للصلح إن أمكن. 
  • نموذج للصلح في عهد الصحابة:
    • الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
  • نتائج المصالحة:
    • توحد المجتمع والأمة تحت قيادة واحدة.
    • تحقيق الأمن الداخلي.
    • عودة النهضة العلمية.
    • تنمية مهارات حل المشكلات.
    • يتم الموافقة على الصلح من طرفي النزاع.
    • المصلح يعمل على مقاربة الحق ما أمكن.
  • العدالة والمصالحة:
    • واجبات المتخاصمين لتحقيق إصلاح ذات البين ودفع السيئة بالتي هي أحسن وهي على مراتب:
      1. المرتبة الأولى: دفع السيئة بالحسنة، قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فصلت34
      2. المرتبة الثانية: مقابلة السيئة بالصفح الجميل، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} الحجر85
      3. المرتبة الثالثة: دفع السيئة بالهجر الجميل، قال تعالى {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} المزمل10
      4. المرتبة الرابعة: مواجهة السيئة بطلب الصلح، قال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} النساء128 
      5. المرتبة الخامسة: دفع السيئة بالسيئة مثلها، قال تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} الشورى40
    • الاستجابة لداعي الصلح.
    • تخفيف الخصومة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم” متفق عليه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة، يلتقيان، فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». متفق عليه
    • عدم الاستجابة لوسوسة الشيطان، قال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فاطر6
    • التنازل المتبادل عن بعض الحقوق، مثل: تنازل الإمام الحسن ابن علي رضي الله عنه بالخلافة لمعاوية رضي الله عنه.
    • الاستعانة ببعض الوسطاء الخيرين.
    • الرضا بالحكم بعد صدوره.

إصلاح ذات البين في القصاص والديّة والحدود:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} البقرة178،

  • فالذين يملكون العفو في القصاص هم:
    1. عفو الورثة: (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يفتدي وإما أن يقتل» رواه الجماعة، لكن لفظ الترمذي: ” إما أن يعفو وإما أن يقتل “)
    2. عفو القتيل قبل وفاته: قال تعالى {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} المائدة 45، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” «ما من رجل يصاب بشيء في جسده فتصدق به إلا رفعه الله به درجة وحط عنه خطيئة» “). رواه الترمذي، وابن ماجه.  وضعفه الإمام الألباني.
    3. عفو الولي نيابة عن الصغير لا يسقط الحق.
    4. عفو السلطان يسقط الحق.
  • شروط صحة العفو:
    1. البلوغ.
    2. العقل، قال – صلى الله عليه وسلم -: «رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل». رواه أبو داود والنسائي والحاكم وصححه.
    3. أن يكون مختاراً، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه”. حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما.
    4. سقوط القصاص بإصلاح ذات البين.
    5. إصلاح ذات البين في الدية.
    6. إصلاح ذات البين في الحدود
  • أهمية إصلاح ذات البين يتمثل بالآتي:
    • تخفيف العبء عن القضاء.
    • تخفيف العبء عن الخصوم في متابعة المحاكم.
    • تحقيق العدالة.
    • نشر الوعي الاجتماعي.
    • إشاعة السلام بين أفراد المجتمع.
    • تأليف القلوب.
  • دور المجتمع في إصلاح ذات البين:
    • دور الأسرة.
    • دور المسجد.
    • دور المؤسسات التربوية وتتمثل بالآتي: المناهج، المعلم، إدارة المدرسة
    • دور الإعلام.
  • الصفات التي يتحلى بها المصلح بين الناس:
    • الإخلاص.
    • الصبر.
    • الحكمة.
    • الصدق
    • المبادرة.
    • التواضع.
    • الجود والكرم.
    • العدل.
    • رجاحة العقل.
    • القدرة على التركيز.
    • التميز.
  • أمثلة رائعة من تجاوز الاستقصاء في المشاكل واللجوء الى العفو والصلح:
    • يوسف عليه السلام، قال تعالى {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} يوسف92.
    • الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح مكة. اذهبوا فأنتم الطلقاء.
    • الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين يرد كل نساء وأطفال هوازن.
    • عفو الصديق في حديث الإفك.
    • الحسن بن علي رضي الله عنه، ومن عوامل القوة لدى الحسن بن علي بن أبي طالب عند تنازله لمعاوية ابن أبي سفيان ر ضي الله عنه:
      • الشرعية التي كان يملكها.
      • تقييم الحسن بن علي للموقف وقدرته القيادية.
      • وجود بعض القيادات الكبيرة في صفه.
      • معرفته لنفسية أهل العراق.
      • تقييم معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما لقوة الحسن رضي الله عنه يدل على قوته.

أهم مراحل الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما:

  1. المرحلة الأولى: دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للحسن أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ) رواه البخاري.
  2. المرحلة الثانية: شرط البيعة الذي على أساسه قبل الحسن رضي الله عنه مبايعة أهل العراق وهي (يسالمون من يسالم ويحاربون من يحارب).
  3. المرحلة الثالثة: وقوع المحاولة الأولى لاغتيال الحسن رضي الله عنه، بعد اكتشاف نيته في الصلح.
  4. المرحلة الرابعة: خروج الحسن رضي الله عنه، بجيش العراق من الكوفة الى المدائن.
  5. المرحلة الخامسة: خروج معاوية رضي الله عنه، من الشام وتوجهه الى العراق.
  6. المرحلة السادسة: تبادل الرسل بين الحسن رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه ووقوع الصلح بينهما.
  7. المرحلة السابعة: المحاولة الثانية لاغتيال الحسن رضي الله عنه بعد نجاح الصلح.
  8. المرحلة الثامنة: تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة وتسليمه الأمر لمعاوية رضي الله عنه.
أهم الدوافع التي دفعت للصلح بين الحسن بن علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه:
  • الرغبة فيما عند الله وإرادة إصلاح هذه الأمة.
  • دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للحسن رضي الله عنه.
  • حقن دماء المسلمين.
  • شخصية معاوية المرنة.
  • الحرص على وحدة الأمة.
  • مقتل الإمام علي رضي الله عنه.
  • اضطراب جيش العراق وأهل الكوفة.
  • قوة جيش معاوية.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى