2025-06-18 2:15 ص
إدارة الموقع
2025-06-18 2:15 ص
الاجتماعي والاقتصاديمسارات اجتماعية واقتصادية

الرعاية الاجتماعية في الإسلام

قرر الإسلام وجوب الإحسان إلى الأقارب والجيران وذلك بخلاف ما قرره في الزكاة، فهذه هي الرعاية الاجتماعية التي قررها الإسلام، يتبين منها أنه لم يترك إنسانا دون أن يتمتع بحق الرعاية، ودون أن يستفيد من عناية المجتمع، وبذلك يطمئن كل فرد إلى حاضره ومستقبله هو وعائلته، قال تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} [الضحى 9، 10]

أولا: مفهوم الرعاية الاجتماعية

هي الاهتمام والقيام بشؤون من يستحق الرعاية في المجتمع من اليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة والأسر الفقيرة التي لا تجد مصدرا من مصادر العيش أو مصادر لا تغطي الحاجات الضرورية.

ثانياً: أهميتها في الإسلام

فقد اهتم الإسلام بالرعاية الاجتماعية عناية كبيرة، فمن يكفل يتيما فإن الرسول صلى الله وسلم وعده بأن يكون رفيقه في الجنة، وكذلك الساعي على الأرملة والمسكين عد في مرتبة المجاهد في سبيل الله.

ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله – وأحسبه قال: وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر “، إن هذا العطاء يعتبر عبادة لله واجب على المسلم أداه وليس تفضلا منه، قال تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ معلوم للسائل والمحروم. {24 – 25} المعارج.

يعتبر الإسلام الرعاية الاجتماعية من معايير المجتمع الصالح، قال تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب …} البقرة (177)، وجعل عدم القيام بها تكذيب بالدين، قال تعالى. {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين} {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيم} {وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين} [الماعون:3وقد ذكر القرآن من يستحقون الرعاية في (162) موضعا.

ثالثاً: مجالات الرعاية الاجتماعية تتمثل بالآتي:  

  • مادية: بتحقيق الحاجات الضرورية للمحتاجين من مال وطعام ولباس ودواء، قال تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) الإنسان (8).
  • معنوية: تقدير هذه الفئات واحترامها والعطف عليها، قال تعالى (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا …) البقرة (83).
  • فكرية: وذلك بتوفير التعليم والتكنولوجيا لهذه الفئات حتى تتغلب على صعوباتها، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (… إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت يصلون على معلم الناس الخير) رواه الترمذي وصححه.

رابعا: أثرها

 للراعية الاجتماعية آثار إيجابية منها مايلي:

  • حفظ كرامة الإنسان، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} الإسراء 70.
  • إشعار من يقام برعايته بأنه جزء من المجتمع، وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ” أخرجه البخاري ومسلم
  • إدماجهم في المجتمع، من خلال الحقوق والواجبات الشرعية.
  • تحسين حالتهم المادية.
  • تقوية الروابط الإنسانية بين جميع فئات المجتمع أثر ذلك:
    • يتحقق الأمن والاستقرار وسط المجتمع – ويقل الانحراف الخلقي.
    • تنمية المجتمع بتنمية أفراده.

خامسا: الرعاية الاجتماعية مظهر من مظاهر إنسانية الإسلام

تعتبر الرعاية الاجتماعية التي أطلقتها الشريعة الإسلامية لكافّة أصناف الفئات المستحقة للرعاية والتي تحتاج إلى المساعدة من أجل تأمين الحاجات الضرورية والمستلزمات الحياتية من أبرز وجوه ومظاهر البعد الإنساني في الإسلام، حيث أوجبت الشريعة مدّ يد العون لهذه الفئات حفظاً لكراماتهم واحتراماً لإنسانيتهم، فلم يعد – والحال هذه – العطاء شكلاً من أشكال المنّ والأذى وإراقة ماء الوجه بل أصبح العطاء عبادةً واجبة وفعلاً تربويّاً يؤديه المكلَّف قربةً لله وتوسّماً للأجر والثواب وخاصة عندما تنشأ مؤسسات خاصة بذلك لتقوم بالرعاية فيعتبر هذا العمل مؤسسي وليس شخصي فلا يشعر المحتاج بمذلة السؤال بل يأخذ ما يستحقه وهو محافظ على كرامته.

هذه أهم الفئات والأصناف التي أمر الإسلام بضرورة الإنفاق عليهم واعتبرهم معياراً من معايير المجتمع الصالح:

  1. كفالة الأيتام: وتتمثل بالآتي:
    • بإعطائهم المال، قال تعالى: {. . . وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ.. } البقرة (177)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين – وأشار بالسبابة والوسطى- وفرج بينهما شيئًا) رواه البخاري.
    • حفظ أموالهم والسعي في تنميتها والابتعاد عن أكلها والتصرفات الضارة بها، قال تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} الإسراء 34
    • ومن مظاهر العناية باليتامى: تلبية حاجاتهم الضرورية من مطعم ومشرب وملبس ومسكن …، قال تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا …) الإنسان (8).
    • ويعتبر إهمال حقوقهم أو منعهم منها تكذيبا بيوم الدين ويستحق فاعلها عذاب الله، قال تعالى ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ الماعون (1-3)، وقد نهى الله عن كل تصرف ضار بها، قال تعالى ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ﴾ الإسراء (34).
    • وتوعد الله من يأكل أموالهم بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ النساء (10).
    • واعتبر الله أكل أموال اليتامى مالا خبثا، قال تعالى: ﴿وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾ النساء (2).
  2. الفقراء والمساكين: إن الله قد جعل حقهم ثابتا وحدد لهم مصرفا من مصارف الزكاة:
    • قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ التوبة (60).
    • وقال تعالى: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ…﴾ البقرة (177).
  3. كفالة الصغار وكبار السن:
    • لقد وجّه الإسلام عناية خاصّة لكبار السنّ واعتبرهم مستحقّين للرعاية المثلى مقابل التضحيات التي بذلوها في تربية الأجيال الصالحة. لبناء الحياتين الدنيا والآخرة  والعناية بهم أناطها الإسلام بالأبناء أوّلاً، قال تعالى:   {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً ترداه وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }الأحقاف (15-16)، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» صححه الشيخ الألباني.
    •  فمسؤولية الأبناء: برّ الآباء ورعايتهم مسؤولية إلزامية سواء كانا مؤمنيْن أو فاسقيْن وسواء كانا على دينه أو على غير دينه، والرعاية لكبار السنّ لا تقف عند الجانب المادي بل يدخل فيها الجانب النفسي والعاطفي الذي هم أشدّ حاجة إليه، قال تعالى: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا الإسراء (23-24).
    •  وكما اهتم الإسلام برعاية الأبناء لآبائهم أولى اهتماماً خاصّاً بالطفولة وألزم الآباء برعاية الأبناء وتربيتهم حتى يبلغوا سنّ الرشد، قال تعالى (وأصلح لي في ذريتي …) الأحقاف (16) وقال تعالى حاكيا عن نبيه إبراهيم عليه السلام (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم …) (37) إبراهيم.
  4. رعاية اللقيط:
    • واللقيط شرعاً: هو المولود الذي لا يعرف له أب ولا أمّ، والذي يُلقى بدون أن يعترف به أحد، فيجب أخذه والاهتمام به، فجعله بحكم اليتيم بل هو أشد منه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا المائدة (32)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا) رواه البخاري.
    • وقد راعى الإسلام نفسية اللقيط، فأعطاه الحقوق الممنوحة للولد الشرعي بدون أن يكون هناك تمييزا أو تفريقا بينهما، حيث لا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أخرى، وبهذه المعاملة الحسنة يكون المجتمع قد أعدَّ مواطناً صالحاً، يقوم بواجباته وينهض بأعبائه، فلا يشعر بنقص ولا تتولّد عنده العقد النفسية.
  5. رعاية أصحاب العاهات: (ذوي الاحتياجات الخاصة):
    • قد يتعرّض الإنسان أثناء قيامه بدوره في إعمار هذا الكون للعاهة من العاهات، يفقد على أثرها عضواً من أعضائه، أو حاسّة من حواسّه، وربما لظروف تتعلّق بالحمل والولادة، يولد بعاهة مستديمة كفقد البصر أو السمع، أو تشوه في بعض أعضائه تقلّل من عطائه، قال تعالى مصبرا من أصيبوا بما أصيبوا به (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها …) الحديد (22)، ومن أهمّ فئات هذه العاهات هم:
    • العميان والصُّمّ والبكم والمعتوهون والعاجزون بسبب ضعف البنية، وذوو العيوب الكلامية والتعتعة، هؤلاء النمط من العاجزين وأصحاب العاهات، يجب أن يلقوا من المجتمع كلّ رعاية وعناية واهتمام، وينبغي أن يكونوا محلّ العناية والاهتمام الكامل في نظر الدولة والمجتمع على السواء لتوفير العيش الأفضل لمثل هؤلاء المحتاجين، حتى يشعروا بالرحمة والتعاون والعطف، أمّا العناية بالعيان والصمّ والبُكم، فيجب أن تتركّز بفتح مدارس ومعاهد خاصّة بهم، لتعليمهم، وتدريبهم على الحِروَفِ اليدوية، وجعل كلّ الوسائل الإيضاحية والسمعية والبصرية واللمسية تحت تصرّفهم ليشعروا بشخصيّتهم وكيانهم.
    • وأمّا العناية بالمعتوهين وضعاف البنية وذوي العيوب الكلامية والصرع وأصحاب الأمراض المزمنة فتتركّز في إزالة ضعفهم وعاهاتهم وعيوبهم بالعلاج الناجح، والغذاء الصالح، والوسائل الطبية والصحية اللازمة وتوفير الأجواء التربوية المناسبة لهم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم يرفع معنويات من فيه ضعف من أي نوع كان (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) رواه البخاري، وقد كان ابن أم مكتوم وهو أعمى مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاه على المدينة عندما خرج لإحدى الغزوات.
    • ومع هذا فقد وضع الرسول صلى الله عليه وسلم أسس للطب الوقائي فقال :( تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن) رواه ابن عدي وابن عساكر، وهذا التوجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجنب الوراثة السلبية.
    • يرى الدكتور مصطفى السباعي استناد إلى القواعد الشرعية جواز التعقيم للأشخاص المصابين بأمراض وراثية بثلاثة شروط:
      1. تحقق انتقال هذه الأمراض.
      2. ألا يكون هناك أمل للشفاء عن طريق العلاج الطبي.
      3. ألا يكون هنالك وسيلة لمنع انتقال هذه الأمراض إلى الورثة إلا بتعقيم الشخص المصاب به.
    • تحريم الزنا والخمر لأن الفوضى الأخلاقية والجنسية تنتج ذرية سيئة ينتقل من خلالها الأمراض المعدية.
    • تحريم كل ما يضر بالجسم وينتقل أثره إلى غيره، قال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) البقرة (195)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يورد ممرض على مصح) رواه مسلم، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (فر من المجذوم فرارك من الأسد) رواه البخاري.
  6. رعاية المنحرفين:
    • والمراد من ينحرف من الأحداث والمراهقين إلى تناول المخدِّرات، أو السرقة، أو القتل وارتكاب الجرائم. وهذا عيب اجتماعيّ خطير يجب معالجته، ويرجع الانحراف عند المراهقين والشباب إلى أسباب عديدة أهمُّها: سوء التربية وإهمال الوالدين مراقبة أبنائهم، ومنها الصحبة السيّئة، ومشاهدة الأفلام الماجنة، ومنها معاملة الآباء القاسية لأبنائهم وشدّة ظلمهم، وإمساك النفقة عنهم، ومنها اليتم والجهل والفقر.. إلى غير ذلك،
    •  وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الحجر الصحي المعنوي فقال (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة) متفق عليه.
  7. رعاية المنكوبين والمكروبين:
    • حثّت الشريعة الإسلامية على إغاثة المنكوب، والتفريج عن المكروب، والنصوص القرآنية في ذلك كثيرة، والأحاديث النبوية عديدة.
    • وهذه الحالة تشمل المتضرّرين جرّاء الزلازل والبراكين والهزّات الأرضية ومشرّدي الحروب وتفشّي الأوبئة وما شابه ذلك، وَلِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلة وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَنْ مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتِ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبْطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ،

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى