الإيمان والإسلامالإيمان والإسلام
فقه العمل ثمرة الإيمان

اهتم الإسلام بـ العمل وشجع عليه «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، ودعا إلى إتقانه عملا بقول نبينا عليه الصلاة والسلام «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» كما حث على إعطاء حق العامل كما جاء في الحديث: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، ولا شك أن هذا الدين الحنيف اهتم بكل الجوانب المتعلقة بأحكام العمل وكل الجوانب المتعلقة بالعمال سواء واجباتهم أو حقوقهم.
أولاً/ تعريف فقه العمل
العمل: هو فعل شيء عن قصد، الصالح هو: النافع مأخوذ من الصلاح وهو الاستقامة والسلامة من العيب.
ثانياً: مكانة العمل الصالح في دين الله
- فقد ذكر في القرآن الكريم في (445) موضعا على النحو التالي: ابتلاء الإنسان فيه +انقطاعه بالموت ويبقى أثره + الجزاء على حرية الإنسان منه العمل الحسن + العمل السيئ وارتباطه بالجهل + تزينه + التوبة منه + جزاءه +ذمة + شهادة الأعضاء
- العمل الصالح: أساسه الإيمان + التفاضل به + ثوابه في الدنيا والآخرة + علم به
- عمل الكافرين: خسرانه +مسؤولية الإنسان عنه
- عمل الملائكة + نسبته إلى الله + العمل والتقوى
- وقد حث القرآن الكريم علية في الآيات التالية قال تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون} [التوبة:105] +(93+121) هود + (110) الكهف +(11+12) سبا +(39) الزمر +(5+40) فصلت +(5) الملك
- الإيمان لا ينفك عن العمل الصالح لأن العمل نتيجة له وثمرة من ثماره وهو مظهره الذي يظهر به للناس، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} الرعد 29. قال تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر). وقد اقترن العمل الصالح بالإيمان في (77) موضعا.
- الإيمان حقيقة إيجابية متحركة تستقر في الضمير حتى تسعى بذاتها إلى تحقيق ذاتها في الخارج في صورة عمل صالح، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وأُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {15}) الحجرات.
- العمل الصالح المرتكز على الإيمان يؤهل للحياة الطيبة التي وعد الله بها المؤمنين حيث قال سبحانه وتعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ 97} النحل.
إن الآية الآنفة الذكر تتضمن القواعد التالية:
- القاعدة الأولى: العمل الصالح لابد له من القاعدة الأصلية ليرتكز عليها وهي قاعدة الإيمان بالله تعالى (وهو مؤمن) فبغير هذه القاعدة لا يقوم بناء وبغير هذه الرابطة لا يجتمع شتات إنما هو هباء اشتدت به الريح في يوم عاصف، والعقيدة هي المحور الذي تشتد إليه الخيوط جميعا وإلا فهي أنكاثا فالعقيدة هي التي تجعل للعمل الصالح باعثا وغاية.
- القاعدة الثانية: إن العمل الصالح مع الإيمان جزاؤه حياة طيبة في هذه الأرض.
- القاعدة الثالثة: وان الحياة الطيبة في الدنيا لا تنقص من الأجر الحسن في الآخرة قال تعالى (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة:201]
- القاعدة الرابعة: إن هذا الأجر يكون على أحسن ما عمل المؤمنون العاملون في الدنيا ويتضمن هذا تجاوز الله لهم عن السيئات. قال تعالى (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون) (16) الأحقاف
ثالثاً/ أركان فقه الـعمل
- الركن الأول: القيادة / الفرق بين القيادة والإدارة:
- القيادة: تركز على العلاقات والمستقبل، والإدارة تركز على الإنجاز الحالي.
- الركن الثاني: العاملين / المطلوب نظام لاختيار العاملين والتعامل معهم
- الركن الثالث: القرار الجماعي المدروس
- الركن الرابع: النظام المطلوب / توفر testf المنظمة للعمل
- الركن الخامس: المنهاج وتتمثل بالآتي:
- الفكرة الواضحة والصحيحة التي يكون دافعها الإخلاص لله وموافقتها لشرع الله
- المراحل
- المخرجات
رابعاً: شمولية العمل ومراحله نلخصها فيما يلي:
- المرحلة الأولى: بناء الفرد في الجوانب التالية، العقل، القلب، الروح، النفس، الجسم بتحقيق المواصفات التالية:
- سليم العقيدة
- صحيح العبادة
- مثقف الفكر
- نافعا لغيره
- مجاهد لنفسه
- منظما في شئونه
- متين الخلق
- قادر على الكسب
- قوي الجسم
- حريصا على وقته
- المرحلة الثانية: بناء الأسرة بنشأة أفرادها على القيم والمبادئ الإسلامية ويشتركون جميعا في تحقيق وظائفها التالية:
- التعليم
- التثقيف
- التربية
- الرعاية
- الحماية
- العدل
- توظيف طاقات أفرادها (الوقت والجهد والمال والعلم)
- المرحلة الثالثة: إرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه ومحاربة الرذائل والمنكرات وتشجيع الفضائل والمبادرة الى فعل الخيرات وكسب الرأي العام الى جانب الفكرة الإسلامية وصبغ مظاهر الحياة بها دائما
- المرحلة الرابعة: تحرير الوطن من كل سلطان أجنبي في الجوانب السياسية والاقتصادية ومقاومة أذنابه بكل أنواع الجهاد
- المرحلة الخامسة: إصلاح الحكومة في جميع المجالات: الدستورية والقانونية والتشريعية والاقتصادية والمالية والإدارية والتعليمية والإعلامية وترسيخ فصل السلطات الثلاث (السلطة التشريعية – السلطة القضائية – السلطة التنفيذية).
خامساً/ مخرجات الـعمل وتتمثل فيما يلي: –
- إبراز القيادات العامة التي يتمحور حولها المجتمع
- بناء القيادات التخصصية في المجالات الأتية:
- القيادات العلمية والفكرية والتربوية والثقافية
- القيادات السياسية والإعلامية
- القيادات الاقتصادية والمالية
- القيادات الإدارية
- القيادات القانونية والقضائية
- القيادات النقابية
- المرحلة السادسة: العمل على إعادة كيان الأمة الإسلامية.