
ما نراه اليوم أن الأمور لا تسير لمصلحة الشعوب الإسلامية عموماً والعربية خصوصاً، ونهاية الطريق غائبة عن الرؤية وعن التفكير ونرى الأخطاء تتكرر من الجماعات والأحزاب والدول والأفراد ويضيع الوقت سدى، وتتخذ القرارات كردود أفعال، وبلا بصيرة، وذلك بسبب هجر هدي القرآن ومنهج النبوة وتعطيل العقل، هذا كله سبب غياب التفكير في المآلات، والنظر في النتائج وما ستؤول إليه الأمور قبل الإقدام عليها، وفي هذه الورقة التي ستناقش النقاط التالية:
- أهمية التفكير بالمآلات ومعانيها.
- فوائد التفكير في المآلات.
- مطلوب التعليم والتوعية بالمآلات.
- تسعة أسئلة للنقاش والحوار.
ملاحظة: مطلوب مدير ومقرر لإدارة النقاش.
الهدف العام للورقة
إدراك المسلم فرد أو جماعة أو حزب أو دولة أهمية التفكير في مآلات الأعمال قبل اتخاذ القرارات واتخاذ الوقاية من السلبيات في الدنيا والآخرة.
أهمية التفكير في المآلات ومعانيها
إن الله خلق الإنسان، وكرّمه بالعقل والبيان، وجعل له الإرادة والاختيار، ليعيش في هذه الدنيا مختبَرًا، وفي الآخرة محاسبًا على ما قدمت يداه، ومن أعظم دلائل العقل الراشد والبصيرة الإيمانية الناضجة:
الـتفكير في مآلات الأفعال والنظر إلى العواقب قبل الإقدام.
فكم من فعل ظاهره الخير، ولكنه أفضى إلى شرّ كبير! وكم من قرار استعجل فيه صاحبه فندم على عواقبه بعد فوات الأوان، ولذا كان من هدي القرآن التذكير المستمر بالمآلات، وأن من أغفلها خسر دنياه وآخرته.
وتتمثل الأهمية في المآلات بما يلي:
الأهمية الأولى: التفكير بالمآلات منهج قرآني:
- إن كل دعوات الأنبياء كانت تذكّر بالأثر النهائي للأعمال: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: 28].
- ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ ۖ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: 245].
- ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 281]
- ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35].
الأهمية الثانية: القرآن يربط بين الفعل والعاقبة:
- التذكير بالأيام التي نزل فيها العذاب أو النصر؛ فهي نتيجة أعمال الناس: ﴿فَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: 5].
- التأكيد بأن الأفعال لها نتائج ومآلات حتمية: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ﴾ [العنكبوت: 40].
الأهمية الثالثة: ركز القرآن على النظر في العواقب:
- قصة آدم عليه السلام في عدم تقدير العاقبة؛ الأكل من الشجرة أدّى إلى الخروج من الجنة: ﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا﴾ [البقرة: 36].
- قصة فرعون وقومه؛ لم يتفكروا في عاقبة الطغيان فكان الهلاك مَآلهم: ﴿فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾ [الأنفال: 52].
- أهل النار يندمون على عدم التفكير بالمآل الأخروي، رغم توفر الوقت في الدنيا: ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ [الفجر: 24].
- قصة يوسف عليه السلام: تفكيره في عاقبة الوقوع في المعصية دفعه إلى النجاة: ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۖ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ [يوسف: 23].
معنى التفكير في المآلات
هو: دراسة وتقدير الفرد أو الجماعة لما ستؤول إليه أفعال الفرد أو الأسرة والمجتمع أو أي كيان سياسي أو اجتماعي في الحاضر، وما ستنتج عنه من نتائج دنيوية أو نتائج أخروية. وهذه الدراسة التقديرية تتم قبل الإقدام على الأعمال؛ أي دراسة تفاعل الأعمال في الحاضر وأثرها في المستقبل. ولهذا قيل: النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعًا، سواء كانت الأفعال موافقة أو مخالفة.
وقيل: ليس الفقيه والقائد من يعرف الحلال والحرام فقط، ولكن الفقيه والقائد من يعرف مآلات الأمور. فعلى كل مسلم أن يزن تصرفاته وأقواله، لا على ضوء ما يحقق له من لذة أو مصلحة عاجلة فقط، بل على ضوء نتائجها المستقبلية في الدنيا أو الآخرة، وأن يقدر العاقبة ويتأمل النهايات قبل ارتكاب البدايات.
وإليكم بعض الآيات وهي كثيرة جدًا التي تبين وجوب الـتفكير والأخذ بالمآلات:
👈 ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الحشر: 18].
👈 ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25].
👈 ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ ۚ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ [الأنفال: 60].
👈 ﴿وَأَنْفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: 10].
فوائد التفكيرِ في المآلات
- التفكير والمشاورة في المآلات يساعدان على اتخاذ قرارات حكيمة: فمن يمارس الشورى ويفكر في العواقب ويوازن بحكمة يحسن تقدير المواقف ثم يختار الأصلح، وهذا ما أمر الله به فقال: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ [آل عمران: 159].
- التفكير في المآلات يساعد على النجاة من العواقب السلبية: إن التفكير في المآلات يحمي الفرد والجماعة من التهور والقرارات الخاطئة، وهذا ما وجّه الله إليه في قوله: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۖ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195].
- التفكير في المآلات يساعد على تربية الضمير المسلم الحي: التفكير في المآلات يساعد على الرقابة الذاتية، ويدفع إلى ترك الذنوب ولو كانت لذتها حاضرة، لقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1].
- التفكير في المآلات يساعد على الاستعداد للآخرة: إن الحياة القصيرة تحتاج لتفكير فيما بعدها، والآخرة هي المآل للدنيا كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الحشر: 18]، و﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ﴾ [النازعات: 35].
- التفكير في المآلات يساعد على النجاح في العلاقات والمعاملات: إن من يفكر في مآلات كلماته وأفعاله وأفكاره سيُحسن التعامل مع الآخرين، وسيتحلى بالآداب الحسنة، وسيكون قدوة صالحة يستفيد الآخرون منه.
كيفية التوعية بالمآلات وغرسها في المجتمع المسلم
أولاً/ التأصيل القرآني للتفكير في المآلات:
ويكون ذلك في خطب الجمعة والمحاضرات، وفي التواصل الاجتماعي، والدعوة والتذكير العام لتقدير يوم الحساب. فالله يدعونا أن نفكر في الغد الآخر، ونعمل حسابًا لأفعالنا وأقوالنا وعلاقاتنا، فقد بيّن القرآن ذلك في آيات كثيرة منها:
- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الحشر: 18].
- ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25].
- ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ ۚ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ [الأنفال: 60].
- ﴿وَأَنْفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: 10].
ثانياً/ جمع قصص القرآن ونقاشها وأخذ الدروس والعبر منها والتوعية بها:
فقصص القرآن مليئة بالعواقب والدروس والعبر لفهم المآلات:
- دراسة قصة فرعون كمثال للحاكم المستبد المتجبر: جعله الله نموذجًا للطغيان، وبيّن مآله المعلوم وهو الهلاك، فقال الله: ﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ﴾ [النازعات: 25].
- دراسة قصة قارون كنموذج للتاجر المتفاخر المغرور الذي لم ينظر بعين الحكمة إلى مآل التفاخر والغرور، فقال الله عنه: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾ [القصص: 81].
- دراسة قصة يوسف عليه السلام: لما راودته امرأة العزيز لم ينظر إلى لذة عاجلة، قال الله عنه: ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هِيَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۖ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ [يوسف: 23]. وهنا يضبط الناس شهواتهم بتفكيرهم بعاقبة المعصية ولما أقبلوا عليها.
- دراسة قصة أصحاب الكهف: نظروا إلى مآل بقائهم في مجتمع الكفر، فاختاروا العزلة، وكان مأواهم الكهف، وكانت العاقبة سلامًا، قال الله: ﴿إِنَّهُمْ إِن يُظْهِرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴾ [الكهف: 20].
- دراسة كل آيات ندم أهل النار: لفهم نتائج مآلات أعمالهم؛ فهم يتحسرون على عدم التفكير في العاقبة الأخروية، والآيات كثيرة جدًّا، ومع تنوع الندم من مثل: ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ [الفجر: 24].
- التدريب على السؤال: ماذا سيحدث لو فعلتُ هذا أو ذاك؟ وربط التعليم والتربية بنتائج الأفعال، وبالإنجاز وبالجزاء، وقراءة القصص القرآنية التي تظهر العاقبة، وعمل ندوة وعصف ذهني حواري، وممارسة التأمل في نتائج الأفعال اليومية.
تسعة أسئلة للنقاش والحوار
السؤال الأول: لماذا من المهم التفكير في نتائج أفعالنا قبل اتخاذ القرار؟
السؤال الثاني: كيف يؤثر التفكير في المآلات على جودة قراراتنا اليومية؟
السؤال الثالث: ما الصعوبات التي قد تواجهها عندما تحاول التفكير في عواقب أفعالك؟
السؤال الرابع: كيف يمكننا تعليم الشباب والأطفال مهارة التفكير في المآلات بطريقة سهلة ومفيدة؟
السؤال الخامس: كيف يعزز القرآن فهمنا لأهمية النظر في المستقبل وعواقب الأفعال؟
السؤال السادس: هل يمكن أن يسبب التفكير في العواقب القلق أو التردد؟ وكيف نتعامل مع ذلك؟
السؤال السابع: ما تأثير عدم التفكير في المآلات على علاقاتنا الاجتماعية والأسرية؟
السؤال الثامن: هل تختلف طريقة التفكير في المآلات بين المسؤولية الفردية والجماعية في المجالات السياسية أو المهنية؟ ولماذا؟
السؤال التاسع: كيف يمكن لتجارب الآخرين وقصصهم أن تساعدنا على فهم أهمية التفكير في المآلات؟
أخيرًا
أيها الإخوة: إن الغفلة عن المآلات هي أول خطوات الانحراف، وإن اليقظة للعواقب هي طريق النجاة.
فلنكن في حياتنا كمن يسير في طريق طويل، لا يخطو خطوة حتى يتأكد ويقول: هل هذه الخطوة تقرّبني من الجنة أم تبعدني؟ هل ترضي الله أم تغضبه؟
فلنراقب عواقب أعمالنا لقول الله: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ﴾ [طه: 132]، فمَن راقب العواقب أدرك الفوز والفلاح.
وفي نهاية هذا النقاش، لنتذكر أن حياتنا ليست مجرد لحظات عابرة، بل هي سلسلة من القرارات التي ترسم ملامح مستقبلنا. فالتفكير في المآلات ليس ترفًا فكريًا، بل هو حفاظ على أنفسنا وأحبابنا، وحصن واقٍ من الندم والخذلان. فلنزرع هذا التفكير في نفوسنا ونفوس من نحب، لنسير بثقة نحو حياة تنبض بالسلام والنجاح، ويكون حسابنا يوم اللقاء خاليًا من الحسرة والندم ﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾
اقرأ أيضاً: خطر الكذب على الفرد والمجتمع