2025-07-16 6:24 م
إدارة الموقع
2025-07-16 6:24 م
السنة والسيرة النبويبة

الابتسامة .. إحياء سنة

في زمن تسارعت فيه الهموم، وتعاظمت فيه الضغوط، تظل الابتسامة شعاع نور يتسلل إلى الأرواح، ويُحيي في القلوب نبض الطمأنينة والمودة، ليست مجرد حركة عابرة على الشفاه، بل هي رسالة حب، ودعوة سلام، وتعبير صامت عن الخير الكامن في النفس.

الابتسامة سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم 

وقد قال نبيّنا الكريم ﷺ، وهو الرحمة المهداة:«تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة» رواه الترمذي، حديث يختصر عظمة هذا الخلق الرفيع، ويُعلي من شأن الابتسامة حتى يجعلها في ميزان الحسنات، صدقة يُثيب الله عليها.

ولم يكن ﷺ يكتفي بالكلام، بل كان القدوة في الفعل، فقد رُوي عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قوله:”ما رأيتُ أحدًا أكثر تبسُّمًا من رسول الله ﷺ” فها هو خير البشر، يحمل همّ الدعوة، ويقود أمة، ويعاني من صدّ المكذبين، ومع ذلك.. لا تفارقه البشاشة، ولا يغيب عن محيّاه نور الرضا.

الابتسامة عبادة

قد يغفل الكثير عن أن الابتسامة عبادة، وسُنّة نبوية مهجورة، لا تحتاج إلى جهد، ولا إلى مال، لكنها تُنبت في القلوب المحبة، وتفتح لك أبواب القبول، وتُكسبك الأجر من رب لا يضيع أجر المحسنين.

في كل مرة ترسم فيها ابتسامة صادقة على وجهك، ربما تُزيح بها همًّا عن قلب مهموم، أو تُعيد بها الأمل إلى قلبٍ أرهقه التعب، وربما تكون تلك الابتسامة سببًا في هداية، أو بذرًا لنبتة خير في قلب أحدهم.

فلنحييها في بيوتنا وطرقاتنا

لنُحيي هذه السنّة الغالية في بيوتنا، مع أزواجنا وأطفالنا، فكم من بيت فَقَدَ دفء المشاعر بسبب العبوس!

ولنبتسم في طرقاتنا، ومع جيراننا، وزملائنا، فالعالم لا ينقصه وجوه عابسة، بل هو بحاجة ماسة إلى من ينشر السكينة ولو بابتسامة ولنُعلّم أبناءنا أن البشاشة ليست ضعفًا، بل قوة أخلاقية تنمّ عن صفاء القلب، وسمو النفس.

الابتسامة رسالة سلام وعبادة عظيمة، فلا تستهِن بها. قد تكون وسيلتك لنيل أجر عظيم، وفرصة لتليين قلبٍ قاسٍ، وبذرة خير تُثمر محبة لا تنضب، فلتكن ابتسامتك الصادقة عنوانك، وخلقك الدائم، وصدقتك التي لا تنقطع.

 

 

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى