الإشارات الكونية في سورة الحديد

جاءت الإشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، الأخبار والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة الحديد إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:
الإشارات الكونية في سورة الحديد
من الإشارات الكونية في سورة الحديد مايلي:
- الإشارة إلى أن كل ما في السماوات، والأرض إنما يسبح لله _تعالى_، وصور التسبيح لكل الكائنات عديدة كما بينها العلم.
- الإشارة إلى أن الله _تعالى_ هو الذي يحيي، ويميت، وقد أثبتت العلوم الحديثة أن كل خلية في جسم أي كائن محددة في شفراتها الوراثية أمر موتها.
- الإشارة إلى خلق السماوات، والأرض في ستة أيام (مراحل)، وقد وضعت النظريات المختلفة لذلك بعد حدوث الانفجار العظيم، وهو فتق الرتق وتكوُّن كل ما في الكون بعد ذلك.
- الإشارة إلى إيلاج الليل، بالنهار والعكس في إشارة رقيقة لحقيقة دوران الأرض حول الشمس.
- الإشارة إلى إنزال الحديد إلى الأرض، والعلوم الحديثة تذكر أن كل ما على الأرض وما فيها من حديد قد تم إنزاله إنزالًا حقيقيًا من أجرام السماء.
الإشارة الكونية في الآية 25 من سورة الحديد
{وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد:25]
حديد الأرض في العلوم الكونية:
نسبة الحديد في شمسنا (0.37%) ونسبته في التركيب الكيميائي لأرضنا تصل إلى (35.9%) من مجموع كتلة الأرض المقدرة بحوالي ستة آلاف مليون مليون مليون طن. وعلى ذلك فإن كمية الحديد في الأرض تقدر بأكثر من ألفي مليون مليون مليون طن. ويتركز الحديد في قلب الأرض (لب الأرض) وتصل نسبة الحديد فيه إلى (90%) ونسبة النيكل وهو من مجموعة الحديد إلى (9%) ونسبة الحديد في قشرة الأرض (5.6%).
إنزال الحديد من السماء:
- أولًا: إن أرضنا حينما انفصلت عن الشمس لم تكن سوى كومة من الرماد المكون من العناصر الخفيفة، ثم رجمت هذه الكومة بوابل من النيازك الحديدية التي انطلقت إليها من السماء، فاستقرت في لبها بفضل كثافتها العالية، وسرعاتها الكونية، فانصهرت بحرارة الاستقرار، وصهرت كومة الرماد، وما يزنها إلى سبع أراضين: لب صلب، ولب سائل يكونان (31%) من كتلة الأرض، وشاح الأرض المكون من ثلاث نطق.
- الغلاف الصخري للأرض: وهو مكون من نطاقين. وأصبح من الثابت علميًا أن حديد الأرض قد أنزل إليها من السماء، وكذلك الحديد في مجموعتنا الشمسية كلها قد أنزل من السماء حقيقة، وقد جاء ذكر ذلك في سورة الحديد قبل (1400) سنة، يدل على الإعجاز العلمي.
- ثانيًا: البأس الشديد للحديد: الحديد/ عنصر فلزي عرفه القدماء فيما عرفوه من الفلزات من مثل الذهب، والفضة، والنحاس، وهو/ أكثر العناصر انتشارًا في الأرض (35.9%). والحديد عنصر فلزي شديد البأس، وهو أكثر العناصر ثباتًا، وذلك لشدة تماسك محتويات النواة في ذراته، ولا ينصهر قبل درجة (1536) درجة مئوية، ويغلي عند (3230) درجة مئوية، وتبلغ كثافة الحديد (7.874) جرامات للسنتيمتر المكعب عند درجة حرارة الصفر المطلق.
- ثالثًا: منافع الحديد للناس: للحديد منافع جمّة، وفوائد أساسية لجعل الأرض صالحة للعمران بتقدير من الله _تعالى_، ولبناء اللبنات الأساسية للحياة التي خلقها الله _تعالى_. فكمية الحديد الهائلة في لب الأرض الصلب، ولبها السائل يلعب دورًا مهمًا في توليد المجال المغناطيسي للأرض، وهذا المجال: هو الذي يمسك الغلاف الغازي، والمائي، والحيوي للأرض.
وغلاف الأرض الغازي يحميها من الأشعة، والجسيمات الكونية، ومن العديد من أشعة الشمس الضارة، ومن ملايين الأطنان من النيازك، ويساعد على ضبط العديد من العمليات الأرضية المهمة من مثل دورة الماء، والأكسجين، وثاني أكسيد الكربون، والأوزون، وغيرها من العمليات اللازمة لجعل الأرض كوكبًا صالحًا للعمران.
من فوائد الحديد:
- أنه لازمة من لوازم بناء الخلية الحية للنبات، والحيوان، والإنسان.
- وهو مكون من مكونات المادة الخضراء للنبات.
- ويدخل الحديد في أنسجة الإنسان، والحيوان، ودمه.
- هو عصب الصناعات المدنية، والعسكرية.