متى تبدأ تكبيرات العشر من ذي الحجة؟ وما شروط الأضحية؟
ملخص من خطبة الشيخ/ محمد راتب النابلسي

في هذا المقال نقدم لك تلخيصًا مميزًا لخطبة الشيخ محمد راتب النابلسي حول فضل التكبير في العشر من ذي الحجة، مع شرح وافٍ عن موعد بدء تكبيرات العشر الأوائل من ذي الحجة، وصيغة التكبير الصحيحة، وشروط الأضحية، وحكمها، لتكون على استعداد تام لهذه الأيام الفضيلة.
تكبيرات العشر من ذي الحجة
إنّ الذي يطيع مخلوقاً ويعصي رب العالمين ما قال الله أكبر ولا مرة ولو رددها بلسانه ألف مرة، الإسلام يعيش مع الحقائق لا مع الأقوال فقط، من أطاع زوجته في معصية ماذا رأى؟ رأى أن طاعة الزوجة أكبر عنده من طاعة الله، من أطاع مخلوقاً في معصية رأى أن طاعة هذا المخلوق أكبر عنده من طاعة الله فلئلا نقع في الأوهام، ونردد: الله أكبر ونحن نطيع مخلوقين من أجل حطام الدنيا، من أجل توهم السلامة، من أجل توهم القوة نطيع مخلوقين، ونعصي خالق السماوات والأرض، إن كنا كذلك فما قلنا: الله أكبر، ولو رددناها بلساننا ألف مرة، إن الله عز وجل لا ينظر إلى صورنا، ولا إلى أقوالنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا.
متى تبدأ تكبيرات العشر من ذي الحجة 2025؟
تبدأ تكبيرات العشر الأوائل من ذي الحجة 2025 مع غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة، وتستمر حتى غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة، أي آخر أيام التشريق.
- التكبير المطلق: من أول ليلة من ذي الحجة حتى نهاية أيام التشريق، ويكون في كل وقت.
- التكبير المقيّد: يبدأ بعد كل صلاة مفروضة من صلاة الفجر يوم النحر (10 ذو الحجة) وحتى صلاة العصر يوم 13 ذو الحجة.
صيغة التكبير المأثورة:
- ذكر الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم أنهم كانوا يقولون في أيام العشر: الله أكبر الله، أكبر الله، لا إله إلا الله، والله أكبر، والله أكبر، ولله الحمد.
- وقال تعالى: ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ﴾ سورة البقرة: 185
“الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”
ما حكم الأضحية وما شروطها؟
الأضحية سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وواجبة عند الإمام أبي حنيفة على كل مسلم حر بالغ عاقل موسر، وهي من أعظم شعائر الإسلام في عيد الأضحى.
حكمتها:
المسلم الموسر يعبر بالأضحية عن شكره لله تعالى على نعمه المتعددة: نعمة الهدى، نعمة البقاء على قيد الحياة، نعمة السلامة، والصحة، ونعمة التوسعة في الرزق. وهي تكفير للذنوب وتوسعة على الأهل والجيران والفقراء.
الدليل على مشروعيتها:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “من وجد سعة فلم يُضحِّ فلا يَقْرَبَنَّ مُصلانا” (رواه أحمد وابن ماجه)
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله عز وجل من هراقة دم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله عزَّ وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض” (رواه أحمد وابن ماجه)
- وحديث أنس رضي الله عنه: “ ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيديه، وسمى، وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما “ [متفق عليه]
شروط الأضحية الصحيحة:
- أن يكون المضحّي موسرًا: يملك ما يزيد عن حاجته الأساسية.
- أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام: (إبل – بقر – غنم).
- السن الشرعي للأضحية:
- الضأن: لا يقل عن 6 أشهر.
- الماعز: لا يقل عن سنة.
- خالية من العيوب: لا تجوز العوراء، ولا العرجاء، ولا المريضة، ولا الجرباء، ولا العجفاء (الهزيلة جدا).
- أن تكون في الوقت المحدد: من بعد صلاة العيد وحتى غروب شمس يوم 13 ذو الحجة.
- أن تذبح بالتسمية والتكبير: “باسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك وإليك، اللهم تقبل مني ومن أهل بيتي.”
الذبح: كيفيته وأذكاره:
- يسن أن يتوجه المضحي إلى القبلة، ويباشر الذبح بنفسه، ويقول: “باسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك وإليك، اللهم تقبل مني ومن أهل بيتي”.
- ويجوز التوكيل مع الحضور، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: (( قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإنه يغفر لكِ عند أول قطرة من دمها )) [الترغيب والترهيب]
✂️ كيفية توزيع لحم الأضحية:
📦 السنة أن تُقسَّم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث:
- ثُلث للمضحّي وأهله.
- ثلث للأقارب والجيران.
- وثلث للفقراء والمحتاجين.
قال تعالى: ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ سورة الحج: 36
عشر ذي الحجة: أيام عظيمة أقسم الله بها
🕌 ما الذي ينبغي فعله في العشر الأوائل من ذي الحجة؟
من السنة الاجتهاد في أداء الفرائض أولاً ثم الإكثار من النوافل، ومن أحب الأعمال إلى الله ما افترضه، ثم التقرب بالنوافل حتى ينال العبد محبة الله: وهذه أهم الأعمال التي ينبغي للمسلم فعلها:
- المحافظة على الفرائض.
- الإكثار من التكبير والذكر.
- الصيام (خاصة يوم عرفة).
- قراءة القرآن وختمه.
- الصدقة وصلة الرحم.
- الإحسان للفقراء والمساكين.
قال رسول الله ﷺ: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” أي العشر الأوائل من ذي الحجة.