في رثاء شيخي، وأستاذي، ومعلمي/محمد علي إسماعيل اليوسفي – رحمة الله تعالى تغشاه، وأسكنه فسيح جناته- ونفعنا بما زرعه فينا من المناقب، والفضائل، وبما أورثه لنا من العلوم، والمآثر.
في وداع العظماء
أراه أستَبدّ ظلام المساء بروحي. أحقّاً تولى ضيائي ؟
لماذا أرتحلت، ولم تصطحبني إلى الخلد في صحبة الأنبياء؟
لماذا، وقد كنت قلباً محباً شديد الحنين، صدوق الوفاء؟
كما شئتَ كنتُ وليّا حميما دمائـي تقود هـوى الانتماء
تمنيت أن تصطحبني، ولكن تركت الولـــي أسير البقاء !
تمنيت نبسا، تمنيت همساً قبيل الرحيل، ينادي حجائي
وتحكي بأهداب عينيك غمزاً تعال أصطحبني تجاه السماء
وليتي أكون تقيــــاً نقيــــاً وإلا رفيقــــاً لأهل النقــــــاء
لماذا تركت فؤادي وحيدا يعاني من الفقد جهد البلاء؟
بصدر الولي أوى الحزن إلا قليلاً تغَشّــى فسيح الرجاء
تصبّر أنادي بقلبي، ولكن يفت اصطباري اضطهاد البلاء
تراودني عودة النجم، تلكم طباع النجوم احتراف الخفاء
كذا الشمس، والبدر، والصبح فعلا يعـــودون بعد اختفاء السناء
أسا ئل عنك الطلول الخوالي من الابتسامات فوق الرجاء
وأقرأ صمتاً دموع اليتامى وفقه البطــون الجياع إزائي
وجِيبَ الغوادي، وصمتَ الروابي وقفر النوادي، احتراق الخواء
عيون المرايا، اسوداد الليالي دماء المآقي، وصدر الفضاء
يمينـــاً شمــــالاً بكل اتجاه بعين الصباح وعين المســاء
أقول سيأتي يقولون لا لا رحيل الحبيب رحيل نهائي
أجيبوا فؤادي أحقا تولى أم القارعات أردن ابتلائي؟
أحقاً تولى؟ ومن ذا سيعطي لنا زبدة القـــول للارتقاء؟
ومن ذا لرزئي الدواء إذا ما استبد بإشراقة الروح دائي؟
ومن ذا إذا استفحل الداء يعطي لقلبي المعنى شفِيَّ الدواء؟
ومن ذا يلُمّ بـــرأي نصيــــح شتات الرؤى، وحدة الفرقاء؟
تولى ربيع الحياة، فأشتى ربيعي، وشَبَّ جحيم الشتاء
تصبًر فؤادي، تصبّر، تصبّر عسى الصبر يُفنِي جبال العناء
