
تزخر الذاكرة التعليمية والتربوية لمحافظة تعز بالعديد من العلماء والمشايخ والأساتذة الاجلاء الذين أفنوا الجزء الأكبر من حياتهم في نشر العلم وتربية أجيال من الطلبة صاروا فيما بعد رجالا في شتى مجالات الحياة، فمنهم الطبيب الناصح ومنهم القائد العسكري المحنك ومنهم المهندس الماهر ومنهم المعلم النابغ ومنهم الإعلامي الصادق ومنهم التربوي الحكيم ومنهم المدير الحازم، من أولئك المشايخ والأساتذة من لا يزالوا على قيد الحياة يبذلون جهودهم ويواصلون مسيرة إخوانهم، ومنهم من رحلوا من دنيانا الفانية إلى الحياة الباقية، ومن نحن بصدد الحديث عنه هنا هو الأستاذ محمد علي إسماعيل رحمه الله، الذي ما أن تنطق كلمة الأستاذ إلا ويتبادر اسمه وصورته إلى ذهنك على الفور، ذلك لأنه واحد من القلائل في محافظة تعز أعطى لهذا اللقب مكانته وهيبته.. وأنزله منزلته وأعطاه حق قدره
الأستاذ الفقيد
يذكرنا هذا اللقب بعلماء وقادة اجلاء راحلين أمثال الأستاذ عبده محمد المخلافي، والأستاذ عبد الملك الشيباني رحمهم الله تعالى، الذين كانوا في عصرهم ما أن تنطق كلمة الأستاذ حتى يكونوا حاضرين في أذهان الناس في ذلك الوقت..
📝 لقد واصل الأستاذ محمد علي السير على خطى سابقيه وحمل رسالة العلم والتعليم والتربية والدعوة على عاتقه وأدى الأمانة إلى أهلها كأحسن ما يكون … نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد، ولكن هي شهادة المسلم لأخيه المسلم، فالمسلمين يشهد بعضهم لبعض عند الموت.. كما بين ذلك النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقوله: (أيُّما مُسْلِمٍ شَهِدَ له أرْبَعَةٌ بخَيْرٍ أدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ، قُلْنَا: وثَلَاثَةٌ، قالَ: وثَلَاثَةٌ، قُلتُ: واثْنَانِ، قالَ: واثْنَانِ، ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الوَاحِدِ.) الراوي: عمر بن الخطاب | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 2643 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
📝 الصفات الشخصية في الأستاذ محمد علي كثيرة والتي يلمسها كل من تعامل معه لفترة من الزمن طويلة أو قصيرة ويمكن إيجازها فيما يلي:
- ⭕ حسن الاستقبال والوداع في بيته أو في الشارع أو في مكتبه يلقاك مبتسما مرحبا ويقدم لك واجب الضيافة دون تكلف (شاي او بن أو زنجبيل)، ويبادلك الحديث … ويودعك بنفس اللطف والحفاوة دون مبالغة.
- ⭕ الإصغاء والاستماع باهتمام يقف لك ويستمع إليك ويصغي لما تقول سواء لقيته في مكتبه أو في الشارع.. يسارع في حل المشكلة سواء كانت مشكلة شخصية أو عامة أو ضائقة مالية.. ويبادر بالاتصال أو يذهب معك أو يكلف من يحل المشكلة أو يكتب رسالة لمتخصص في حل مشكلتك أو يعطيك موعدا (لا يخلفه) لدراسة المشكلة بشكل أكبر وحلها دون تضجر أو تأفف أو إهمال
- ⭕ طلب المسامحة والعفو عند انشغاله أو تأخره عنك يبادرك بقوله (سامحني انشغلت عنك أو تأخرت عليك) في حال كان مشغولا عنك أو لم يستطع نفعك في أمر ما … فإنه يدلك على طريق الحل ويقدم لك النصيحة الواجبة.
📝 من خلال معرفتي بالأستاذ لفترة من الزمن رأيت في شخصيته أربعة أمور هامة
- ⭕ الأمر الأول: المهارة والحنكة في التخطيط والتنفيذ والإدارة للمؤسسات التعليمية أو الخيرية التي شارك في تأسيسها
- ⭕ الأمر الثاني: اللطف والتواضع في التعامل مع العاملين تحت إدارته
- ⭕ الأمر الثالث: النزاهة والزهد والتعفف حين إشرافه على تلك المؤسسات وعدم انتهاز الفرص لذاته أو لأهله
- ⭕ الأمر الرابع: إعداد وتأهيل الكوادر البديلة بعد انتقاله من تلك المؤسسات لضمان ديمومة العمل فيها وخاصة المشاريع التعليمية التي استفاد منها المئات من الطلبة والطالبات لمواصلة التعليم الجامعي مثل (مشروع السكن الخيري الجامعي)