2025-06-18 10:13 م
إدارة الموقع
2025-06-18 10:13 م
نوافذ الفكر والدعوةالفكر والدعوةالإيمان والإسلامالإيمان والإسلام

سنة الله التي لا تتحول ولا تتبدل

أ. د احمد حسن فرحات

في هذه السطور من موضوع سنة الله التي لا تتحول ولا تتبدل وضح أ. د احمد حسن فرحات عن تعريفها وأهميتها وتفاصيل كثيرة عنها سوف نعرفكم عليها في هذه السطور

اولاً/ تعريف سنة الله

  • تعريفها في اللغة هي: جريان الشيء،  واطراده بسهولة ، ويسر؛ وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيرته هي طريقته التي يتحراها.
  • تعريفها في الشرع هي: ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ونهى عنه ، أو ندب إليه – قولاً، وفعلاً – مما لم ينطق به الكلام العزيز.

ثانيا/ سنن تاريخية

إن من بين السنن الماضية في الأرض نوعاً يقترن غالباً بالإشارة إلى الأُمم السابقة ، وهذا النوع يسمى بالسنن التاريخية ، وقد ورد ذكرها في الكتاب المبين كما في الآيات التالية، قال تعالى :{سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلا} [الإسراء:77، الفتح:23، آل عمران:137، الكهف:55، الحجر:13، الأنفال 38، فاطر:43، غافر:85].

ما الذي نستفيده من ذكر قصص الأولين؟

إننا نستفيد من قصص السابقين العظة، والعبرة  قال تعالى :{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون} [يوسف:111، النازعات:25-26]، وقال تعالى في سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع أعدائه :{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَار}[آل عمران:13، الحشر:2].

هل سنن التاريخ شاملة لسنن الاجتماع؟

نعم إن سُنن التاريخ شاملة لسنن الاجتماع على مر التاريخ الإنساني.

  • سُنن الأنبياء، والمتابعين لهم من أهل الإيمان بيان لمن بعدهم . قال تعالى :{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيم} [النساء:26]، ويحثُ القرآن الكريم رسوله صلى الله عليه وسلم على الاقتداء بالرسل السابقين  قال تعالى :{أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِين} [الأنعام:90، الأحزاب:37-39، النساء:26].
  • سُنة الله تعالى تقتضي تعرض الرسل للاستفزاز قال – تعالى {وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلا} [الإسراء:76، 77].
  • سُنة الله في إهلاك المكذبين، قال – تعالى {مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيم} [فصلت:43، الذاريات:52، البقرة:118، التوبة:30]، قال الرسول صلى الله عليه وسلم، (لتتبعن سُنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه؛ قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: (فمن؟)) أخرج في الصحيحين.
    • وقد دعا القرآن الكريم إلى السير في الأرض؛ للاعتبار، قال تعالى :{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِين} [آل عمران:137، الحجر:10-12]، ومع هذا يقولون : لو جاء رسول، لنكونن أهدى من إحدى الأمم، قال تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا}[فاطر:42-43]
  • سُنة  الله  في أخذ المكذبين قال تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِين}[الأنفال:38، الكهف:55، غافر:82-85].
  • سُنة الله في النصر، قال – تعالى {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُون} [آل عمران:111].
  • تعرية المنافقين، قال – تعالى {لَئِنْ أُخْرِجُوا لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُون} [الحشر:12، الأحزاب:60-62].

ثالثا/ سنة الله في النصر

أما سنة الله في نصر أوليائه على أعدائه في القتال، فقد وردت في قوله تعالى: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} [الفتح:22-23، آل عمران:111]، ويقول عن المنافقين ، وتأييدهم لأهل الكتاب قال تعالى: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُون}.

رابعاً/ ثبات السنن الإلهية

إن الآيات التي تتحدث على تأييد الله لأوليائه تنتهي بالتعقيب الآتي، فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر:43، الإسراء:77].

خامساً/ السنن الثابتة

هي ما أخبر الله تعالى بها في كتابه من نصر أولياءه، وخذلان أعدائه، أو هي بتعبير آخر ما يمكن أن نسميه بسُنن التاريخ ، والاجتماع، وإن ثبات السُنة الطبيعية لا يمكن الاستدلال عليه من خلال الآيات النافية للتبديل ، والتحويل في السنة الإلهية، فبعث الناس للجزاء هو من هذه السنة التي هي عواقب أفعال العباد،  بتثبيت أو نصر أولياء الله على الأعداء، وهذه هي التي أخبر الله بها، أنه لا يوجد لها تبديلا، ولا تحويلا، كما قال تعالى: فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر:43].

سادساً/ من العلوم التي يحتاجها مفسر علم أحوال البشر ولها أنموذجان:

  • الأنموذج الأول: أجمل القرآن الكريم بالكلام عن الأُمم في أطوارهم ، وأدوارهم، ومناشئ اختلاف أحوالهم من قوة، وضعف.
  • الانموذج الثاني: يبين فيه لزوم العقوبة للأمه الناكبة عن سبيل الحق.

إن سنة الله هي: الطريق المرغبة في أفعال الله تعالى، وهي طريق العدل، والرحمة…، وهي نصر أنبيائه، وقمع الظالمين إذا بلغوا آجالهم.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى