قواعد ذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية (الجزء الرابع)
بقلم الأستاذة باسمة شحادة والدكتور يوسف وردة

عشرون قاعدة أبحرنا من خلالها إلى أعماق الطفل النفسيّة فدرسنا الآثار السلبيّة والإيجابّيّة التي قد تنتج عن كلّ قاعدة وفي المقال الأتي نكمل لكم ما بدأنا به من قواعد بناء شخصية الطفل.
قواعد ذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية
القاعدة السادسة عشر: الدلال الزايد يصنع أجيالاً زجاجية الحب والحنان كالغذاء ضروريان لنمو روح الطفل ولكن أهمية التّوازن الصحيح في كمية المحبة لا تقل عن أهمية المحبة ذاتها.
والتّربية الصحيحة هي نشأة جسم وروح الطّفل على أفضل الأساليب وتوازنها بحيث يصبح مستعدًّا للمقاومة والثّبات أمام صعوبات الحياة وتحدياتها ؛ولكن إذا اختلَّ هذا التّوازن فإنّ روحه ستُنشأ ضعيفة، ونفسه سريعة الانهزام تعجز عن حلّ مشاكل الحياة وتحديّاتها.
كما أنّ الإسراف في أغداق المحبّة والاهتمام والرّعاية يؤدّي إلى وحش يدمّر طفلك .
من مساوىء الدّلال الزائد في تربية الأبناء:
- عدم تحمّله للمسؤوليّة بسبب عدم النّضج العاطفي لديه.
- اعتماده على الغير والتردّد في الحصول على أهدافه.
- افتقاده التنظيم ومعاناته من ضعف التحصيل الدراسي.
- مشاعره تتمحور حول ذاته ويشعر بالاستحقاق دائماً وأبداً.
- يصبح أكثر تمرّداً وأقل احترامًا لأهله.
- لا يتقبل رفض طلباته و يقابل كلمة (لا) بالعصبيّة.
- يصبح أكثر عنفًا ومتسلّطًا وعدوانيًا.
- تتكوّن لديه الشخصية الدكتوتاريّة والمتحكّمة.
- ضعفه للتفاعل الاجتماعي.
- ضعفه للخبرة والمهارات في حلّ مشاكله أو دفاعه عن نفسه.
- التّعلق المرضي بالوالدين.
قواعد ذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية (الجزء الثالث)
القاعدة السابعة عشر: التغافل لا الغفلة في تربية الأطفال، التغافل أسلوب تربوي يقوم على فكرة تحسين سلوك الطفل من خلال ذكر السلوك الحسن ودعمه حتى يثبت ويصبح عادة لديه، والتغافل عن غض الطرف عن سلوكه السيء حتّى يتلاشى؛ إلاّ تلك التي تشكّل خطرًا عليه وعلى غيره والتي لا يقبلها الدّين والأخلاق.
تساعد ممارسة مهارة التغافل على معالجة الكثير من المواقف مع طفلنا ؛ وخاصّة أنّه في عمره الصغير يفتقد إلى المهارات ويتسم بضعف في التآزر الحركي؛ فنراه يكثر من الأخطاء بشكل غير مقصود في غالب الأوقات.
وللتغافل انعكاسات ايجابية فهو :
- يمنح الأسرة جوًّا إيجابيّا بعيدًا عن المشاحنات والتربّص.
- يوفّر لك فرصةً للتركيز على إيجابيّات طفلك.
- تقلّل من كثرة انتقاص طفلك الّتي تسبّب عدم الثقة بنفسه.
- تمنح طفلك فرصةً لمراجعة نفسه.
- تدفع طفلك للمبادرات الإيجابيّة.
- تقوّي علاقتك بطفلك.
القاعدة الثامنة عشر: الإنصات المثمر في تربية الأطفال، أعطه مساحةً من وقتك ولو قليلًا …خصّص له وقتًا لإنصاتك له إنصاتًا نشطاً يشمل كل جوارحك.
هناك خطوات ليكون إنصاتك لطفلك فعالاً:
- اربط علاقة تواصل في عينك وعينيّ طفلك، وجّه وجهك إليه حتّى لا يشعر بقلّة احترامك له.
- حاول أن يكون بينك وبينه اتّصال جسدي كالملاطفة والملامسة.
- كرّر كلامه ليعرف مدى تفاعلك معه وتفهمك له.
- إبتسم وأظهر ملامح الاطمئنان لحديثه.
- عبّر لطفلك تفهّمك للموقف وأعد ما قاله بإختصار، لأنّه كلّما وجد منهما إهتمامًا ضعفت مقاومته السلبيّة لديه وقلّ عناده.
- ركّز على إشارته.
القاعدة التاسعة عشر: التشجيع على التعبير عن احتياجاته، لطفلك حاجات فيزيائية كالأكل والشرب والنوم، ولديه حاجات عاطفية كالعناق والقبلة والتربيت، وكما أنه يحتاج منك مساعدته على إدراك هذه المشاعر وكيفية التعبير عنها وتسميتها؛ فلا تمنعه من إظهارها عندما يحتاج ذلك بحجة أن الرَّجل لا يبكي، ولا تستهزئ بمشاعره بأي سبب من الأسباب سواء أكانت فرحاً أو حزناً أو بكاء؛ فهذا سيجعل طفلك يشكك في حدسه وسيتعلم كبت مشاعره وسوف يميل إلى :
- إظهار ردود فعل قوية وغير منطقية مع عدم فهم الأسباب .
- تراكم الإحباطات والحزن ثم إنفجارها فيما بعد .
- الشعور بعدم الثقة بحدسه الذي هو جزء من ذاته لأنه فَقَدَ التواصل معه .
- الشعور بعقدة الذنب، لأنّه يعيش صراعاً بين مشاعره في أعماقه وبين إن كان فعلاً يمتلك الحق في هذا الشعور في وقت يحتاج تعلم احتوائها وإدارتها.
القاعدة العشرون: تجنّب صراع القوة في تربية الأطفال، لكل طفل صفات وسمات معينة نكتشفها مع الوقت من خلال تصرفاته وسلوكياته، وهناك بعض السلوكيّات الحادة بعض الشيء والتي تسبب بعض الصراعات بين الأهل والطفل ، ومن هذه السلوكيّات كأن يستغل الطفل
وجود بعض الضيوف ويطلب طلباً في العادة هو يعلم أنه غير مسموح له ، وفي هذه الحالة إن لم تتخذ معه الإجراء المناسب لردعه ؛ فإنّ مثل هذه السلوكيّات ستكرّر، وبشكل أقوى وستؤدي بالتالي إلى صراعات تسمّى صراعات القوّة بسبب محاولة كل من الطرفين إلى فرض الشخصيّة والسيطرة .
وحتى تتفادى هذا الصراع مع طفلك عليك اتباع الإجراءات التالية :
- عند حدوث أي من هذه المواقف حاول أن تختصر الحديث معه لأن المجادلة ستزيد الأمر سوءاً .
- ذا أراد طفلك أن يستفزك، فحاول أن تحافظ على رباطة جأشك وأجبه بعبارات باردة.
- إذا حاول إثارة غضبك، تحكّم بانفعالاتك واهدأ وتجاهله تماماً ؛ لأن غضبك سيجعله يشعر بالاستمتاع وكما أن توقفك سيجعله أيضاُ يتوقف عن فرض سيطرته على الموقف .
- اعرض عليه عدة خيارات؛ فهذا من شأنه أن يقلل الخلاف والصراع بينكما لأنه سيجعله يشعر بأنه صاحب قرار .
وبهذا نكون انتهينا من شرح وتفصيل قواعد بناء شخصية متزنة للطفل متمنين لكم أفضل استفادة.