2025-06-08 8:48 م
إدارة الموقع
2025-06-08 8:48 م
المرأة والطفل

قواعد ذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية (الجزء الثالث)

بقلم الأستاذة باسمة شحادة والدكتور يوسف وردة

عشرون قاعدة أبحرنا من خلالها إلى أعماق الطفل النفسيّة فدرسنا الآثار السلبيّة والإيجابّيّة التي قد تنتج عن كلّ قاعدة وفي المقال الأتي نكمل لكم ما بدأنا به من قواعد بناء شخصية الطفل. 

قواعد ذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية

 

القاعدة الحادي عشر: مقارنتك تدمير لا تحفيز

قد تعتقد أنّك عندما تقوم بمقارنة طفلك بغيره أنّك سوف ترتقي به وتجعله يعدّل سلوكه، ولكن عليك أن تعرف أنّ المقارنة السلبيّة هي نوع من المعايرة الاجتماعيّة التي تضعها أنت كعراقيل في طريق سير نمو طفلك الصّحيح .

مقارنتك له بغيره كمثابة خنجر مسموم تطعنه به دون قصد فتشوّه به تكوينه النفسي وتهدم به شخصيّته .

الذي ينتج عنه:

  • تهدّم الحجر الأوّل في بناء تفرّد طفلك.
  • خلق مساحة بينك وبينه ممّا يفقده التّواصل والعلاقة المهمّة بينكما.
  • ضعف تقدير الذّات لديه وهدمها وتجعله سلبيًّا بصورة دونيّة.
  • تقتل مواهب طفلك وقدرته في مهدها.
  • تحجب لديه الامتناع بالقدرة على النّجاح.
  • توليد اللّامبالاة لديه، وعدم الاهتمام.
  • تعرّض طفلك للإجهاد النفسي والعاطفي.
  • تخلق لديه انفعالات سلبيّة مثل الغيرة والغضب والحقد على الآخر.
  • تقوده إلى نوعين من العنف: الأوّل موجّه للنموذج نفسه الذي يقارن به، والآخر موجّه لذاته.
  • يعيش في عقدة مقارنة الآخرين من حوله.
  • بسبب انشغاله بالمقارنة التي فرضتها عليه يغيب البحث عمّا يتمتّع به من قدرات وإمكانات فتقتل مواهبه وتدفن تحت ركام المقارنة بغيره.

القاعدة الثانية عشر: احترم طفلك يحترمك

  • يظنّ كثير من الأهل أنّ الطفل بسبب صغر سنِّه أنّه لا يدرك معنى الاحترام؛ ممّا يدفعهم إلى استسهال إهانته، سواء أكانت الإهانة لفظيّة أو بدنيّة، وذلك بدافع التربية.
  • ولكن في الحقيقة أنّ الصغير يحتاج الاحترام أكثر ممّا يحتاجه الكبير، فهو يحتاجه بقدر حاجته للغذاء ويعدّ هذا الأمر من الأسباب الرئيسيّة للنّمو وعاملًا مهمًّا لبناء الشخصيَّة والنّقص فيه يصبح سببًّا في النّقص الحاصل في النموّ.
  • لذلك تعامل مع طفلك كما تتعامل مع إنسان كبير في احترامه وتقديره حتّى يعاملك بنفس الاحترام والتقدير؛ وما تزرعه اليوم ستحصده بعد حين.
  • يكون احترامك له من خلال احترامك لشخصيّته ولعقله ولفهمه وقدراته وإمكاناته وممتلكاته.
  • اعلم أنّ التّعامل مع الطفل يحتاج قدرًا كبيرًا من الحساسيّة وللأسف نفتقدها في تعامل الكبار مع بعضهم البعض، ولكن تأثيرها على الطفل أبلغ وأوقع كالجروح والنّدوب التي تؤثّر على تكوينه العام.

من الآثار السلبيّة الناتجة عن عدم احترام طفلك:- 

  •  الشعور بعدم الأمان وافتقاده للقيمة.
  •  يصبح طفلًا عبثيًّا وفوضويًّا ويلجأ إلى التصرفات السلبيّة مع الآخرين انتقامًا من والديه.
  •  يلجأ للتخريب والإفساد أينما كان.
  •  تراجع المستوى الأكاديمي لديه.
  •  يلجأ إلى الانطواء والرغبة إلى البقاء وحيدًا.

القاعدة الثالثة عشر: الصراخ حل قصير المدى في تربية الأطفال

قد تعتقد أنّ صراخك في وجه طفلك يخيفه ويجعله يلتزم بالقوانين ويقوم بتنفيذ ما يُطلبُ منه، وهذا اعتقاد خاطىء منك؛ لأن تصحيح أي سلوك يتطلّب تفاهمًا وممارسات تأديبية مناسبة، وأمّا بالنّسبة لخوفه وجموده عند صراخك فما هو إلّا موقف لحظيّ فقط أي هو حل قصير المدى.

قواعد ذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية (الجزء الثاني)

الصراخ يحتوي في مضمونه على الكثير من المخاطر النفسيّة، منها:

  • يرسّخ لدى طفلك صورة سلبيّة عن نفسه معتقدًا بأنّه غير مهم وغير جدير بالتقدير.
  • يؤدّي إلى صعوبة في تكوين إيجابي حول ذاته بسبب غياب التقدير والاحترام له.
  • يتولّد عنده حالة من كبت المشاعر التي تطوّر مشاعره السلبيّة.
  • تحوّله إلى طفلٍ عدواني، باعتبار أنّ الصراخ هجوم عليه ممّا يؤدّي ذلك إلى نقص الشعور بالأمان تدريجيّاً ليصبح عدوانيّاً لا يهتم بمشاعر الآخرين، ممّا يؤدي إلى المشاكل مع أقرانه وعدم السيطرة على انفعالاته.
  • يولّد عنده الشعور بالخوف والذي قد يتكرّر على المدى الطويل والذي قد يمنعه من تأسيس علاقات صداقة صحيّة.
  • بناء شخصيّة غير سويّة، فقد يقوم بالتمرّد أو الرهاب الاجتماعي.
  • يصاب باضطرابات النوم والكوابيس المزعجة.
  • يغيّر طريقة تطوّر الدماغ في أجزائه المسؤولة عن معالجة الأصوات واللّغة.
  • يؤدّي إلى الشّعور بالخوف والحزن وقد يصل الأمر أكثر عمقًا كالإكتئاب.
  • محاكاة الطفل للأسلوب نفسه ويتّخذه وسيلة في مراحل قادمة للتعبير عن ذاته ومتطلباته.
  • يكسبه قناعة نفسيّة وسيصبح غير مبال بذلك الصوت وسيضطر حينئذٍ لزيادة المستوى.
  • يلغي لغة التواصل والتفاهم بينه وبين الأهل.

القاعدة الرابعة عشر: نعم للثواب وللعقاب معًا في تربية الأطفال

تربية الأطفال تحتاج منك ضبط سلوكهم بالثواب والعقاب معًا

فالتجربة العلمية تؤكّد أنّ الأجيال التي نشأت في ظل منع العقوبة ونبذ استخدامها نتج عنها أجيال مائعة لا تصلح لواقع الحياة وصعوباتها.

والهدف من استخدام أساليب الثواب والعقاب هو إعطاء فائدة وقيمة للأوامر والنواهي.

الثّواب: هو شكل من أشكال التقويم الإيجابي لسلوك الطفل ويبعث في نفسه الشعور بالسّعادة والثقة بالنفس، يشجّعه على تنفيذ ما تريده منه.

قواعد تربوية للثّواب:

من أهمّ المكافآت: الابتسامة، التّربيت على الكتف، كلمات الثناء والإطراء، والتشجيع والتّحفيز، مكافأته باصطحابه إلى أماكن يفضّلها …

وحتّى يكون الثّواب صحيحاً وفعّالًا:

  1.  لا بدّ من أن يكون بعد السّلوك مباشرةً دون تأخيره.
  2.  أن تكون المكافأة مدروسة وقابلة للتّحقيق.

العقاب: هو كلّ فعل يؤدّي إلى شعور الطّفل بعدم الارتياح أوعدم الرّضى، فيردعه عن الخطأ، و الهدف منه تعليم الطفل نتيجة الخطأ الذي ارتكبه.

قواعد تربويّة للعقاب

الهدف من العقاب تعليم الطفل نتيجة الخطأ الذي ارتكبه، ولكن طريقة ونوع العقاب له انعكاسات مستقبليّة على حياته؛ فالعقاب بالكلام البذيء والضرب والتعنيف يدمّر شخصيّة طفلك؛ لذلك يجب أن تعلم هدف العقاب الأساسي، ألا وهو تحسين سلوك الطفل وليس الطفل ذاته.

وحتّى يكون العقاب صحيحًا وفعّالًا:

  • لا بد من أن يتم فور إرتكاب طفلك للخطأ، ولكن بعد أن تهدأ.
  • لا تكثر في العقاب ووسائله لأنّه يضعّف جدواه مع الوقت.
  • أن يكون متناسبًا مع نوع الخطأ وشدّته، أي أن يكون على قدر خطأ طفلك وليس على قدر غضبك.
  • أن تنذر طفلك قبل العقاب، وأن لا تهدّد إن كنت تنوي عدم تنفيذ هذه التّهديدات.
  • لا تعاقب طفلك على سلوكيّات هي جزء من نموّه الطبيعي كالتبوّل اللّيلي أو مصّ الإصبع.
  • لا تعاقب طفلك على أخطاء عفويّة أو غير مقصودة، ولكن أخبره أن يكون حذرًا في المرّات القادمة.
  • استخدم الاتصال غير اللّفظي، فالنظرات الجادّة تحمل في طيّاتها رسالة إنكار وخصوصًا في الأشياء الصغيرة وغير المهمّة.
  • عندما ينتهي العقاب، أظهر حبّك وقبولك لطفلك، لا تدع العقاب لطفلك يبعدك عنه، أخبره أنّ عقابك هو لسلوكه الخاطىء وليس لشخصه.

أمّا عن آثار العقاب الشديد والعنيف كالضرب فهي:

  •  شعور الطفل بالغربة وعدم الأمان، وبعدم انتمائه للأسرة، وتزايد مشاعره الغاضبة تجاهها.
  •  تجعله أكثر عرضة للانحراف.
  •  يكون أكثر عرضة لتبني سلوكيّات جريئة ومتهوّرة وغير أخلاقيّة على المدى البعيد.
  • الإصابة بتغييرات سلوكيّة سلبيّة كرغبة الطفل في ممارسة العنف الجسدي على الغير.
  •  عدم وجود إتزان عاطفي في علاقته بأهله.
  •  تراجع مستواه الدراسي وانعدام قدرته على التركيز.
  •  خلل في علاقاته وتواصله مع أقرانه في المدرسة.
  •  تصبح شخصيّته غير متزنة عاطفيًّا ونفسيًّا، ويعاني من نوبات اكتئاب أو نوبات بكاء، أو نوبات انفعاليّة شديدة.
  •  يصبح عنيدًا، متهوّرًا، متسرّعاً وعنيفًا.
  •  أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسيّة والقلق والرعب والفوبيا، والتوتر.

القاعدة الخامسة عشر: وسّع مدارك طفلك وقدراته العقليّة

تعامل مع طفلك على أنّه شخصيّة متكاملة من يوم ولادته فهذا يساعدك على اكتشاف طفلك وإرساء التوازن لديه، وبناء الكاريزما للشخصيّة.

 

من أهمّ الطرق التي تساعدك في تأسيس عقليّة طفلك وتوسيع مداركه:

  •  تغليب لغة الحوار والتّفاهم للتّعبير على كلّ الأمور التي تحصل في البيت فهذا الأسلوب يترك المجال لطفلك للتّعبير عمّا بداخله ممّا يؤدّي إلى تنمية قدراته العقليّة.
  •  مراقبته جيّدًا حتى تستطيع اكتشافه وطاقاته ومهاراته.
  •  السماح له باختيار القرارات وعدم التشكيك في قدراته وخياراته.
  •  التركيز على إيجابيّاته وتعزيزها حتى لا يفقد الحماس ويستمدّ الطّاقة للاستمرار.
  •  تدريبه على التّخطيط الشخصي لنفسه حتّى ينجح في أعماله ومهمّاته.
  •  توجيهه نحو الاكتشاف وتوسيع حدوده.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى