2025-06-08 8:13 م
إدارة الموقع
2025-06-08 8:13 م
المرأة والطفل

قواعد ذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية (الجزء الثاني)

بقلم الأستاذة باسمة شحادة والدكتور يوسف وردة

عشرون قاعدة أبحرنا من خلالها إلى أعماق الطفل النفسيّة فدرسنا الآثار السلبيّة والإيجابّيّة التي قد تنتج عن كلّ قاعدة وفي المقال الأتي نكمل لكم ما بدأنا به من قواعد بناء شخصية الطفل. 

قواعد ذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية (الجزء الأول)

قواعد بناء شخصية مستقلة للطفل

القاعدة السادسة: غرس القيم في نفس طفلك

إذا أردت أن تحصد زهرة لا مثيل لها من الجمال عليك أن تلقي بذورها بطريقة صحيحة، وهكذا هو الحال في غرس القيم داخل طفلك، والتي هي جزء رئيسي في بناء شخصيّته ؛ حيث أنّها تساهم في منحه شخصيّة متوازنة وقويّة ومنسجمة مع المحيط الاجتماعي ذو قدرة على مواجهة المواقف والخيارات الصعبة.

القيم هي البوصلة الأخلاقية التي تساعده على تمييز الحق من الباطل وعلى مواجهة الخيارات الصعبة والمعقّدة، بالإضافة إلى أنّها تحمي طفلك من الوقوع في الأخطاء الكبيرة والتي تتنافى مع مبادئه وأخلاقه.

وحتى تغرس القيم في نفس طفلك يتطلّب ذلك منك:

  •  الاحتواء العاطفي وإزالة الحواجز بينك وبين طفلك.
  •  التحلّي بالصبر لأنّ غرس القيم يتطلب وقتًا ومتابعة دقيقة.
  •  اختيار الوقت المناسب لغرس القيمة المناسبة لتحقيق الأثر.

وبإمكانك استخدام الأساليب المتعددة التي تساعدك على ذلك ومنها:

  • الأسلوب القصصي واستغلال المواقف الحياتية.
  • التعميم وعدم مواجهة طفلك بالنصيحة.
  • الملاحظة والموعظة السريعة دون تفصيل وإسهاب.
  • وجودك كقدوة حسنة، فلا خير في من يُعَلِّم الخُلُق الكريم وهو في منأى عن تطبيقه وترجمته على أرض الواقع.
  • استخدام الفيديوات الهادفة المعينة على ذلك وتمثيل الأدوار، واعلم أن هذه الأنشطة ليس لها أيّ مضمون تربوي إن لم يصاحبها مشاعر إيجابيّة.

القاعدة السابعة: الاتفاق على نهج تربوي موحّد في تربية الأطفال

من أخطر الأمور الخاطئة التي يمارسها الوالدين هو عدم الاتّفاق على نهج تربوي موحّد في كيفية تربية الأطفال؛ فما يحاول أن يعلّمه الأب لطفله تمحيه الأم وبالعكس تماماً؛ ممّا يسنح للطفل فرصة بالتلاعب بهما؛ لذلك من المهم الاتّفاق على قواعد تربية موحّدة يفرضانها على طفلهما؛ وكما ينبغي عليهما إشراكه في وضعها….شرط أن تكون مناسبة لسنّه والمواقف المختلفة التي يواجهها.

حتّى لا يقع فريسة هذا الاختلاف ويؤثّر عليه سلبًا على المدى البعيد في أمور كثيرة، منها:

  •  زعزعة الثقة في نفسه.
  •  تشتّته وإرباكه في عدم تمييز الأسلوب الخاطىء من الصحيح.
  •  أن ترسّخ في ذهنه ضعف أحد والديه ممّا يسوقه ذلك إلى العصيان والعقوق.
  •  تولّد مشاعر العدائية نحو أحد الطرفين.
  •  حدوث الانحرافات بسبب عدم التوازن بين الحجب والضبط.
  •  استخدامه للحيل والمراوغة والكذب بسبب تستّر أحد الطرفين عن عيوبه وأخطائه.
  •  عدم القدرة على تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين سواء على المستوى الأسري أو الخارجي.
  •  وقوع الخلافات بين الأب والأم أمام أطفالهما.
  •  التجرّأ على الطرفين في مرحلة البلوغ .

القاعدة الثامنة: وضع قواعد وضوابط في تربية الأطفال

إذا أرَدتَ طفلًا منظمًا هادئًا …. فيجب أن يكون هناك قواعد وضوابط منظمة ومنطقيّة وثابتة يشارك هو في وضعها ويتقيّد بها جميع أفراد العائلة من دون استثناء، ولهذه القواعد فوائد كثيرة؛ فإنّها تساعد طفلك على تأدية المهام المطلوبة منه بأقلّ قدر من الصراع والمشاحنات؛ فيتعامل طفلك مع قواعد ثابتة حتى لو كانت لا تعجبه أو غير راضٍ عنها كثيرًا أفضل بكثير من تعامله مع أهل متقلّبي الآراء.

وحتّى تكون هذه القواعد ناجحة وفعّالة فلا بد أن تكون:

  •  واضحة ومحدّدة يفهمها الجميع بوضوح.
  •  منطقيّة ومفهومة وقابلة للتنفيذ.
  •  تتناسب مع عمره وإمكاناته وطاقاته.
  •  تحتوي على بنود الثواب عند الالتزام بتنفيذها، والإجراءات اللّازمة عند مخالفتها.
  •  المتابعة الكاملة والمحاسبة حتى لا تفقد مصداقيّتك أمام طفلك.
  •  التزامك الجدّي بتنفيذ الاتّفاق، ولا تبادر أبدًا بكسر أيّ قاعدة ولا تطلب أيّ استثناء لنفسك.
  •  اعتماد أسلوب التشجيع على السلوكيّات الإيجابيّة.
  •  استخدام اللّغة الإيجابيّة عند تذكيرهم بالقوانين.

أهميّة وضع القوانين والضوابط في البيت:

  1. تُحْدّث توازنًا لطفلك بين معنى الحريّة ومعنى القيود.
  2. يشعر طفلك بالأمان.
  3. تساعد طفلك على فهم السلوكيّات المقبولة وغير المقبولة.
  4. تجعل الحياة الأسريّة أكثر إيجابيّة وسلميّة.
  5. يساعده في مراحل قادمة على اتّباع القواعد في أماكن أخرى.
  6. تعلّمه الالتزام بالحدود وعدم إيذاء الآخرين.
  7. تخفف من نوبات الغضب أو التوتر.
  8. يساعد على تعديل سلوكيّاته غير المرغوب بها.

القاعدة التاسعة: أفصل دائرة الآخرين نفسيًّا عن حياة طفلك

  1.  لا توسّخ ثيابك …… حتّى لا يقول الآخرون عنك أنك طفل غير نظيف.
  2. أدرس جيّدًا …… حتّى لا يقال عنك أنّك فاشل.
  3.  تحدّث جيّدًا …… حتّى يعرف النّاس أنّك مهذّب.

نظرة غير منطقية حول أهميّة آراء المحيطين تقدّمها لطفلك يعني …أنت هنا ترسخ في ذهنه أنّ الآخرين هم الحكم في طريقة تربيتك له وفي تقويمه وأنّ تقييمه لنفسه مبني على تقييم الاخرين وأنّ الآخرين رأيهم لا يخطىء أبدًا كما أنّه يحقّ للآخرين التدخل في حياته في أيّ جانب شاؤوا.

وعلى هذا يترتب عليه كثير من الآثار السلبية التي ستنعكس عليه، ومن أهمها :

  • ضعف التقدير الذاتي لديه.
  • مركز الضّبط لديه خارجي وليس داخليًّا.
  • يتحوّل تأثير النّاس في نفسه إلى عقبات تسبّب له الإحباط.
  • اعتلال في الشخصيّة أو الإصابة برهاب العاطفة.
  • تعلّق بالآخرين تعلّقًا مرضيًّا.

القاعدة العاشرة: للحماية حدود فلا تتعداها

حبّ الوالدين لأطفالهم يدفعهم للعناية بهم وحمايتهم من أيّ سوء أو أذى ؛ إلّا أنّ هناك بعض الأهل يبالغون كثيرًا في هذه الحماية فنراهم يطيلون معاملته كأنّه طفل رضيع… دائمًا بجانبهم… يلبّون احتياجاتهم…. يفرّطون في إعطاء التوجيهات ويتدخلون في شؤونهم ويتّخذون القرارات عنهم، ويقيمون بالواجبات بدلًا عنهم ….

يعني حراسة مبالغ فيها تملأ نفس طفلهما أنّه قد يتعرّض للأذى في كل لحظة فيشعر أنَّ هناك المخاطر غير المرئيَّة في المجتمع تشكِّل خطرًا عليه فيصبح كائن ساكن ليس لديه أيّ مبادرات.

ولهذه الحماية المفرطة في تربية الأطفال آثار عكسيّة على الطفل ومنها:

  • عدم تقدير الطفل لمشاعر الآخرين، ويتوقع دائمًا أن يأخذ منهم دون إعطاء المقابل.
  • تُنمّي الطباع السلبيّة لديه كالغرور والعدوانيّة والأنانيّة.
  • يصبح طفلًا اعتماديًّا غير مسؤول.
  • يصبح شخصيّة متنمّرة، غير مبالية.
  • يتولّد لديه شعور عدم احترام الذات.
  • تدني احترام وتقدير الذّات.
  • يفتقد المرونة والثّقة الضروريتين لمواجهة العالم.
  • قد يتعرّض للقلق والاكتئاب على المدى البعيد.
  • يعاني من الفشل الكبير في نواحي التكيّف والتوافق الاجتماعي.
  • تأصّل الخوف والرّعب والقلق في نفسه.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى