2025-06-09 4:55 م
إدارة الموقع
2025-06-09 4:55 م
كتاباتنبضات المحبين

مع أستاذي محمد علي إسماعيل .. مواقف لن يطويها النسيان

بقلم العميد الركن: عبد الحفيظ أحمد علي ثابت

غيض من فيض لأن المقام لايتسع لذلك.. هكذا ختم  العميد الركن/ عبدالحفيظ أحمد علي حديثه عن مقام الأستاذ المربي محمد علي إسماعيل وذكر فيها أبرز مواقفه معه.

 بداية اللقاء مع أستاذي محمد علي إسماعيل

– سنة 1982م عند التسجيل في مدرسة السلام شرار وأنا في بداية السنة الثامنة من عمري، نظر إلى إسمي وعرفني من معرفته لوالدي _رحمهما الله_ حيث كانا معاً في السعودية، طلب مني بعدها كتابة إسمي وبسم الله الرحمن الرحيم، وكتبت ما طلب بخط جميل فقال للمسجل (سجله في الصف الثاني) فدرست الصف الثاني والثالث والرابع وكانت نتيجتي الأول بلا منافس، فطلبت منه منهج الصف الخامس لأذاكره في العطلة واختبر لأطلع الصف السادس فلبى طلبي، وفي بداية السنة الجديدة لم أدرس الصف الخامس وضموني للصف السادس، وبفضل الله ثم فضله درست المرحلة الإبتدائية أربع سنوات.

 وفي هذه المرحلة كان أبي وأخي الأكبر وصديقي إلى جانب الأستاذ والمربي هو الأستاذ رحمه الله.

شاركت في جميع الأنشطة المدرسية والرحلات بل وإلقاء المحاضرات والمسرح حيث كانت ألقيتُ أول محاضرة في المدرسة خلال فترة الراحة تحت إشرافه، ولا زلت أتذكر عنوانها (الأخوة من ركائز الدعوة) ولمدة 25 دقيقة.

– كان يخصني بكثير من الرعاية والاهتمام، حيث كنت شبه يتيم رغم وجود أبي وأمي وجدتي، وقد علمني الإلقاء والوقوف أمام الجماهير دون خجل وجعلني أحتك بالكبار في تلك الفترة أمثال الأستاذ عبدالغني علي إسماعيل رحمه الله وسلطان حمود وغيرهم..

كنت أهتم بمظهري وتصفيف شعري وكان يشجعني على ذلك بل وتعلمت منه الكثير من الدروس حول النظافة والاهتمام بالمظهر الجميل، كنت أعتقر كلامه وتصرفاته بمثابة منهاج حياة في حياتي العامة والخاصة.

– في المرحلة الإعدادية، بل ومن بداية الصف السادس كانت لي لقاءات خاصة مع الأستاذ رحمه الله، عرفت بعد ذلك ما كان يريد مني عندما تقدمت بالمدرسة وبعد ما سلم الأستاذ رحمه الله المدرسة للأستاذ سلطان أحمد رحمة الله عليهما جميعاً.

– التقيت بأبي بعد رجوعه من السعودية قبيل مغادرة الأستاذ للمدرسة حيث أرشدني كيف أعيش مع والدي بحكم ملازمته له بالسعودية وعلّمني كيف اتصرف معه لنعيش حياة خالية من المشاكل .

– علّمني خلال هذه الفترة الثقة بالنفس، والصدق، وحب الدراسة، والتعليم، والمغامرة، ودروس في حب الذات، والكبر والأناءة.

خلاصة هذه المرحلة

  1. الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا في كل شيء فقدر الله أن يكون كذلك بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
  2. في الحياة يحتك كثير من الناس بقدوات، فترى انسان مخلص في عمله فيكون قدوة في الإخلاص وآخر في عمله نفسه وآخر في أبوته وآخر في صداقته وآخر في خطاباته وإلقائه…إلخ

كان الأستاذ قدوتي في كل هذه الأشياء، وكان شعاري في حياتي وكلامي لزملائي.. لماذا لا نعمل ولو جزء بسيط مثل الأستاذ رحمه الله.

تواصل مستمر مع الأستاذ محمد علي إسماعيل

أكملت الدراسة الإعدادية والثانوية ودرست الخدمة الإلزامية في مدرستي السلام و الإرشاد، وبقيت على تواصل مستمر بالأستاذ رحمه الله بكل صغيرة وكبيرة.

مرحلة الجامعة

– بعد التدريس وأنا في طريقي الى صنعاء ذهبت للأستاذ في منطقة (النشمة) وكان ذلك في شهر مايو سنة 1992م، وقلت له أين أذهب؟ وأي تخصص أدرس؟ حيث كنت في تلك الفترة أميل للجانب العسكري..، فقال لي: اذهب إلى صنعاء واطرق جميع الأبواب وأي باب سيفتح لك أدخله وإن شاء الله سوف توفق.

والحمد لله توجهت إلى صنعاء وكان يتابعني بشكل مباشر وغير مباشر حيث دخلت كلية الطيران والدفاع الجوي وتخرجت سنة 1995م وتوزعت إلى حضرموت وخلال تلك الفترة لم تنقطع متابعته لي حتى بداية 1997م.

مرحلة الزواج:

  1. اختار لي أهلي شريكة حياتي وكانت من الأسرة بنت عمتي أخت والدي رحمه الله.
  2. في منتصف شهر يناير 1997م، ذهبت إلى الأستاذ رحمه الله إلى بيته في قرية (النجيد) وكان الوقت ليلا وطرقت الباب وعندما فتح لي الأستاذ عانقني وأدخلني إلى مكتبه، حيث كان مشغولا بلقاء تربوي عرفت ذلك من الأحذيه التي كانت في باب المجلس، ثم أتى إلي بعد نصف ساعة.
  3. جلس معي ساعة كاملة كانت أحلى ساعة في حياتي بل وحياة كثير من أصدقائي ومن طلب مني نصيحة، حيث عملت على تسويق هذه الساعة في مجالس الأعراس وقبل الأعراس.
  4. جلست بين يديه وقلت له يا أستاذ أنا مُقدم على زواج نهاية هذا الشهر وجئت إليك لأسمع توجيهاتك.
  5. ابتسم ابتسامة عريضه كما هو عهدي به وقال لي خيراً إن شاء الله… من أين خطبت؟ فأجبته … فقال لي: نِعم الإختيار (حيث كان على معرفة دقيقة بالأسرة)، فغمرتني سعادة لا يعلم بها إلا الله و شعر هو بذلك … ثم ذهب وعاد مرة أخرى بسرعة … شربنا شاي ثم بدأ ينصحني بثلاث نصائح أطلقت عليها النصائح الذهبية،
  6. فقال لي العلاقات الجنسية أنت تعرفها ولكن خذ مني هذه النصائح فأنت أصبحت قائداً…

خذ هدية خاصة لزوجتك وقدمها لها وخاصة بعد أن تصليا ركعتين إذا أمكن ذلك وبعدها أكتب في صفحات قلبها الآتي:

  1. أبوك وأمك وأبي وأمي يجب طاعتهم بدون نقاش فهم كالكهرباء أي لمس لهم يحدث شرت فأنا أريد الجنة وأنت تريدين الجنة، فدخولك الجنة برضاي ودخولي الجنة برضا والداي وهذه بتلك.
  2. هذه الغرفة (غرفة الزواج) غرفة مقدسة ما يدور فيها لا يخرج إلى خارجها، وما يدور خارجها لا يدخلها.
  3. لا سمح الله إذا حدثت مشاكل بيننا نحل مشاكلنا هنا بالغرفة من كتاب الله وسنة رسوله ومن يغلط يقدم اعتذاره للآخر .

طبقت كل ما قاله لي الأستاذ رحمه الله، فقد نقش هذه النصائح على صدري ونقشتها على صدر زوجتي ثم سوقتها للآخرين ومنذ زواجي في 2/2/ 1997م وحتى الآن لم تذهب زوجتي لأهلها إلا (ضيفة) ولم تحدث بيننا مشاكل تستدعي تدخل طرف ثالث بيننا والحمد لله.

مرحلة عملي في الجيش

استمرت متابعة الأستاذ لي طوال دوامي في الجيش سواءا في حضرموت أو في تعز.

مرحلة الحرب

  • تواصل بي الأستاذ في شهر 4 سنة 2015م وكنت في حضرموت وتداولنا الحديث حول الوضع الراهن آنذاك، ثم تحركت إلى تعز ووصلت إليها في 21/5/2015م ومنها تعينت قائداً في جبهة البعرارة.
  • كان آخر لقاء مع الأستاذ هو يوم السبت 18/ نوفمبر _قبل مرضه بأسبوعين_ وكان آخر درس تعلمته منه هو أن تتعامل مع الآخرين كلا حسب مستواه وفهمه، فالقرآن الكريم جاء لمعالجة أخلاق المؤمنين.
  • كان الأستاذ رحمة الله عليه يكلفني كثيراً بحل مشاكل الآخرين ويعينني على ذلك، وكان يدعو لي كثيراً بالتوفيق والسداد والحفظ وهذا كان أهم شيء في حياتي.

هذا غيض من فيض لأن المقام لا يتسع لذلك..

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى