
كتب الأستاذ عبدالحافظ الفقيه الرئيس التنفيذي للإصلاح كلمات تحدث فيها عن مآثر الأستاذ الراحل/ محمد علي إسماعيل، لخّصها لكم فيما يلي:
عن دراسته وحياته
منذ عرفت الأستاذ محمد علي إسماعيل في السبعينات بعد رجوعه من السعودية وكان قد درس الإعدادية في مكة والثانوية أول وثانٍ في المدينة المنورة وجاء تعز ليدرس الثالث الثانوي، فجاءني من أجل أن يعرف ماهو مقرر الثالث الثانوي القسم الأدبي فكان هذا هو أول تعرف عليه؛ فوجدته رجلاً جاداً في حياته وفي دراسته وفي عمله وفي أسرته وفي عبادته.
حياته منظمه ووقته منظم ومبرمج، فلقد كان معلمًا ناجحًا ومديرًا مربيًا، وموجهًا مؤثرًا عرفته مدارس تعز في كل المديريات.
وكان مرشدًا وموجهًا عرفته مساجد تعز وله صلته مع العلماء بكل توجهاتهم، وله قدرته على تقريب وجهات النظر والدعوة إلى توحيد الكلمة في المتفق عليه وترك كل ما يؤدي إلى الفرقة والاختلاف.
كان رجلًا اجتماعيًا
له صلاته وتأثيره الإجتماعي مع كل من يعرفه من الوجهاء والمشايخ، وكان له نشاطه الخيري في تأسيس العمل الخيري التعليمي والإغاثي، وكان له نشاطه السياسي في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح في تعز وكان مسؤولًا عن دائرة التوجيه والإرشاد،وقد أبدع وأنجز.
كما كان له الأثر الطيب في كل المحافظات وكذلك في دائرة التعليم والتي أبدع فيها في باب القيم والأخلاق والمشاركة الفاعلة في نشر ذلك بين المعلمين والطلاب.
كما كان له دورٌ فاعلٌ في مواجهة الأفكار الحـ ـوثية السـ ـلالية العنصرية، وتوعية المجتمع وكذلك نشر التوعية بالثورة والجمهورية، والقيم الوطنية.
كان رحمه الله رجل الإنجاز؛ فما كلّف بعمل إلا وأتى به على أحسن مايكون.. لاتقف أمامه عقبات ولا معاذير.. ورغم هذه الأعمال الكثيرة والكبيرة التي كان يقوم بها وتأثيره في كل من يتعامل معهم، لكنه كان بسيطًا متواضعًا يألف ويؤلف، لايتطرق إليه التكلف، ولا يخالط عمله شيئًا من الأنا أو الغرور، ولايحب الظهور والأضواء وكان له برنامجه الخاص مع أسرته ومع جيرانه وحارته ومع قريته وأقاربه.
ورغم تجاوز سنّه فوق السبعين إلا أنه ظل نشيطًا منجزًا إلى آخر لحظة من حياته، فقبل مرضه كان معه برنامجه أيام الخميس والجمعة والسبت، إلا أنّه أصيب بجلطة ليلة السبت واستغرب الحضور كيف تخلف عن موعده وهو الذي لايتخلف عن موعده بل يأتي قبل الوقت، فتبيّن لهم أنه مريض وبهذا أثبت أن الهمم والعزائم لاتشيب مهما بلغ الإنسان من العمر فكان يحمل روح الشباب وأصحاب الهمم العالية إلى آخر لحظة في حياته.
عاش كبيرًا ومات كبيرًا رحمه الله.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم.
وتأتي على قدرالكرام المكارم.
وتعظم في عين الصغيرصغارها.
وتصغر في عين العظيم العظائم.
كان رجلًا عفيفًا زاهدًا لايسأل لنفسه شيئًا، ولايقبل أن يأخذ شيئًا أكثر من ماهو له، وعندما كلّف بمهمة لجمع تبرعات للجمعية التي كان فيها خارج اليمن فحصل على مبلغ شخصي غير المبلغ الذي فيه سندات سلّمه كاملًا، بل كان مجاهدًا بنفسه وماله وله دور في جمع التبرعات للمقاومة ودور في قضية غـ ـزة وفلسـ ـطين وجمع التبرعات لها حتى آخر حياته.
فلذلك كان قدوة يتمثل أخلاق القرآن في تصرفاته ومعاملاته وحياته.
ذلك هو الأستاذ العالم الداعية القدوة المعلم المربي محمد علي إسماعيل اليوسفي.
رحمه الله رحمة الأبرار وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا وعظم الله أجر الجميع، وعصم قلوب أهله وأحبائه بالصبر ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا اليه راجعون.