
في رحاب المربي القدوة، الأستاذ/ محمد علي اسماعيل اليوسفي رحمه الله تعالى كتب الأستاذ/ أحمد عبد الملك المقرمي هذه الأبيات:
رحاب الأولياء
قف في رحــاب الأولياء الأتقياء
و امْضِ على آثارهم في الاقتداءِ
ممن على درب النبي و صحــــبه
ساروا على نهج العقيدة و الوفاء
ما غــيروا ما بدلوا في نهـــجهم
إن الثـــــــــبات مَطيّة العظـــماء
قف في رحاب اليوسفي متأملا
لترى صــــفات الخير و الفضلاء
من عاش للـــــــه الكـريم مسَلِّماً
متوكلا في الصـــــبح و الإمْسَاء
كم لازم الميـدان يصحبه التُّقى
مثل الــــــــدواء مُنازِلا للــــداء
مَن يصحب القــــــرآن بَلّغ آيَهُ
أنعم به القــــــرآن كل شـــــفاء
يا خير من أعطى العـهود لـربه
وفّيت عــــهدك صادقا بصفــاء
يا خير كَفًّ أصْـفقت في نفسها
للــــــــــه أعطت نفسها بسخاء
قد كــــــنت توقن أن يدًّا فوقها
جَلّت، تُبــارك بيــــــعة بوفـــــاء
لله قد أعطيت نفــــسك مُخْبِتا
تمضي بهامٍ شـــــــــامخ و لـواء
إذْ كنت في الإصلاح تحمل رايةً
تُعلي بها قـــــــــــيم الهدى بنقاء
في الصف ثَبْتًا مثل طــود بـاذخ
لا تنثني بل شــــــــــــــامخ بإباء
للــه في ركـــــــب الدعاة مسيرة
فــــازت على الإغراء باستعصــاء
نفس التُّقاة على الطغـــاة عَصِيّة
تأبى على الإغـــــــــواء و اللأواء
درب التــــــــــجمع يا محمد رُمْته
لازمته أبـــــــدا بلا استحيـــــــــاء
بل كنت رقما في البنـــــاء مُرَسّخا
فكــــــــــرا منيرا طــــــــيب الآراء
كان التواضـــــــــع حُـــــلٌة أُلْبِسْتها
تـــــــاج الدعاة و حلة الكـــــــــبراء
و رحلت عنا و البـــــــــــلاد بمحنة
أرض الربـــــــــــاط تُحاطُ بالأعداء
صهيون يقصف أهلـــــــها و ديارها
و العُــــــــرب وَيْحَ العرب كالبلــهاء
و الغرب حَشّـــــــــد جنده و عتاده
كالــــــــذئب يُوْلَــع دائـــما بدمـــاء
من كل حَــــــدْبٍ يَنسلون بجمعهم
حقد الصلــــــيب يسيل من رَقْطاء
طـــــــــــوفان غزة لا يبالي جمعهم
فيه حـــــــــــــماس بنت عظيم بناء
هيهات تَخْــمد في الدُّنَــــــــا نيرانها
فحماس جـــــــيش مفعم بالْبَـــــاسِ
تَحْــــــدو الجميع لصفها في عٍـــــزّة
حـادِ الجــــــــــهاد يروم للأقــــــصاء
حادي حماس فوارس تُسقي العِــــــدا
طعـــــــنا على الأعقاب أو في الراس
في نهجها فــــــخر الحياة و عــــزها
و السيـــــــف جسر العزة القعســــــاء
أعلـــــــم أبا طارق بأن حديثنــــــــــا
يشجيك في السنـــــــــوار و الهيجاء
قد كان همك في حياتـــــــك غَــــــزة
تدعــــــــو لها إذ كنت في الأحيــــــاء
و اليـــــــوم فاعلم أنها منصـــــــــورة
و اللـــــــــــــــهَ أسأل لا يخيب رجائي
و اللــــــــــــــــهَ أسأل جــنة يُعْطيكَهَا
في الـــــــــروضة الفيـحاء في العلـياء