2025-06-09 6:52 م
إدارة الموقع
2025-06-09 6:52 م
قالوا عن الرحيل

شابَ في الدعوة ولم يشب عنها

كتبها الأستاذ/ عصام صالح

فتى الدعوة ورجُلها الكبير وشيخها العزيز يترجل.. الأستاذ محمد علي إسماعيل، كتب عنه الأستاذ عصام صالح هذه الكلمات بعنوان شابَ في الدعوة ولم يشب عنها

شابَ في الدعوة ولم يشب عنها

كساهُ الشيب وبلغَ به الكبرُ مبلغه، لكنّه ظل حاضرا في ميدان الدعوة بروح متوثبة وعزيمة شبابية لاحدود لها، يفتر الجميع ولايفتر.. يضعف البعض ولايضعف.. يتسلل اليأسُ إلى أرواح الكثير.. لكنها لم تجد طريقاً إلى روحه الفتية وكأنما كان يسابق العمر لينجز أكبر ويعمل أكثر وقد فعل رحمه الله

الأستاذ محمد علي إسماعيل

لقد وهب الدعوة جل وقته وباكورة عمرة وشبابه وشيبته وكبره ولم يتوقف وكأن به يصدق قول نجم الدين أربكان:

“سنظل نعمل حتى يتعبوا .. فإذا تعبوا سيجدوننا في قمة النشاط”

هاهو فتى الدعوة وكبيرها ورجُلها وشيخها يترجل اليوم تاركاً خلفه فراغاً لن تسده الأيام، يترجل شيخنا الجليل وأستاذنا الكبير تاركاً خلفه سفرًا مشرقًا من العطاء الدعوي والتربوي سيؤرشفه التاريخ كأحد أبرز رجالات الدعوة في محافظة تعز التي قضى عمره متنقلًا في أزقتها وشوارعها وأريافها حاملًا هم الدعوة، يعمل بصمت وإخلاص لامثيل له، وستبقى بصماته ومأثره خالدة كخلود الرسالة التي حملها منذ بواكير شبابه فرحمة الله تغشاه.

ظل هذا الشيخ الجليل والداعية الكبير يعمل بروح طرية في الدعوة إلى الله وبقلب أبيضٍ نقي وبهمة تذوب أمامها رخاوة المتقاعسين والمتثاقلين عن طريق الدعوة لم يثنه الكبر ولم تغيبه الأمراض ولم تعيق مسيرته تقلبات الزمان وكلما اشتدت الخطوب ازداد ثباتاً وتماسكاً وهمة تواقة للعمل فهو من يحضر ميدان العمل باكراً ويغادر أخيراً.

هذا ليس موتاً عابراً لشخص عابر، أو ذهاب عادي.. هذا انطفاء بالغ الفداحة كما يقول محمود ياسين هذا أفول كبير لايعوض لمجاهد وداعية ومصلح نسجت الأحداث الجسام شخصيته المثالية وتاريخه المشرق وعروج نحو السماء في الخالدين.

ما أعظمها من فاجعة تحل على الميدان التربوي والدعوي في محافظة تعز وهذا القائد القدوة يترجل عن صهوة الدعوة مرتحلاً إلى الله بعد عمر قضاه فيها مربياً وموجهاً وقائداً ومدرباً ومرشداً.

أيها الشيخ الجليل والرجل القدوة تشتاقك السماء، يشتاقك المكرمون الكاتبون، تسابيح المساءات والبكور، وصحائف الطاعات والدعوات والقربات والصدقات والصلوات والخلوات، يشتاقك النور والضياء وبشرى الرضى والارتضاء، يشتاقك الله يامجيئ الأنقياء الأتقياء كما نحسبك والله حسيبك، يالقدومك المهيب إلى الله وأنت من كنت أيقونة للعاملين المخلصين والدعادة الصادقين.

لكم كان مثابراً ومتفانياً ومحباً لميدان الدعوة.. كانت ترتسم على ملامحه وضاءة الصادقين ومهابة ووقار الصالحين وعزيمة المثابرين وهمة المخلصين وثبات المجاهدين المحتسبين.

لقد كان بلسماً يرمم ندوب الأرواح المتعبة التي هدها اليأس وتسلل إليها الضعف البشري.

لكم كان فقيدنا روحاً دعوية عالية وشخصية قيادية غزاوية من طراز الرعيل الأول المبارك.

فرحمة الله تغشاه وعظم الله أجر اولاده واهله ورفقاء دربه والوسط الدعوي والتربوي كافة.

لروحه الخلود وعليه السلام.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى