
يقال بأن “الحياة بدون أبّ تشبه الوقوف في منتصف غرفة لا يسمح لك فيها بالاستناد على شيء” وهو أصح تعبير يمكن له وصف الوالد محمد علي إسماعيل الذي قضى 75 عامًا من حياته وهو يسند كل من يلجأ إليه.
75 عامًا من حياة الوالد محمد علي إسماعيل رحمه الله
كان جداراً يستند عليه إخوته الأصغر منه سنا حتى رباهم وعلمهم وزوجهم.
كان جداراً يستند عليه زملاءه في الغربة حتى تعلموا وعادوا إلى بلادهم.
كان جداراً يستند عليه أبناؤه وبناته حتى رباهم وعلمهم وزوجهم الواحد تلو الآخر.
كان جداراً يستند عليه أقاربه أعمامه و أبناء أعمامه واخواله وأبناء أخواله في مشاكلهم وأحوالهم والصعوبات التي تواجههم.
كان جداراً يستند عليه طلابه وتلاميذه في دراستهم وتعليمهم و توظيفهم.
كان جداراً يستند عليه أبناء قريته في بناء المسجد وبناء المدرسة وشق الطريق وحل الخلافات والمشاكل الاجتماعية العامة والخاصة
كان جداراً يستند عليه قادة الدعوة و العلماء في نشر الوعي وتعليم الناس الخير.
كان جداراً يستند عليه رواد العمل الخيري في تأسيس الجمعيات الخيرية والتكافل الاجتماعي وتلبية حاجة الفقراء بالمعونات الغذائية والطبية والتعليمية والسكن الخيري.
كان جداراً يستند عليه الجميع في الشدة والرخاء في السلم والحرب في الأحزان والأفراح في الصغر والكبر في مراحلك العمرية كلها تجده يسندك ولا ينتظر منك جزاء ولا شكورا
هذا الجدار صمد طويلاً (بما يقارب 75 عاما ) من القوة والعزم حتى أنه قاوم امراض الكهولة بثبات وصبر قل أن تجد مثله.
هذا الجدار صمد خلال نصف قرن من العطاء والبذل والتضحيات متعلما ومعلما ومديرا للمدرسة وموجهاوخطيبا ومصلحا اجتماعيا ورائدا من رواد العمل الخيري ورغم ما حفلت به تلك السنين من الجهد والمشقة والصعوبات المختلفة إلا أنه كان متوكلا على الله في جميع أموره صابراً.
غايته احتساب الأجر من الله تعالى و وسيلته إلى ذلك الإخلاص في القول والعمل.