2025-05-22 8:56 ص
إدارة الموقع
2025-05-22 8:56 ص
تربية وتزكيةالإيمان والإسلام

عاقبة التهاون بـ المعاصي

إن الاستخفاف بالذنوب واستسهال فعل المعاصي والمنكرات من صفات المنافقين، وسبب للوقوع المعصية والذنب والاعتقاد انه ليس كبيراً وليس بالأمر الجلل وهو ما يجعل النفس تألف المعصية وتستصغر فعل الذنوب وتغتر بطول الأمل، ثم ينتهي الحال بالإنسان بموت قلبه ووقوع غضب الله سبحانه وتعالى علي وقد ورد عن بلال بن سعد (لا تنظُرْ إلى صِغَرِ الخطيئةِ، ولكن انظُرْ مَن عصَيْتَ)، من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها.

عاقبة التهاون بـ المعاصي

تعريف صغائر الذنوب:-  هي التي يعتقد الإنسان بأنها ليست بالأمر الهام، ولن تكون سبب للعقوبة في الدنيا طالما هي ليست من كبائر الذنوب ومن أمثلتها، استسهال التحدث بالسوء عن الغير، ظلم العباد وعدم إعطائهم حقوقهم، الكذب وعدم قول الحق وغيرها من الأمور.

حذر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، من محقرات الذنوب والتهاون في إتيان الذنوب والمنكرات، حيث قال (إياكم ومحقرات الذنوب، فإن مثل ما تحقرون من أعمالكم كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء هذا بعود وذا بعود حتى أشعلوا نارهم وأنضجوا عشاءهم، وإن محقرات الذنوب متى ما يؤخذ بها المرء تهلكه).

دلائل قدرة الله والنهي عن مُوالاة الكافرين

التهاون في فعل صغائر الذنوب أو استسهال ارتكاب ما يغضب الله، اعتقاداً بأنها أشياء صغيرة لا تؤثر في الإيمان والعقيدة، هو أمر خطير وقد حذر منه النبي في أكثر من موضع، حيث ورد على لسانه الشريف (يا عائشة! إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذنوب فإن لها من الله طالباً).

الذنوب تنقص الإيمان والتهاون ببعض المعاصي، يجر صاحبه إلى التهلكة، ثم يستسيغ فعل الذنوب بسهولة دون شعور بالذنب أو الندم، وبالتالي يسهل عليه الوقوع في الكبائر والإتيان بفواحش الذنوب.

إياكم ومحقرات الذنوب فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه، ومحقرات الذنوب هي الأفعال التي تغضب الله ويراها الإنسان صغيرة لا تستحق الرجوع عنها أو التوبة منها.

كيف شبه النبي عاقبة التهاون ببعض المعاصي

شبه رسول صلى الله عليه وسلم استصغار المعاصي بقوم اجتمعوا في واد، ثم أرادوا أن ينضجوا طعاماً لهم، لكنهم لم يجدوا حطباً يعينهم على ذلك.

فأتي كل رجل منهم بعود واجتمعوا حتى يضرموا النار، لكل عود النار الخاصة به، وبالتالي عند الاجتماع سوياً تنتج نيران كثيفة، قياساً على ذلك المعاصي ومحقرات الذنوب، التي يستصغرها الإنسان.

كلما زادت صغائر الذنوب، كلما أستسهل الإنسان المعاصي الصغائر، وبالتالي يسهل عليه السير في الطريق الضلال، ثم يقع في كبائر الذنوب ويتعرض لغضب الله، وبالتالي هذا يؤكد صدق عبارة عاقبة التهاون ببعض المعاصي أنها قد تكون سبباً للعقوبة.

الأسباب التي تجعل المعاصي الصغيرة كبيرة

  • التهاون ببعض المعاصي واستصغارها والإصرار عليها.
  • الشعور بحلاوة المعصية والتهاون في إدراك قيمة ستر الله.
  • المجاهرة بالمعاصي.

1ـ التهاون ببعض المعاصي واستصغارها والإصرار عليها: من الأسباب التي تجعل الإنسان يتهاون ويستحقر الذنوب، هو الإصرار على فعلها والإتيان بها اعتقاد منه إنها لا تستدعي غضب الله، كالتي لم يرد فيها عقوبة كبيرة وشروطاً للتكفير عنها، مثل كبائر الذنوب.

من القواعد الفقهية في ديننا الحنيف، إنه كلما رأى العبد الذنب عظيماً، صغر عن الله سبحانه وتعالى، والعكس صحيح إذا تهاون المسلم في المعاصي واستصغر الذنوب، كلما عظم الذنب أمام الله سبحانه وتعالى واستوجب عقوبته.

قال سيدنا أنس رضي الله عنه في حديث رواه الإمام البخاري (إنكم لَتعملون أعمالًا، هي أدقُّ في أعينكم من الشَّعَر، إن كنا لنعُدُّها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبِقات) المقصود هنا أن هناك من يستصغرون الذنوب ويعتقدون إنها بسيطة وغير مستوجبة لغصب وعقوبة الله، في نفس الوقت الذي يرى فيه الصحابة والتابعين نفس هذه الأمور من الفواحش الكبيرة والموبقات.

2ـ الشعور بحلاوة المعصية والتهاون في إدراك قيمة ستر الله : صغائر الذنوب تجعل العبد يستهل فعلها بحجة إنها لا تؤثر في إيمانه، ثم ينتهي به الحال وقلبه مستساغ المعصية، وبالتالي لا يدرك قيمة ستر الله له على معاصيه، ثم ينحدر للوقوع في الفواحش.

3ـ المجاهرة بالمعاصي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلُّ أمتي معافًى إلا المجاهرين)، من أسباب استصغار الذنوب والتهاون في الوقع ببعض المعاصي، مما يستدعي العقوبة، هو المجاهرة بفعل الذنب.

آثار الذنوب والمعاصي

  1. الحرمان من توفيق الله والبركة في الحياة والعمر.
  2. وحشة القلب والشعور بالحزن وعدم الراحة المستمر.
  3. هوان العبد على ربه وهوانه على الناس بسبب معاصيه.
  4. العزوف عن الطاعات وعبادة الله بشكل صحيح.
  5. تعكر القلب وفساده وعجزة عن التفريق بين الحق والباطل.
  6. زوال النعم والحرمان من السعادة.

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضوع عاقبة التهاون ببعض المعاصي أنها قد تكون سبب للعقوبة، إنه مر على قبرين يعذب فيه أصحابهما، ثم قال إنها لا يعذبان في كبيرا، أمَّا أَحَدُهُما فَكَانَ يَمشي بالنميمةِ، وأمَّا الآخَرُ فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَولِهِ.

نستنتج مما سبق أن استصغار الذنوب يؤدي في النهاية إلى هلاك العبد في الدنيا وحرمانه من ستر وتوفيق الله، والتعرض للآثار المترتبة على شؤم المعصية، وأيضاً عذاب القبر بعد الموت.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى