
يتسآل الكثير من الأشخاص المقيمين في دول أجنبية والعربية عن حكم أكل الأطعمة المشتبهة بالحرام وهل هناك شيء يمكن أن يميزها فيه؟ .. في هذه المقال تفاصيل سوف تجيب عن جميع استفساراتكم
حكم أكل الأطعمة المشتبهة بالحرام
الحكم هو :
- محرمة إذا كان هناك دليل جازم على خلطها بشيء محرم مثل لحم الخنزير، والدم، وذبح الحيوانات بدون ذكاة شرعية، ويحرم تناول الأطعمة لشخص كل ماله قد جُمع بالحرام.
- إذا شك الشخص مجرد الشك بدون دليل قوي على وجود شيء محرم فيها مثل لحم الخنزير، فمن الأفضل تجنبها حفظًا للدين، قال صلى الله عليه وسلم (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)
- المبالغة في الشك بالاطعمة بدون اي دليل أمر غير مستحب، لأن الأصل في الأطعمة هو الإباحة، والله اعلم.
- لا يجوز تناول الأطعمة إذا كانت مشتبهة بالحرام، وأقرب الى كونها محرمة، وإذا جزم الشخص أن الطعام محرم، وليس فقط عن طريق الوساوس، مثل التأكد من أن الطعام يحوي لحم خنزير، أو غيره من الأمور المحرمة، عندها يجب التوقف عن تناوله وتجنبه.
- ومن الأمور التي يجب معرفتها حول أصول تحريم الاطعمة هي أن الأصل هو الإباحة وليس العكس، ولا حرج من تناول الأطعمة ما لم يكن هناك بيان واضح وجازم أن هذه الأطعمة محرمة أو ممزوجة مع محرم، أما الشك فقط فلا يمكن أن يبنى عليه تحريم الأكل، وإذا كان الشخص يشك بشكل قوي من أن الأطعمة محرمة ومشبوهة، ويغلب عليه الظن عندها من الأفضل أن يتجنب تناول هذه الأطعمة حفظًا للدين.
- تناول الأطعمة المشبوهة لا يقتصر فقط على الأطعمة التي يشك الشخص بخلطها بنوع محرم من الأطعمة، إنما ينطبق أيضًا على تناول الطعام الحلال، والابتعاد عن المحرمات
- حيث أفاد الأئمة أن الشخص الذي كان كل مطعمه بالحرام، والظلم، وأكل أموال الناس بالباطل، فيحرم الأكل منه، أما إذا كان أكثر ماله حرامًا، وليس جميع ماله قد جُمع عن طريق الحرام، فهنا يختلف الأمر، ويختلف الفقهاء في التعامل معه، وتوصل الفقهاء إلى أن تناول الطعام عنده مكروه وليس محرمًا
- يختلف الفقهاء في أصل تناول الأطعمة من شخص ماله حرام، وتعددت الأراء، ولسنا بصدد ذكرها حاليًا، فمنه من رأى عن الشخص إذا زاد ماله الحرام عن الثلث، فيحرم كل ماله، والآخر رأى أنه إذا كان أكثر ماله حرام، فكله حرام، وأخر يجد أن تناول الطعام من شخص مطعمه حرام مكروه، لذلك نسأل الله عز وجل أن يلهمنا دائمًا ويعيننا عن الابتعاد عن المحرمات وتحري الطيب، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام “إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً) [المؤمنون: 51]. ]
هل حكم تناول الأطعمة المشتبهة بالحرام هو محرم
المحرم من الأطعمة هو الدم، الميتة، لحم الخنزير، وغيرها، وإذا وقعت في الماء ولم يبقى منها شيء تصبح حلالًا، لأن الأصل في الأطعمة هو الحلال وفقًا لما جاء به الفقهاء في الدين، ولا يمكن أن يطرح الطعام ويحلل بالشك فقط، ويرى ابن القيم أن الله عز وجل يخرج الخبيث من الطيب، والطيب من الخبيث، فإذا زال الخبث من الأطعمة، فينتهي التحريم، وإذا وقع فيها الخبث، فهي محرمة، وبحسب الشيخ ابن تيمية، لا يوجد دليل من الكتاب أو السنة على تحريم الأطعمة بشكل جازم إذا لم يكن هناك دليل واضح على وجود شيء محرم فيها مثل لحم الخنزير.
أي أن الشخص إذا كان يشك مجرد الشك بأن الطعام محرم، فلا يمكنه أن يحرمه من تلقاء نفسه، لأن أصل الاطعمة هو الحلال، ونستدل على ذلك من حادثة لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الرعية، بين عمر رضي الله عنه لرعيته حول بعض الأطعمة التي كانت عند الكفار، وأجاز لهم تناولها وأكلها، ومن ذلك الجبن، وذبائح بعض الطوائف فقد وصف الجبن لعمر رضي الله عنه حين أصابه المسلمون من المجوس فأكلوا ولم يسألوا فقال رضي الله عنه: اذكروا اسم الله عليه، وكلوه لذلك مثلًا في البلاد الاجنبية، من الأفضل أن يتأكد الشخص من سلامة الأطعمة التي يكتب عليها حلال، ويأكل ويتوكل على الله.
الأطعمة المحرمة في الإسلام
الأطعمة التي تحرم في الإسلام ويوجد عليها أي اشكال هي الأطعمة التي ذكر تحريمها في القران الكريم
- قال تعالى: ( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً )[المائدة:96]
- قال تعالى: ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ )[المائدة:3] [6]
- قال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ..)
ومن السنة الأطعمة المحرمة هي
- قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (كل مسكر خمر وكل خمر حرام)
- واتفق الأئمة على تحريم أكل لحم الخنزير بكل أنواعه
- تحريم اكل الدم لأنه نجس
- تحريم الخمر وكل ما هو مسكر
- أمثلة المشتبه بالمحرم
الاطعمة المشتبهة بالمحرم هي ثلاث مراتب
- المرتبة الاولى: ما يتأكد الشخص من حرمته، وهو محرم قطعًا
- المرتبة الثانية: هو ما يتأكد الشخص من أنه مباح، وهو مباح قطعًا
- المرتبة الثالثة: وهو ما يحتمل التحريم والإباحة، وهنا من الأفضل تجنبه، لكنه غير محرم
الأصل في الأطعمة هو طهارتها، والأصل في الحيوانات والأرض الطهارة ما لم يثبت العكس، والاستثناء من ذلك هو الخنزير بالطبع، وهذا لا خلاف عليه بين أحد، لكن بعض العلماء اختلفوا بلحم الكلب ، كما أن لحوم الحيوانات لا يجب أن تؤكل ما لم تتم بالذكاة الشرعية، وهي طريقة الذبح الإسلامية التي تحلل أكل الحيوانات كالغنم والبقر والإبل، والأصل في الدم هو نجاستها، والأصل في الميتة هو النجاسة، فلا يجب تناول الميتة، لأنه إذا مات الحيوان يحتبس الدم في عروقه ويتعفن، وبالتالي إذا تناوله الإنسان يمكن أن يصاب بأضرار صحية، وهذا من رحمة الله تعالى بنا، فهو لم يحرم أي شيء إلا وفيه مصلحة لنا، كما أن الأصل في كل شيء يضر بصحة الإنسان هو التحريم، مثل تناول النباتات السامة، أو الأطعمة المضرة بالصحة، والتي يمكن أن تؤدي لأضرار صحية جسيمة، مثال عليها السمك السام، أو العقارب، أو الحيات السامة، لأن الله لم يرضى للمؤمن أن يلقي بيديه إلى التهلكة.
والاشتباه في الأطعمة له أبواب كثيرة لا يمكننا التفصيل فيها جميعها مثل
- الشبهة بوجود لحم خنزير في اللحم
- الشبهة بطريقة ذبح الحيوانات بطريقة غير إسلاميه مثل خنق الحيوانات
- الشبهة في الذابح للحيوانات
- الشبهة في تناول لحوم الحيوانات المقتولة بالصعق الكهربائي، أو المسدس، أو الحيوان المخنوق، أو الحيوان الذي قتل عن طريق التخدير