2025-06-18 12:14 ص
إدارة الموقع
2025-06-18 12:14 ص
نوافذ الفكر والدعوةالفكر والدعوة

إلى ماذا يدعو الإسلام؟

يدعو الإسلام إلى السلام والتسامح، كما يدعو إلى نبذ الغلو ويأمر بالمحبة والخير والعيش المشترك مع أصحاب الأديان المختلفة من أجل نشر السلام وعدم حدوث المشاكل الدينية.

السماحة في الإسلام

دعا ديننا الحنيف إلى السماحة والتحلي بالخلق الطيب فهذا من خلق الإسلام نفسه، ومن مظاهر سماحة الله على عباده غفران الذنوب، وتيسير الأمور الدينية مراعاة ظروف عباده من خلال تخفيض التكاليف، وعدم حث العباد على المبالغة في الدين والدليل على ذلك قول الله تعالى:

  1. يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة: 185]
  2. مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة: 6]
  3. يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا [النساء: 28]

مظاهر سماحة الإسـلام

اتضحت سماحة الدين الإسلامي أيضا من خلال أحاديث وتوجيهات الرسول فقال صلى الله عليه وسلم ، وفيما يلي بعض مظاهر سماحة الإسلام:

  1. تيسير الدين ((إنَّ الدين يسر، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة، والروحة، وشيء من الدلجة  ))
  2. كما نهى رسولنا الكريم عن المبالغة في الدين، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هلك المتنطعون )) قالها ثلاثًا
  3. كما دعى النبي بالتخفيف في أمور الدين وعدم التثقيل فيها، فعن أبي مسعود رضي الله عنه، قال: ((أتى رجلٌ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط أشد غضبًا في موعظة منه يومئذ، قال: فقال: يا أيها النَّاس إنَّ منكم منفِّرين، فأيُّكم ما صلى بالنَّاس فليتجوَّزْ، فإنَّ فيهم المريض، والكبير، وذا الحاجة ))
  4. التبسيط في مناسك الحج وعدم التشديد فيها، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: ((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل، فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال: اذبح ولا حرج، فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، قال: ارم ولا حرج، فما سئل النَّبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قُدِّمَ ولا أُخِّر، إلا قال: افعل ولا حرج))
  5. التعامل مع غير المسلمين بسماحة وعدم إيذاء الآخرين، وشمل ذلك أوقات الحروب فحرم الله قتل النساء، والشيوخ والأطفال والعجزة، فعن بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا أمَّر أميرًا على جيش، أو سريَّة، أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوَّك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال -أو خلال-: فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم، وكفَّ عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام ))
  6. وأيضاً وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا فتحتم مصر، فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمةً ورحمًا))

آيات تدل على أن الإسلام دين تسامح

  1. قال تعالى (خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ)
  2. قال تعالى (ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ).
  3. قال تعالى (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)
  4. قال تعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا).
  5. قال تعالى (وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
  6. قال تعالى (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا)
  7. قال تعالى (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
  8. قال تعالى (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
  9. قال تعالى (وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها).

هل الإسـلام يدعو إلى الرهبانية و ترك الملذات؟

لا يعتبر الإسلام دين يدعو إلى الرهبانية وترك الحياة بل إنه دين متوزان ويسعي إلى عدم الإفراط والمبالغة في الدين، بل يجب الاعتدال والتوازن مع الفطرة البشرية الطبيعية مع المحافظة على تعليم الدين الإسلامي، رُوِيَ عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ دَخَلَهُ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ ، حَتَّى تَرَكَ النِّسَاءَ ، وَ الطَّعَامَ الطَّيِّبَ ، وَ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ تَعْظِيماً لِلَّهِ؟!

كمال قال ( عليه السَّلام ): ” أَمَّا قَوْلُكَ فِي تَرْكِ النِّسَاءِ ، فَقَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) مِنْهُنَّ.

وهذا دليل على أن الدين دين توزان واعتدال وليس إفراط، فيجب الاعتدال بين أعمال الدنيا والآخره بدون الإخلال بتعليم الدين، قال الإمام جعفر الصادق (عليه السَّلام): ” لَیْسَ مِنَّا مَنْ تَرَکَ دُنْیَاهُ لآِخِرَتِهِ وَ لَا آخِرَتَهُ لِدُنْیَاهُ”.

كما رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السَّلام): “اِعْمَلْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً وَ اعْمَلْ لاِخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَداً”، فلا رهبانية في الإسلام.

تعليم الأطفال التسامح

يجب الاهتمام بتعليم الأطفال التسامح الذي أمرنا به ديننا الحنيف ويمكن اتباع النصائح التالية لتعزيز روح التسامح في الأطفال:

  1. يجب على الآباء ممارسة التسامح أمام أطفالهم، فعادة الأطفال هي تقليد الوالدين، مما يجعل الأطفال يميلون أكثر إلى معاملة الآخرين باحترام عندما يرون الآباء تمارس التسامح وتقبل الآخرين كما هم.
  2. قراءة الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تدعو إلى التسامح أمام الأطفال مع شرحها بطريقة مبسطة.
  3. يجب الإجابة بصدق عن أسئلة الأطفال حول التنوع واختلاف الأشخاص في الدين أو اللون أو أي شئ، فهذا يساعد الأطفال على  تعلم التسامح و قبول الآخرين كما هم بدلاً من التظاهر بعدم وجود اختلافات.
  4. تعريض الأطفال لأشخاص من خلفيات عرقية وثقافية مختلفة.
  5. تصحيح معلومات الأطفال عندما يدلون بتعليقات غير صحيحة
  6. قراءة الكتب الدينية وقصص الأنبياء التي توضح التسامح في الدين هناك العديد من الكتب الرائعة الملائمة للأطفال والتي تعلم الأطفال عن التنوع وتقبل الآخرين كما هم.
  7. مشاهدة أفلام تعليمية مفيدة مع الاطفال مع مناقشة أي عناصر تنوع وتسامح تظهر أثناء مشاهدة هذه الأفلام.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى