2025-06-18 8:40 ص
إدارة الموقع
2025-06-18 8:40 ص
الإيمان والإسلامالإيمان والإسلام

أول ما دعا إليه الأنبياء

أول ما دعا إليه الأنبياء هو توحيد الله عز وجل الخالص والنهي عن الشرك وعبادته وحده دون سواه، وكل ما يخرج عن هذا المضمون فهو محدث ومبتدع ولا يمت لدعوة الأنبياء بصلة، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]

أول ما دعا إليه الأنبياء

اتفق الأنبياء جميعهم على مضمون واحد، وهو الدعوة لتوحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة، والنهي عن الكفر والفسوق، وارتكاب المعاصي والآثام والظلم، أي أن دعوة التوحيد ليست رسالة ابتدأها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، بل هي من رسالة سيدنا نوح عليه السلام وصولًا إلى نبينا الكريم

ولم يتفق الأنبياء في جميع الشرائع، بل اتفقوا في الأصل وهو الذي يبنى عليه الأمور الأخرى، هذا يعني أنهم جميعًا قد اتفقوا بالدعوة إلى الله الواحد الأحد، وتوحيده بشكل خالص، واختلفوا في العبادات التي تقرب إلى الله عز وجل، على سبيل المثال، شرعت الصلوات الخمس في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كي تقربنا إلى الله.

أي الأنبياء جميعهم دعوا إلى التوحيد، واتفقوا في أصول التوحيد، أما الفروع فتم فيها بعض الاختلاف، وبما أن دعوة الرسل هي توحيد الله، فأي شيء يخالف ذلك ناتج عن الأشخاص الذين قاموا بتحريف الديانات.

لأن الشخص العاقل لا يمكن أن يصدق أن الأنبياء دعوا إلى مخالفة توحيد الله عز وجل فقط، وألوهيته، وأنه لم يتخذ ولدًا سبحانه، بل من المؤكد لدينا عن طريق القران الكريم أن جميع الأنبياء ومنهم المسيح قد دعوا إلى توحيد الله، ويتجلى ذلك في خطاب المسيح لقومه، وقوله (وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ)، وجميع ما يخالف ذلك هو نتاج لتحريف من جاء بعده.

أول ما نهى عنه الرسل والأنبياء

نهى الانبياء عن الشرك، وذلك لعظيم ذنبه، وقول الله سبحانه وتعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا “{النساء:48}

دعا الأنبياء إلى توحيد الله عز وجل والإخلاص له، ونهوا عن الشرك، والشرك نوعان، الشرك الأكبر، وهو اتخاذ إلهًا آخر مع الله، وحبه كحب الله، وهذا الشرك مأواه النار ولا يغفر الله له، أو إنكار وجود الله، مثل مذاهب الإلحاد، أما الشرك الأصغر، فله أنواع كثيرة، ومن أبرز أنواعه الرياء، والأمثلة لا حصر لها مثل الخوف من غير الله تعالى، والتوكل على غيره والرجاء من سواه، والتأمل من سواه، والخضوع لشخص آخر غير الله كي يصل الشخص لمطالبه، والحمد لغير الله، أو الحلف بغير الله، ويمكن أن يكون الشرك الأصغر باب من الأبواب التي تودي صاحبها للشرك الأكبر.

وجميع الأنبياء دعوا إلى دين الإسلام، وإلى عبادة الله تعالى وحده، وطاعة الرسل واتباعهم، والمسلم الحق هو الذي يؤمن بجميع دعوات الأنبياء ويصدقهم جميعًا، وسبب الاختلاف الطفيف بين دعوات الأنبياء ليس في أصل العقيدة وهي التوحيد، إنما في طرائق العبادة، لأن الله أرسل لكل قوم ما يناسبهم ويناسب مصالحهم، وخص الله عز وجل كل نبي بقوم وزمن معين بما يتناسب معهم كي يبتلي ويمحص الخبيث من الطيب.

أي أن الأنبياء جميعهم دون استثناء دعوا إلى توحيد الخالق، والابتعاد عن الشرك، ويجب علينا احترام جميع الأنبياء وعدم التفضيل بينهم، أو التفريق بين الرسل والتفاضل بينهم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا تخيروني على موسى) متفق عليه.

دعوة جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

أساس دعوة الأنبياء هو توحيد الله عز وجل، وأول الأنبياء نوح عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد بعث الله لكل أمة رسولًا منهم، يهديهم إلى دين الحق، وعبادة الله وحده لا شريك له، ونشر فكرة أن عبادة كل ما سوى الله باطلة، بدءًا من نوح عليه السلام وإلى نبينا محمد.

وبما أن أصل الدين هو دين الإسلام، فإن ما يدل على هذا القول هو قول النبي عليه الصلاة والسلام (أنا اولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والاخرة، والأنبياء إخوة لعلات- الضرائر، فأولاد العلات هم الذين أمهاتهم شتى وابوهم واحد، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، هو دين التوحيد)

ودين التوحيد هو الدين الذي يوحد المسلمين، الذين يعبدون الله وحده دون شريك، ويذكرونه وحده في المساجد، وإذا حصل لهم أمر لجؤوا إلى الله وحده، وخشوا الله وحده، والله هو معبودهم دون سواه، ويبتغون فضلًا من الله ورضوانا، بينما من يلجأ إلى الشرك يفترق ويضيع، فنجد من يعبدون إلهًا اخرًا غير الله يختلفون مع غيرهم من المشركين ممن يعبد إلهًا مختلفًا عن إله المشركين غير الله، وكل جماعة تنفر من طاغوت جماعة مشركة أخرى.

ومن يخالف شريعة الأنبياء وما جاؤوا به، فقد فسد رأيه، وتناقض قوله وضحك على نفسه، وخالف الفكرة السليمة عندما اتخذ مع الله إلهًا آخر وخالف أساس دعوة الأنبياء، أما الإنسان العاقل فهو الذي يختار لنفسه ما اختاره الأنبياء ويتبعهم ويقتدي بنور الله عز وجل، لأن المعبود واحد، وهو الذي يستحق العبادة وحده دون سواه، ولا يجب على الإنسان أن يجعل معه شريكًا آخر، والعبادة لا تصلح إلا له.

هل يوجد اختلاف في ما دعا إليه الأنبياء

لا يوجد أي اختلاف في أساس الدعوة، حيث دعا جميع الأنبياء إلى العبادة الله تعالى وحده، وتوحيده والإخلاص له، والابتعاد عن الشرك الأكبر والاصغر، والرياء والرجاء من غير الله، والطلب أو الخوف من غير الله، ومن قام بذلك، فقد خسر الدنيا والأخرة، وخسر القرب من المولى عز وجل، ونيل رضا الله سبحانه وتعالى.

ولكل أمة من الأمم جعل اللهم لهم منسكًا خاصًا بهم، والفارق بين دعوة الأنبياء هو اختلاف أجناس الشرائع، فجميع الأنبياء اتفقوا على الأصل، وهو الوحدانية لله تعالى وحده، وإفراده بالعبودية دون سواه، لكن جاءت الشرائع مختلفة، لقول الله تعالى: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ (المائدة: 48) والمقصود من قول الله سبحانه وتعالى أن لكل أمة شريعة خاصة، وطريقة للوصول للحق واتباع رضوان الله، وسبيل يختلف بعض الشيء عن سبيل الأمة الأخرى، ومن قول النبي عليه الصلاة والسلام «الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ »

هذا يعني أن الأساس واحد وهو توحيد الله سبحانه وتعالى، وهو ما اتفق عليه الجميع، أما الفروع فهي مختلفة، ولكل أمة منسك كي يحدث تسابق في الخيرات وتسارعًا فيها.

 

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى