ماهي ميزات القصص القرآنية؟

الناظر والمتمعن في القرآن الكريم يجد أنه أولى اهتمامًا كبيرًا بالناحية القصصية، والتي تفكر الشخص وقام بحساب القصص لوجد عددًا كبيرًا من الآيات التي تضمنت على قصص الأنبياء، وقصص المؤمنين الصالحين وقصص الكافرين الذين هلكوا بسبب طغيانهم وظلمهم وتمتاز القصص القرآنية عن غيرها من القصص بمزايا عديدة منها:
خصائص القصص القرآنية
من الخصائص في القصص القرآنية أنها:
- مزج القصص: جمعت القصص في القرآن الكريم بين الصالحين وبين الطالحين، مثل قصص الأنبياء التي بينت العنت والمشقة التي دفعها الأنبياء في سبيل نصر الدعوة والرفض من القوم الكافرين، حتى أتى نصر الله، فأنزل على الذين كفروا عقابًا لا يرد
- التكرار: نجد أن كل قصة في القرآن تتكرر عدة مرات في سور مختلفة، وهذا الأمر يتم في كل مرة بأسلوب مختلف وتغير في طريقة العرض، كي تثبت القصة في ذهن القارئين، وتوقظ الغافلين، وقد أراد الله عز وجل بهذا التلوين والتجديد أن يصل إلى جميع الناس وترسخ القصة في أذهانهم ويأخذوا العبرة منها.
- ذكر القصة في مواضع مختلفة: لا يذكر الله القصة جميعها في موضع واحد، بل يوزعها على السور لحكمة بالغة، فهو يريد أن يكون القرآن كتلة واحدة، لا ينفصل بعضه عن بعضه الآخر، كي لا يأخذ الإنسان جزءًا منه فقط فيركن إليه ويهمل الجزء الباقي
- القصص القرانية حقيقة: القصص القرانية حقيقة ملموسة خالية من الخيال والتأليف ومن أصدق من الله حديثًا.
فوائد القصص القرآنية
- فوائد القصص الدنيوية هي: تزيد خبرة الشخص ويرى أخبار الناس في الماضي وكأنه عاصرهم، فتزيد بذلك معرفته ويحسن تدبيره.
- فوائد القصص الأخروية هي: أخذ الحكمة مما حدث في قصص القرآن الكريم، وكيف أهلك الله الظالمين ونجى الصالحين التخلق بالصبر والتحلي بمكارم الأخلاق عند المصائب والأهوال التي تقع بالإنسان نقل السامع إلى واقع آخر، يتخيله ويعيش تفاصيله بسبب هذه القصص فيترتب على ذلك تحريك النفس وتحفيزها إلى العودة للطاعات واجتناب السيئات.
- زيادة خبرة الشخص: يرى الإنسان الذي يتبدر بقصص القرآن الكريم كيف انتهى الحال بالملوك الذين عاثوا في الأرض فسادًا، كيف ذهبت أموالهم وفسدت أحوالهم في النهاية، فيتعلم بذلك ويأخذ عبرة بأن الصراط المستقيم هو المنجي، وهذا الأمر يزيد من عقلانيته، وتصبح هذه القصص قدوة يقتدي بها في مسير حياته.
- الحكمة: يجد العاقل اللبيب الذي يتدبر قصص القرآن الكريم كيف تقلبت الدنيا بأهلها، وكيف سلبت النفوس والذخائر فلم يبقي أحدًا من ملوك الماضي، ولم يسلم من الدنيا لا الغني ولا الفقير، فيكون هذا الأمر دافع كي يزهد الإنسان في الدنيا ويتزود للآخرة، ويعمل من أجل دار البقاء الخالية من هذه النقائص والمنغصات جميعها.
- التحلي بالصبر: العاقل الذي يجد أن مصائب الدنيا لم يسلم منها نبي ولا ولي ولا ملك ولا أحد من البشر يتعظ ويعلم أن ما يصيبه هو قدر محتوم ويجب عليه الصبر على المصائب.
أهمية القصص القرآنية
للقصص القرانية اهمية بالغة، فالعبر المأخوذة منها لا تعد ولا تحصى، وهي ليست فقط سرد لما مضى من اخبار الامم، بل من ورائها حكمة بالغة واهداف هامة وجليلة، قال تعالى: ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) {يوسف:111}
ولهذه القصص أهمية بالغة في:
توضيح مقاصد الدعوة إلى الله، وبيان أصول وتعاليم الشريعة، فقد قال سبحانه وتعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} (الأنبياء:25).
وللقصص أهمية شديدة في تثبيت قلب النبي وقلوب الأمة والثقة التامة بنصرة الحق، بالإضافة إلى تصديق قصص الأنبياء السابقين وتصديق النبي محمد عليه الصلاة والسلام بما أخبر به قومه من أحوال الأمم السابقة.
كما لها أهمية في الاعتبار من قصص الأمم السابقة، قال تعالى {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}، وبيان حكمة الله مما تضمنته القصص من أحكام دينية ودنوية، قال تعالى {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر، حكمة بالغة فما تغن النذر} (القمر:4-5).
الحكمة من ذكر القصص في القرآن الكريم
لا شك بأن كل آية في كتاب الله عز وجل يوجد من ورائها حكمة لأجل إصلاح حال البشر عقيدةً وسلوكًا، ولقصص القرآن الكريم حكمة بالغة وأغراض حكيمة وفوائد متعددة، والحكمة من ذكر القصص في القرآن الكريم مايلي:
- منهج للدعاة: الداعي يتعلم ويستمد دعوته من دعوة رسل الله الوارد ذكرهم في القصص، لأن القصص من أبرز الأساليب التي شرحت الإسلام وبينت رسالته ومزجت ورسخت تعاليمه في القلوب.
- تقرير عقيدة التوحيد: التدبر في القصص القرآنية يرشدنا إلى أن عقيدة التوحيد هي العقيدة التي دعا إليها الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين.
- معرفة أخبار الأنبياء السابقين: من الحكمة في ذكر القصص القرآنية هي معرفة قصص الأنبياء من أجل تكليل واستكمال شريعة الدين الإسلامي
- إثبات بشرية الرسل: بالرغم من اصطفاء هؤلاء الأنبياء، إلا أن القصص تثبت أنهم بشر بخلاف ما ينسب إليهم، وليسوا ملائكة، وهذا تثبيت للنبي محمد عليه الصلاة والسلام على من كذبه من قوم قريش الذين حاولوا نفي نبوته لأنه بشر يمشي في الأسواق ويأكل الطعام، وهذا تأكيد على رسالة خاتم المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام.
- تثبيت قلب النبي والأمة الاسلامية: من مقاصد القصص القرآنية هي تقوية المسلمين وتأكيد نصر الله وخذلان الباطل في النهاية وهلاك أهل الباطل.