فضل يوم الجمعة

في هذا اليوم المبارك، نتأمل فضل يوم الجمعة، الذي خصّ الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وفضّله على سائر أيام الأسبوع.
يوم الجمعة ليس يومًا عاديًا، بل هو عيد أسبوعي للمؤمنين، يحمل بين ساعاته فرصًا عظيمة للتقرب إلى الله، ولصفاء القلب وتجديد العهد مع الروح، زهو يوم تجتمع فيه القلوب على الذكر، وتغتسل فيه الأرواح كما تغتسل الأجساد.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة”.
من بين جميع الأيام، تشرق الشمس على الجمعة وكأنها تضيء طريقًا مختلفًا؛ طريقًا إلى الرحمة والمغفرة، إلى دعاء مستجاب، وخطبة تفتح العقل والقلب، وصلاة تُشحن بها الروح.
دعوة للتأمل
كيف نستقبل هذا اليوم؟ هل نُحسن الاستعداد له كما نستعد للمناسبات الكبرى؟ هل نملأه بذكر، وصلاة، ودعاء، وعمل صالح؟
وقد جاء في فضائل يوم الجمعة عدة أحاديث سنُعرّفكم عليها في هذه السطور:
أحاديث في فضل يوم الجمعة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله، فغدًا لليهود، وبعد غدٍ للنصارى…» (رواه البخاري).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها» (رواه مسلم).
قال رجل من اليهود لعمر بن الخطاب: لو أن علينا نزلت هذه الآية: {اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام دينًا} لاتّخذنا ذلك اليوم عيدًا. فقال عمر: إني لأعلم أيّ يوم نزلت، نزلت يوم عرفة في يوم جمعة. (رواه البخاري).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهنّ ما لم تُغش الكبائر» (رواه مسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم الجمعة، كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر…» (رواه البخاري).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ»… (رواه أبو داود والنسائي).
وقال صلى الله عليه وسلم: «من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغُ، كان له بكل خطوة عمل سنة، أجر صيامها وقيامها» (رواه أحمد والترمذي).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يُصلّي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه الله»، وأشار بيده يُقلّلها. (رواه البخاري).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «التمسوا الساعة التي تُرجى في يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس» (رواه الترمذي).
والله أعلم.