2025-07-12 10:19 ص
إدارة الموقع
2025-07-12 10:19 ص
نوافذ الفكر والدعوةالفكر والدعوةالإيمان والإسلامالإيمان والإسلام

محاسن الإسلام

محاسن الإسلام حواها دين عظيم، لم يتناول منها جزئيةً أو حُكمًا بالبحث والنظر إلا ظهرت لك عظمته واضحةً جليَّةً وبشكل باهر، فهو دين حوى من المحاسن والحِكم والمقاصد ما يدل على كمال منزلته وتمام علمه وحكمته وتدبيره سبحانه، وبما يشهد للرسول -صلى الله عليه وسلَّم- على صدقه ويدل على نبوته دلالةً قاطعةً لا لبس فيها ولا شك.

وهو بهذا المضمون الذي يكتنفه في كل نواحيه؛ سواء العَقَدية أو التشريعية أو التزكوية شاهدٌ بنفسه كذلك على كونه منظومة لا تضاهيها منظومة من حيث الصلاحية للبشرية، والقدرة على حل مشاكل المجتمعات الإنسانية كلها، مهما اختلفت جغرافيًّا وثقافيًّا وعرفيًّا. كما قال الشيخ “السعدي”: “فإن دين الإسلام الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- أكمل الأديان وأفضلها، وأعلاها وأجلها. وقد حوى من المحاسن والكمال والصلاح والرحمة والعدل والحكمة ما يشهد لله تعالى بالكمال المطلق، وسعة العلم والحكمة، ويشهد لنبيه -صلى الله عليه وسلم- أنه رسول الله حقا، وأنه الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى: {إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى} فهذا الدين الإسلامي أعظم برهان، وأجل شاهد لله بالتفرد والكمال المطلق كله، ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة والصدق) .

قيمة البحث في محاسن الإسلام

ومَن يفهم هذا ويعيه سيدرك حتما سبب اختيار الله لهذا الدين وارتضائه للناس منهجًا، ووصفه له بأنه نعمة للبشرية، كما هو الحال في قول ربنا: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}.

وقوله سبحانه: {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ}.

وقوله عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.

فموضوع محاسن الإسلام.. الحاجة إلى العلم به ماسَّة للمسلمين؛ لتقوية إيمانهم والثبات على دينهم أمام الشبهات والتشكيكات، وقد ذكر الشيخ “السعدي” من بين الفوائد المتعددة في معرفة هذا العلم ما نصه:

الناس يتفاوتون في الإيمان وكماله تفاوتًا عظيمًا، وكلما كان العبد أعرف بهذا الدين وأشد تعظيمًا له وسرورًا به وابتهاجًا كان أكمل إيمانًا، وأصح يقينًا، فإنه برهان على جميع أصول الإيمان، فهو دين مناسب للفطرة والنفس والعقل، ولم يترك فضيلة إلا أكد عليها ودعا إليها، ولا رذيلة إلا حذر منها ونهى عنها.

ولا تقل مخاطبة غير المسلمين بمحاسن الإسلام أهميةً عن مخاطبة المسلمين بها؛ فإن غير المسلمين إذا عرفوا محاسن هذا الدين الذي يدعون إليه، ورأوا عظمته وأدركوا بهاءه وتميزه وخصائصه العظيمة، فإنهم يدخلون فيه محبين مقتنعين مسارعين، إلا من منعه هواه.

والقاعدة المعلومة أن (الحكم على الشيء فرع عن تصوره). فغير المسلمين عند إحاطتهم بالإسلام بمعرفة محاسنه وإدراك حقائقه في هذا الجانب، مؤثر لا شك في تصوراتهم عن هذا الدين، وبالتبع مؤثر في استجابتهم للدعوة إليه ودرجة هذه الاستجابة.

قيمة “محاسن الإسلام” تزداد في عصر الأفكار

ما حاجتنا لمحاسن الإسلام؟

ونحن اليوم نعيش صراعًا في الأفكار والثقافات والأديان، وانفتاحًا في سوق الأفكار؛ فالبضائع الفكرية تقدم وتعرض ويدعى لها بكل وسائل الدعوة والتسويقk حتى صار بعض المسلمين يقع في نفسه شيء من الحرج أو الشك أو الحيرة تجاه بعض الأحكام الشرعية؛ لذا، كانت الحاجة الآن ماسَّة إلى الحديث عن محاسن الإسلام ، فلو تصدى للدعوة إلى هذا الدين رجال يشرحون حقائقه، ويبينون للخلق مصالحه، لكان كافيًا كفايةً تامةً في جذب الخلق إليه … فإنه في نفسه يدفع كل شبهة تعارضه … فإذا كشف عن بعض حقائق هذا الدين صار أكبر داع إلى قبوله ورجحانه على غيره.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى