2025-08-03 1:49 ص
إدارة الموقع
2025-08-03 1:49 ص
نوافذ الفكر والدعوةالفكر والدعوة

الإتيان الى المسجد بالروائح الكريهة .. حرام أم يبطل الصلاة

جاء حديث عن الإتيان الى المسجد بالروائح الكريهة، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أكل الثوم والبصل والْكُرَّاثَ فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تَتَأَذَّى مما يَتَأَذَّى منه بنو آدم»

والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل الثوم أو البصل قبل الذهاب للجامع، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا، وليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته)، لذلك لا يجوز للمسلم أن يتناول هذه الأطعمة قبل أن يصلي مع المسلمين لأنه بذلك يؤذيهم، فالمصلي إلى جانب الشخص الذي انتهى لتوه من التدخين على سبيل المثال لا يستطيع الخشوع في الصلاة بل يصبح جل همه كيف ينهي صلاته كي يبتعد عن الشخص الذي تفوح منه رائحة كريهة.

الإتيان الى المسجد بالروائح الكريهة .. حرام أم يبطل الصلاة

ولكن لا يبطل الصلاة، بل هو مكروه، وإذا دعت الحاجة لتناول هذه الاطعمة لجوع مثلًا، فمن الممكن، أما اذا قام بتناول الثوم والبصل لشهوة فلا ينبغي له ذلك لأن النبي نهى عنه، واذا كان تناول هذه الاطعمة حجة كي يغيب عن صلاة الجماعة ففي ذلك ذنب كبير.

وكل شيء له رائحة كريهة حكمه مثل حكم الثوم والبصل، وهذا الأمر ينطبق على المدخن أو الشخص ذو الرائحة الكريهة (مثل روائح التعرق)، لأنه بذلك يؤذي جليسه، ويكره أن يصلي صلاة الجماعة حتى يقوم بالتخلص من الرائحة.

أما التدخين فهو محرم ويجب على الشخص أن يتركه في جميع الاوقات وليس فقط في وقت الصلاة، لأن له اضرار كثيرة على الجسم.

الروائح الكريهة التي يكره دخول المسجد

نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الإتيان إلى المسجد لمن أكل الثوم والبصل والكراث، وروى البخاري (855) ومسلم (564) جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنَا – أَوْ قَالَ: فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا – وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ

وظاهر هذا الحديث هو التحريم، أي أن الإتيان إلى المسجد بعد تناول هذه الاطعمة حرام، وحتى إذا استمرت الرائحة الكريهة خمسة فروض أو ستة فروض فالأفضل أن يصليها في بيته، أما من كانت له رائحة فم كريهة أو رائحة إط، فيجب عليه علاج هذه الحالة وإذا كان مصابًا بمرض فيجب عليه علاجه، وهذا النهي ينطبق على الصلاة الحاضرة وغير الحاضرة.

وعندما تذهب الرائحة فلا بأس من الذهاب للمسجد، والأمر الذي يجب توضيحه هو أن تناول هذه الأطعمة حلال وليس حرام ولا مكروه مثل الثوم والبصل والكراث، لكن كرهها النبي لريحها، وإذا استطاع الشخص أن يتخلص من رائحتها يمكنه الذهاب للمسجد.

والخلاصة هي أن صلاة الجماعة واجبة، ولا تتم بتناول الثوم وما لا يتم الواجب به فهو واجب، وكل أمر يمنع الشخص من أن يؤدي الفرائض المطلوبة منه فحرام القيام به، كما يحرم على الانسان أن يأتي بالأفعال التي تمنعه من صلاة الجماعة مثل تناول الثوم متعمدًا كي تفوته الصلاة.

حكم الإتيان للمسجد بعد إخفاء الروائح الكريهة

إذا اكل الشخص البصل أو الفجل او الكراث، أو أي شيء آخر له رائحة كريهة يجب عليه أن يمتنع عن الذهاب للمسجد حتى يذهب الريح، والأمر بالطبع ينطبق على المدخن، أو الشخص الذي تفوح منه روائح التعرق أو الجزار الذي تفوح منه رائحة اللحوم المنتنة، فكل هؤلاء الاشخاص يجب ألا يقربوا الجامع حتى يتخلصوا من الرائحة.

يمكن أن يقوم الرجل بالتخلص من الرائحة من خلال تناول النعناع والبقدونس والهيل، أو بعض العلك التي تمحي الرائحة بالكامل، وبعدها يمكن الذهاب للمسجد لزوال العلة التي حدث فيها النهي وهي إيذاء المصلين والملائكة.

وإذا تناول الثوم أو البصل المطبوخ الذي لا رائحة له، أو تخلص من الرائحة، فيمكنه الذهاب للمسجد ويمكنه أن يكون إمامًا أو مأمومًا أو منفردًا، أما إذا بقيت الرائحة، فلا يجوز أن يدخل المسجد.

أما المدخن الذي يؤذي المدخنين برائحة فمه بعد التدخين، فإنه يؤذي بذلك المصلين، والشخص الذي ابتلي بعادة التدخين المضرة بالصحة يجب عليه إذا أراد الذهاب للمسجد أن يغسل لحيته وفمه ويديه بفترة تكون كافية للتخلص من رائحة الدخان، وإذا استطاع أن يتعطر فهذا أفضل، كما أنه من الأفضل أن يقوم الشخص بتغيير ملابسه العلوية لأن آثار الدخان تكون عالقة فيها.

والشخص الذي تفوح منه رائحة عرق مزعجة يفضل أن يستحم قبل الذهاب للمسجد وأن يغير ملابسه أو يستعمل مزيل للتعرق قبل أن يذهب للمسجد وذلك تجنبًا لإذاء المصلين بالروائح الكريهة.

لماذا نهى النبي عن الإتيان الى المسجد بالروائح الكريهة؟

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبدالوَارِثِ، عَنْ عبدالعَزِيزِ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: مَا سَمِعْتَ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ فِي الثُّومِ؟ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلاَ يَقْرَبْنَا -أَوْ: لاَ يُصَلِّيَنَّ مَعَنَا-.

نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الإتيان إلى المسجد بالروائح الكريهة لأن هذه الروائح مثل روائح الثوم والكراث والبصل والدخان تؤذي المصلين، فلا يجوز للمصلي أن يؤذي المصلين من خلال تناول هذه الأطعمة، وإذا أراد الشخص من خلال تناول هذه الأطعمة وجود حجة كي يتخلف عن صلاة الجماعة، فإن ذلك حرام، أما إذا اضطر لتناول هذه الأطعمة فالأفضل أن يصلي في بيته، وإذا أكل هذه الأطعمة لحاجة أو لوصفة طبية أو ما شابه ذلك فلا يوجد ضرر من ذلك.

وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام من الدخول للمسجد بعد تناول الثوم والكراث حتى لو كان المسجد خاليًا من الناس، لأن روائح هذه الأطعمة لا تؤذي البشر فقط، بل تؤذي الملائكة أيضًا، والملائكة تتأذى من الامور التي يتأذى لها الانسان، وإذا تناول الشخص هذه الأطعمة الأفضل أن يصلي وحده ولا يصلي مع المصلين، ولا يجب أن يتخذ عادة تناول الثوم أو غيرها لأن في ذلك جرأة على التخلف عن صلاة الجماعة.

لكن في حال الضرورة مثل الجوع فيجوز تناول الثوم وذلك وفقًا لما جاء من الاحاديث النبوية الشريفة، عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ، الْحَدِيثَ، وَلَهُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: لَمْ نَعُدْ أَنْ فُتِحَتْ خَيْبَرُ فَوَقَعْنَا فِي هَذِه البقلة وَالنَّاس جِيَاع، الحَدِيث، وَقَالَ ابن الْمُنِيرِ فِي الْحَاشِيَةِ: أَلْحَقَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا الْمَجْذُومَ وَغَيْرَهُ بِآكِلِ الثُّومِ فِي الْمَنْعِ مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: وَفِيهِ نَظَرٌ؛ لِأَنَّ آكِلَ الثُّومِ أَدْخَلَ عَلَى نَفْسِهِ بِاخْتِيَارِهِ هَذَا الْمَانِعَ، وَالْمَجْذُومُ عِلَّتُهُ سَمَاوِيَّةٌ، قَالَ لَكِنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مِنْ جُوعٍ أَوْ غَيْرِهِ يَدُلُّ عَلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَهُمَا»

 

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى