2025-06-09 5:09 ص
إدارة الموقع
2025-06-09 5:09 ص
الإدارة والقيادةكن رائدا

التفكير

التفكير هو أشق المهام ولعل هذا، السبب وراء عزوف الكثيرين عنه” هنري فورد. أما العقل Mind يعتبر بصفة عامة هو من أعظم نعم الله علينا إذ أنه مناط التكليف، وبه جعل الله الإنسان خليفته في الأرض. وهو أعظم النعم التي وهبها الله للإنسان بشرط ان نستخدم هذا العقل فيما يأتي لنا وللمجتمع بالخير والمنفعة

اولاً/ تعريف التفكير

 هو كل نشاط عقلي هادف مرن يتصرف بشكل منظم في محاولة لحل المشكلات وتفسير الظواهر المختلفة والتنبؤ بها والحكم عليها باستخدام منهج معين يتناولها بالملاحظة الدقيقة والتحليل وقد يخضعها للتجريب في محاولة للوصول إلى قوانين ونظريات.

ثانيا/ لماذا كان التفكير ضرورة حيوية؟

  1. لأن القران حث على ذلك لأجل:
    • ليستدل الناس على وجود الخالق المبدع فقد ذكر في القرآن (٣٠٢) آية تفصيل ذلك: التفكير والنظر في الآفاق (129) آية + في الأنفس(28) آية + في التاريخ (100) آية + التفكر في آيات الله (11) آبة + التفكر في خلقه (14) آية التفكر في القرآن (9) آيات قال تعالى : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ) آل عمران( ١٩٠- ١٩١)
    • ليعرف الناس ما نزل عليهم من الوحي: قال تعالى: (وأنْزَلْنا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إلَيْهِمْ ولَعَلَّهم يَتَفَكَّرُونَ) (٤٤)النحل
    • لأخذ العبر من التاريخ، قال تعالى : (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (176) الأعراف.
    • ليعلمنا القران الوقوف على بدايات الأشياء وجذورها، قال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} [العنكبوت:20]
    • ليعلم العباد كيفية منهجية البحث والنظر، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ...)
  2. لأن التفكير هو الذي يوجِد ميزة التنوع بين البشر في المستويات العليا.
  3. لوجود الظواهر السلبية التي تحتاج إلى دراسة وتفكير لمعالجتها، مثلا:
    • في المجتمع
      • الفقر.
      • الجهل.
      • الاستبداد.
      • التفرق.
      • الأنانية.
      • الظلم.
      • الاستخفاف بالإنسان.
      • ضعف فعاليات المبادئ مثل فعاليات الصلاة والصوم …
    • في داخل الصف، مثالا لذلك:
      • الخوف من العالم والانطواء.
      • التخلي عن المواقف الإيجابية تجاه الواقع.
      • ازدياد المواقف المبينة على ردود الأفعال.
      • التبرم من كل ما هو قائم ونقده دون تمييز.
      • ضعف الأفق والحيرة واليأس من انسداد السبل.
      • انعدام الحوار.
      • ضعف القدرة على إدارة العاملين وبالتالي ضعف القدرة على إدارة المجتمع.
  4. بداية عملية التفكير من أجل اكتشاف السنن قال تعالى: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) 137 أل عمران.
  5. بداية عملية تجسيد القيم في أشكال وأساليب عملية مثل الشورى، والوحدة، إغاثة الملهوف.
  6. التفكر روح إيجابية.

ثالثاً/ أقسام التفكير

ينقسم التفكير إلى قسمين هما العلمي والموضوعي وهذا شرحهما:

أولا/ التفكير العلمي

  • تعريفه: التفكير العلمي أو ما يسمى بالإنجليزية (Scientific Thinking)، يعني بمفهومه الأساسي ويدل على التفكير بمحتوى علمي ومستوى مجموعة عمليات منطقية تأتي في سياقه؛ كالتصميم التجريبي والاستدلال بالأسباب واستنباط الأفكار بالإضافة إلى تشكيل مفاهيم واجتياز فرضيات باختبارها وما يتبع لتلك الأمور حول إيجاد حل لقضية معينة، وقد سبق اهتمام القرآن به فقد ذكر في (291) آية
  • مواصفاته:
    1. التفكير العلمي نشاط مقصود وليس نشاط تلقائي.
    2. التفكير العلمي نشاط منظم وليس نشاط مفكك يتبع المنهج العلمي، ومن الخطوات التالية للتفكير العلمي:
      • ملاحظة منظمة للظواهر الطبيعية التي يراد بحثها.
      • التجريب.
      • الاستعانة بالقوانين الجزئية التي توصل إليها من قبله.
      • استخلاص النتائج
    3. الدقة والضبط.
    4. البحث عن الأسباب.
    5. التراكم المعرفي.
    6. الشمول.
    7. اليقين، قال تعالى (‏مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ..)النساء 157.

ثانيا/ التفكير الموضوعي

  1. تعريفه: هو مجموعه الأساليب والخطوات والأدوات التي تمكننا من:
    1. أولا من الوقوف على الحقيقة والتعامل معها على ما هي عليه بعيداً عن الذاتية والمؤثرات الخارجية،
    2. ثانياً القرآن يبني الخلفية التاريخية للموضوعية فقد ذكر في القران (11) مرة ويتلخص فيما يلي:
      • معرفة حدود الذات، قالت تعالى ( وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ) رد الله عليه (يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) قال نوح (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ( ٤٥- ٤٧) هود
      • التثبت، قال تعالى: (سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (27) النحل.
      • نبذ الإبائية، قال تعالى: (لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (الأنبياء – 54)
      • إنصاف الناس وعدم هضم حقوقهم، قال تعالى: (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ)( 85 )هود
      • النظرة التفصيلية وعدم التعميم، قال تعالى: (ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍۢ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍۢ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَٰلِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْـًٔا وَقِيلَ ٱدْخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ) التحريم _ 10
      • نقد الذات، قال تعالى: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (23 )الاعراف
      • المرونة الذهنية، قال تعالى: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا 79 وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا 80 فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) (٧٩-٨١) الكهف.
    3. التفكير العام.
    4. التفكير الشمولي.
    5. التفكير المتخصص.
    6. التفكير المتكامل.
  2. عمليات التفكير ثلاث عمليات:
    1. وجود المعلومات والخبرات المنظمة
    2. استخدام المعلومات والخبرات في معرفة الواقع وتشخيصه وتحليله و معرفة الأسباب التي أدت إلى السلبيات.
    3. تحويل الدراسة والتحليل إلى حلول عملية للمشكلات واسس عملية للنهضة والإصلاح.
  3. مظاهر الموضوعية:
    1. البعد عن الظن تتلخص بالنقاط التالية:
      • طالب القرآن الكريم أهل الكتاب و غيرهم من الكفار بالكف عن الجدال فيما لا علم لهم به، قال تعالى (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ…) (٦٥-٦٦) آل عمران قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ) (3-4) الحج
      • قرر القرآن الكريم عدم صلاحية الظنون في بناء المعلومات، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ)12 الحجرات
      • حث القرآن الكريم على التثبت قبل الإقدام على أي أمر، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) 6 الحجرات
      • أمر الله المؤمنين أن يستعملوا عقولهم في المجالات التي يمكنها أن تتوصل فيها إلى الحقيقة، قال تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا) (19) الزخرف، حيث أنه من الأعمال التي تجافي الموضوعية الحديث بكل ما يسمع الإنسان قال الرسول صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) البحر المحيط.
    2. التجرد من الأهواء:
      • بيّن القرآن الكريم أن كثيرا ممن ينكر الحقيقة بسبب الهوى قال تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ) 23 الجاثية
      • نهى القرآن الكريم عن الركون إلى بعض ما يقوله أهل الأهواء، قال تعالى: (وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم بَعْدَ ٱلَّذِى جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّۢ وَلَا نَصِيرٍ) (120)البقرة
      • أمر الله المؤمنين بإقامة موازين العادل وإن خالف ذلك ميولهم، قال تعالى: (يا ايها الذين امنو كونو قوامين بالقسط)( 135) النساء
      • بين القرآن الكريم أن الولاء يكون للمنهاج وإن خالف الهواء، قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) (216) البقرة
    3. الإنسجام الذاتي وهو موافقة القول العمل:
      • كذَّب القرآن الكريم اليهود بزعمهم بالقول و مخالفتهم للعمل قال تعالى ( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ…)(6-7 )الجمعة.
      • ذم الله النفاق لمخالفة الظاهر للباطن، قال تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) (145 )النساء.
      • كما ذم الله اليهود والمنافقين لوجود تناقض في سلوكهم وأنَّب المؤمنين أن يتناقض أعمالهم مع وأقوالهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ) الصف 2
      • ركزت تعاليم الإسلام على فضيلة الصدق، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) 119 التوبة
    4. المسؤولية:
      • يولد المرء بريئاً من الإثم ولا يعتبر مسؤولاً حتى يدان بعمله قال تعالى ( كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) 38 المدثر
      • وكما يولد المرء بريئاً من تبعات أعمال آبائه وأجداده أيضا ولا يحملهم تبعات أعماله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ) لقمان (33 )
      • يربط المسؤولية بالجزاء قال تعالى (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) (123)النساء
    5. مراعاة التكاليف الشرعية للطاقات:
      • لا يوجد في الإسلام تكاليف فوق الطاقة، قال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا…) 286 البقرة الأمثلة:
        • قصر الصلاة وجمعها في السفر.
        • الإباحة للمظلوم أن يدعوا على الظالم.
        • المسكوت عنه
        • التي جاءت الأحكام فيه مجملاً: صور العدل والشورى و أنظمة الحكم الإرادة لأنها تتغير باختلاف الزمان والمكان وأما الأحكام التي لا تتأثر بحركة الزمان واختلاف المكان جاءت مفصلة مثل العقائد والعبادات الشعائرية وبعد ذلك ترك باب التوبة مفتوحاً إلى اللحظات الأخيرة من حياة الإنسان
      • عدت الشريعة الغراء الغلو في الدين و الإفراط في التنسك تشويها لجمال الدين و إخلالاً بتوازنه وإعناتاً للخلق، ولذلك لا يختلف كثيرا عن التفلت في الدين وأحكامه السمحى قال تعالى ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ..) الحديد( 27) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قال وكيف يذل نفسه؟ قال يتعرض من البلاء ما لا يطيق) سلسلة الأحاديث الصحيحة، و عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال (كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا) صحيح مسلم، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قبّل إحدى نسائه وهو صائم فبلغ ذلك ناساً من أصحابه فكأنهم كرهوا ذلك وتنزهوا عنه فبلغه ذلك فقام خطيباً فقال: (ما بَالُ رِجَالٍ بَلَغَهُمْ عَنِّي أَمْرٌ تَرَخَّصْتُ فِيهِ، فَكَرِهُوهُ وَتَنَزَّهُوا عنْه، فَوَاللَّهِ لأَنَا أَعْلَمُهُمْ باللَّهِ، وَأَشَدُّهُمْ له خَشْيَةً) صحيح مسلم
    6. البعد عن الذاتية، ومن مظاهر البعد عن الذاتية:
      • وضح المنهج على مستوى القيم والمبادئ والأنظمة التي لا تخضع لاختلاف الزمان والمكان وجعلت المعايير التي يتعامل على أساسها الناس، قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم …) الحجرات 13
      • رسخ الرسول صلى الله عليه وسلم في أذهان الناس أنه من عباد الله كلفه بحمل الرسالة الخاتمة للعالمين قال تعالى (وما محمد إلا رسول….) آل عمران (44) وقال رسول الله صلى الله عليه سلم (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى) رواه البخاري
      • أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على بعض القيم التي كانت في الجاهلية مادامت تنسجم مع دعوته، الأمثلة:حلف الفضول حيث أكرم الرسول صلى الله عليه وسلم سفانة بنت حاتم الطائي، وحارب الرسول صلى الله عليه وسلم الأنانية بكل صورها، قال الرسول صلى الله عليه و سلم (من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا) مسند أحمد
    7. احترام الاختصاص مظاهر ذلك.
      • تحكيم أهل الاختصاص عند التنازع، قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {7}) الأنبياء
      • أن يفتي العالم في حدود علمه قال تعالى (قُلْ لا أقُولُ لَكم عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ ولا أعْلَمُ الغَيْبَ ولا أقُولُ لَكم إنِّي مَلَكٌ إنْ أتَّبِعُ إلّا ما يُوحى إلَيَّ) ( 50) الانعام
    8. الدقة، قال تعالى: (..وَلَا تَسْـَٔمُوٓاْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰٓ أَجَلِهِ…) البقرة ( 282 ).
    9. الإنصاف قال تعالى: (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) (113)آل عمران
      • عدم التعميم في إصدار الأحكام قال تعالى: (ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍۢ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍۢ ۖ)
      • الاعتراف للأخرين بما يملكون من خصائصه، قال الرسول صل عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) سنن ابن ماجة
      • الرسول صلى الله عليه وسلم يربي الناس على الإنصاف من أنفسهم قال الرسول صلى الله عليه وسلم (…فمَنْ أحبَّ منكم أنْ يُزَحْزَحَ عنِ النارِ ، ويَدْخُلَ الجنةَ ، فلْتَأْتِهِ منيتُهُ وهوَ يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ ، وليأْتِ إلى الناسِ ، الذي يُحِبُّ أنْ يُؤْتَى إليه ، ومَنْ بايَعَ إمامًا فأعطاه صفْقَةَ يدِهِ ، وثَمَرَةَ قلبِهِ ، فلْيُطِعْهُ ما استطاعَ ، فإِنْ جاءَ آخرُ ينازِعُهُ فاضربوا عُنُقَ الآخرَ… ) صحيح مسلم
    10. التعامل مع الحقيقة ومن مظاهرها:
      1. يوجهنا الإسلام إلى عدم الوقوف عند الصور والأسماء والأوصاف غير المؤثرة في النتائج، قال تعالى: ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ ..) 2 _ المنافقون، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم
      2. إعطاء الحقيقة ما يتناسب مع حجمها من الاهتمام والعناية ومعيار ذلك اهتمام القرآن، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ …) (1)آل عمران
      3. مواجهة الحقيقة بشجاعة وثبات، قال تعالى: (أحسب الناس أن يتركوا …..)2 العنكبوت
      4. الموازنة بين المصالح والمفاسد، قال تعالى: ( ولولا رجال مؤمنون…….) 25 الفتح، و قال الرسول صل الله عليه وسلم لعائشة ( لولا حداثة قومك بكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على أساس إبراهيم عليه السلام ) صحيح البخاري
      5. ترتيب الأولويات في القضايا التي تحتاج إلى معالجة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) المائدة

رابعاً تقويم الأشخاص

ومن ضوابط تقويم الأشخاص:

  • النظرة الإسلامية العامة للإنسان وقابليته للخير والشر، وأن وجود الخير أو الشر في أي شخص أو أمة إنما هو نسبي، قال عمرو بن العاص في وصف الروم (إن فيهم لخصالاً أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة، وأمنعهم من ظلم الملوك).
  • مراعاة اختلاف أحوال بني البشر، قال تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ) ال عمران
  • عدم التعميم في الحكم على الشخص أو الجماعة، قال تعالى {لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُون}[آل عمران:113]
  • الإنصاف: إن الإنصاف يحافظ على رؤية متوازنة للأمور
  • يكون ميزانا صحيح للأمة
  • ويكون إنصاف للموصوف
  • الواقعية، ومن مظاهرها:
    • الانشغال بالواقع، التعامل مع الواقع وإقرار الموقف بصورة مرحلية مثال: إباحية المتعة بالنساء ثم تحريمها.
    • تقدير العوارض والطوارئ في حياة البشر، فوضعت القواعد في الفقه الإسلامي لمعالجة ذلك، الأمثلة: قاعدة (رفع الحرج)، (المشقة تجلب التيسير)، (الضرورات تبيح المحظورات)

ظواهر لتطبيق هذه القواعد

  • اهتمام الشارع: فكلما كان اهتمام الشارع بالمطلوب الشرعي أشد احتجاج للتخفيف فيه أو إسقاطه.
  • تكرار الفعل ودوامه.
  • عموم الطلب وشموله لأفراد كثيرين مثل الاختلاط بالحج والعمرة.
  • مدى ما يلحق المكلف من ضرر في نفسه وماله أو حال من أحواله ( وتقدر الضرورات بقدرها ) ومن القواعد الواقعية وضوابط العذر بالجهل مايلي:
    • لا يعذر بالجهل بأصل من أصول الدين لوحدانية الله، الأمثلة: الرسالة والرسول.
    • لا يعذر المسلم بجهل المحرمات الأساسية المشهورة كقتل النفس.
    • يعذر من كان حديث عهد بالإسلام.
    • يعذر الجهل عذراً في المسائل الدقيقة التي لا تنتشر في صفوف العامة.
    • اعتبار الأعراف والعادات ما لم تصتدم بحكم شرعي مجمع عليه.
    • الاحتكام إلى الذوق العام مالم يخالف الشرع.
  • الوسطية، ومن مظاهرها:
    1. المستوى العقدي: والذي يمثل الوسطية من الفرق الإسلامية هم أهل السنة والجماعة، فيرون أن الإيمان هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح وموقف أهل السنة والجماعة من الصفات أن نصف الله بما وصف به نفسه و بما وصفه به رسوله بدون تشبيه ولا تعطيل ولا يبحثون في حقيقة الأسماء والصفات
    2. المستوى السلوكي البعد عن الغلو والتفلت.

 

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى