2025-06-20 4:30 ص
إدارة الموقع
2025-06-20 4:30 ص
فقه الدولة

أولو الأمر في القرآن الكريم

أولو الأمر من المصطلحات القرآنية ذات الدَّلالة الواسعة التي يدخل فيه كلُّ من له الحقّ في أن يُصدر لغيره أمرا، أو كل من كان له مقامٌ يؤهِّله أن يكون ذا تأثير على النَّاس سواء في محيطه القريب أو البعيد، ولا شكَّ أنَّ للمصطلح بعدا سياسيا أيضا لأنَّه متعلق بأولي الأمر من الحكام.

 (أولو) ذكر في القرآن الكريم كما يلي:

  1. أولو الألباب ( 179 ) البقرة .
  2. أولو الباب ( 197 ) البقرة.
  3. أولو الأمر ( 83 ). النساء.
  4. أولي الضرر ( 95 ) النساء.
  5. أولي الألباب ( 100 ) النساء.
  6. أولي القربى ( 113 ) التوبة.
  7. أولي بأس (5) الإسراء.
  8. أولو الفضل (22) النور.
  9. أولي القربى (22) النور.
  10. أولي الإربة (31) النور.
  11. أولي القوة (76) القصص.
  12. أولي أجنحة (1) فاطر.
  13. أولي الأيدي والأبصار (45) ص.
  14. أولي بأس شديد (16) الفتح
  15. يا أولي الأبصار (2) الحشر.
  16. أولي الألباب (10) الطلاق.
  17. أولي النعمة (11) المزمل.
  18. أولو الألباب (269) البقرة
  19. أولو الألباب (7) آل عمران.
  20. أولو الأمر (59) النساء.
  21. أولي الألباب (190) آل عمران.
  22. أولي الألباب (111) يوسف.
  23. أولو الألباب (19) الرعد.
  24. أولو الألباب (52) ابراهيم.
  25. وليتذكر أولو الألباب (29) ص.
  26. وذكرى لأولي الألباب (34) ص.
  27. انما يتذكر أولو الألباب (9) الزمر.
  28. أولئك هم أولو الألباب (18) الزمر.
  29. لأولي الألباب (54) غافر.
  30. يا أولي الألباب (100) المائدة.
  31. يا أولي الألباب (10) الطلاق.
  32. أولو القربى (8) النساء.
  33. أولو الارحام (75) الانفال.
  34. أولو الطول (86) التوبة.
  35. ألو بقية (116) هود.
  36. أولو قوة (33) النمل.
  37. ألو بقية (33) النمل.
  38. ألو العزم (35) الحقاف.

(الأمر) ذكر في القرآن كما يلي :

 الأمر بالمعروف

  • يأمرون بالمعروف (104) آل عمران . 37. قضي الأمر (41) يوسف .
  • يأمرون بالمعروف (110) آل عمران . 38. يدبر الأمر (2) الرعد .
  • ويأمرون بالمعروف (114) آل عمران . 39. بل لله الأمر جميعا (31) الرعد .
  • إلا من أمر بصدقة أو معروف (114) النساء . 40. لما قضي الأمر (22) إبراهيم .
  • وأمر بالمعروف (199) الأعراف . 41. وقضينا اليه ذلك الأمر (66) الحجر.
  • يأمرون بالمعروف (71) التوبة . 42. وإذ قضينا الى موسى الأمر (44) القصص.
  • وأمر بالمعروف (41) الحج . 43. من كل أمر (4) القدر .
  • وأمر بالمعروف (17) لقمان .

 جاء بمعنى الوعد :

  • آتى أمر الله (1) النحل .
  • حتى اذا جاء أمرنا (40) هود.
  • وظهر أمر الله (48) التوبة .
  • فلا ينازعنك في الأمر (67) الحج .
جاء بألفاظ أخرى :
  • وما أمر فرعون برشيد (97) هود .
  • فليحذر الذين يخالفون عن أمره (63) النور
  • فتنازعوا أمرهم بينهم (62) طه .
  • إذ يتنازعون بينهم أمرهم (21) الكهف .
  • لما قضي الأمر (22) إبراهيم .
  • إذ قضي الأمر (39) مريم .
  • ليذوق وبال أمره (95) المائدة .
  • ليذوقوا وبال أمرهم (15) الحشر
  • يدبر الأمر (3) يونس .
  • ومن يدبر الأمر (31) يونس .
  • لقد جئت شيئا امرا (71) الكهف .
  • وقضي الأمر (210) البقرة .
  • ليس لك من الأمر شيء (128) آل عمران .
  • وتنازعوا في الأمر (152) آل عمران .
  • قل ان الأمر كله لله (154) آل عمران .
  • هل لنا من الأمر من شيء (154) آل عمران .
  • لو كان لنا من الأمر من شيء ما قتلنا هاهنا (154) آل عمران .
  • وشاورهم في الأمر (159) آل عمران .
  • وأولي الأمر منكم (59) النساء .
  • وأولي الأمر منهم (83) النساء .
  • لقضي الأمر (8) ,(58) الأنعام .
  • ولتنازعوا في الأمر (43) الأنفال .
  • وقضي الأمر (44) هود .
  • واليه يرجع الأمر كله (123) هود .

أولو ذكرت في القرآن الكريم في (38 ) موضعاً مضافة لمسميات متنوعة مثل أولو القربى و ألو العزم … ولم يذكر أولو الأمر إلا في آيتين، الأولى ( 58 ) في معرض الطاعة لهم بعد طاعة الله ورسوله والثانية ( 83 ) النساء رد القضايا الإجرائية إليهم والى المختصين.

أولو الأمر:

أولاً: التعريف

هم أولو الأمر المذكورون بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} النساء59.

أولو الامر هم أصحاب الأمر الذين لا يخرج أمرهم عن أمر الله وأمر سوله المذكورين قبل ذكر أولي الامر في الآية.

والآن ما هو أمر الله الذي وجب علينا وعلى أولي الأمر أن نطيعه؟
  • قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90
  •  وقال تعالى : {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58.
  • ولذلك فان المعنيين بالآية في قوله تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ … } ، يقصد بهم من يأمرون بالعدل والإحسان ومن يؤدون الأمانات ومن يحكمون بالعدل.
  • أما إذا كان الحاكم يأمر بالفحشاء والمنكر فليس هو من أولي الأمر بل هو شيطان،  قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور21.

ثانياً: أولي الأمر يمثلون الشعب:

أولو الأمر هم من يعبرون عن أغلبية الناس، وليسوا بأولي الأمر من يجبرون الناس للامتثال لهم بالقوة وأما أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر فهذا يأتي بالمرحلة التالية لاختيارهم.

وأولي الأمر هم الذين أولاهم الناس إدارة شؤونهم فيستمدون شرعيتهم وسلطتهم من الناس أنفسهم أي أن الأمر آل إليهم بتفويض من الناس وليس بقوتهم، قال ابن عاشور: ( فأولو الأمر هنا هم من عدا الرسول صلى الله عليه وسلم من الخليفة إلى ولي الحسبة ومن قواد الجيوش ومن فقهاء الصحابة المجتهدين إلى أهل العلم في الأزمنة المتأخرة، وأولو الأمر هم الذين يطلق عليهم أيضا أهل الحل والعقد)

ثالثاً: أولو الأمر يشمل التخصصات المتنوعة

الأمثلة:

  • الاقتصاديون هم أولو الأمر في مجال تخصصهم.
  • الأطباء.
  • المهندسون.
  • الفقهاء.

رابعاً: أولو الأمر هم أناس عرفوا عن طريق الأمر وليس عن طريق شيء آخر:

فأولو الأمر هم أصحابه المنسوبون على الحقيقة له، أي ان أولو الأمر يعرفون او تم تعريفهم عن طريق الامر كما هو الحال مع أولو الألباب وألو العلم …

وان أولو الأمر جمع وليس له مفرد، فإذا قلنا ولي أمر فيكون جمعه (أولياء أمور)، وأولو الأمر ذكروا بصيغة الجمع، بينما ذكر الأمر بصيغة المفرد؛ فلم يقال أولي الأمور، وانما يقال أولي الأمر فهذا يدل على أن إدارة الأمر بصورة جماعية وليس فردية والأمر واحد وهو أمر الله تعالى، قال سبحانه وتعالى:  {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً{ 58 } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً {59 }

ويحذر الله عز وجل من الذين يتظاهرون بالإيمان والانقياد لشرع الله ولكنهم في حقيقة الأمر يتمردون على شرع الله ويصدون من يريد الاحتكام إليه ويتحاكمون بنفس الوقت الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا بهقال تعالى (اَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً } النساء85، 59 ، 60 .

وقال تعالى :{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً { 81 }أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً{ 82 وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }

فلنتدبر الآيات سالفة الذكر ولنتنبه إلى (يأمركم، وحكمتم، وتحكمون ) سنرى أن مدار الآيات ( 58 ) على أمر الله بتأدية الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل بين الناس الذي هو موجه لأصحاب الأمر، وليس بالضرورة للحكام فقط، بل يشمل الحكام والمحكومين، وهكذا يريد الله ألا نحتكم إلى الطاغوت كما فعل المنافقون وإنما نحتكم إلى أمر الله الذي أنزله في كتابه لأن مدار الأمر على اتباع ما أنزل الله في القرآن الكريم، والذي يمثل تطبيقه الفعلي الرسول صلى الله عليه وسلم، وهكذا فأولي الأمر يأمرون بأمر الله الذي أنزله في كتابه ولكنهم غير معصومون، والدليل هو أنه قال سبحانه وتعالى:{َفان تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ …} وهكذا فعند ما يتنازع الذين آمنوا (ومنهم أولي الأمر) فإن الرد يكون الى الله والرسول فقط وأما أولي الأمر ليسوا معهم لأنهم ليسوا معصومين من الخطأ بل هم مجتهدون.

   ملاحظة حول الرد في قوله تعالى: (فردوه)، الاختلاف غير التنازع حيث أنه في الاختلاف يتم الحكم الى الله فقط ولم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى : {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }الشورى10 .

وفي الآية ( 83 ) يذكر انه اذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف، كان الأجدر رده إلى الرسول وإلى أولي الأمر ، ولم يذكر إلى (الله) في هذه الآية، لأن هذا أمر من أمور الحياة وفرع من فروع الأحكام.

خامسا: أولو الأمر منكم المذكورين بالآية

من المؤمنين الذين يتحقق فيهم شرط الإيمان وحد الإسلام المذكور في الآية وإفراد الله سبحانه بالحاكمية وحق التشريع ابتداءا والتلقي منه وحده فيما نص عليه والرجوع إليه أيضا فيما تختلف فيه العقول والأفهام والآراء مما لم يرد فيه نص لتطبيق المبادئ العامة المنبثقة من النصوص القرآنية والنبوية.

والنص يجعل طاعة الله أصلا وطاعة رسوله كذلك بما أنه مرسل منه ويجعل طاعة أولى الأمر منكم تبعا لطاعة الله وطاعة رسوله فهي مستمدة من طاعة الله ورسوله وتكون طاعتهم في حدود المعروف والمشروع من الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما الطاعة بالمعروف) رواه البخاري ومسلم

إن منهج الاجتهاد هو كما يلي قال تعالى (فاِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} [النساء:59] رده إلى النصوص التي تنطبق عليه ضمنا فان لم توجد النصوص التي تنطبق على الحكم المختلف فيه، فردوه إلى المبادئ الكلية العامة في منهج الله وشريعته لأن منهج الله يتميز بالآتي:

  • منهج بريء من جهل الإنسان وهواه وضعفه وشهوته
  • منهج صانعه هو صانع هذا الإنسان الذي يعلم حقيقة فطرته وحاجاته.
  • منهج صانعه هو صانع هذا الكون الذي يعيش فيه الإنسان
  • منهج يجعل لعقل الإنسان مكانا للعمل بالمنهج.

الآل

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى