2025-08-02 2:28 ص
إدارة الموقع
2025-08-02 2:28 ص
نبضات المحبين

صديق منذ الطفولة (1)

عبده سلاَّم حزام

اخواني الأعزاء يشرفني أن أتحدث عن الاستاذ محمد علي اسماعيل الذي جعله الله تعالى نبراساً لنا في الريف سابقاً، وفي المدينة لاحقاً قبل أن يوافيه الأجل، وسأحاول التحدث عنه بقدر ما تسعفني ذاكرتي حول مواقف من حياته ومعايشتي له في مختلف مراحل عمري، فكان صديق منذ الطفولة ورفيقاً إلى آخر عمره.

صديق منذ الطفولة

هذا الرجل الذي يحمل هماً نحو أمته، ونحو نشر العلم والتعلم يسعى ليل نهار، وذلك كان حلمه منذ أن بدأ يتعلم.

منذ الطفولة كان هذا الرجل لا يتكلم ببذاءة مهما وقع بينه وبين الأطفال من خصومه فلم أسمع منه كلمة واحدة سيئة!!  كأن الله قد هيأه ليكون أحد رجال الدعوة الإسلامية، وكان محبوبا منذ صغير حتى ترعرع ودخل المدرسة، حيث نشأ في أسرة مستقيمة فوالده كان قاضياً متعلماً والناس يلتفون عليه من كل مكان.

 عندما توفي والده بقي جده يرعاه ويتابع تعليمه، حيث أرسله إلى قرية حُجَرَة فهناك الشيخ محمد مسعود رحمه الله، فكان يذهب إليه لدراسة العلم الشرعي ثم يعود يومياً عبر طريق جبل ثمران ويقطع مسافة 4 كيلو متر أو أكثر طلوعا ونزولا في طريق وعرة.

مما عرفت عنه أيضاً أنه كان يثابر ويتعب ويجد في طلب العلم فأعطاه الله حسب ما يتمناه، بعد ذلك جاء الأستاذ عبد الواحد عبد الله نعمان رحمه الله وقد بذر وأنشأ مدرسة في قريتنا بني يوسف، وكان الأستاذ عبد الواحد يُدرس فيها، ثم بعد ذلك أنشأ مدرسة الإشعاع هو والحاج محمد غالب رحمها الله، وغرسوا غراساَ طيباً من الشباب المتعلم، فكان من ضمنهم الأستاذ محمد علي إسماعيل.

 كان يواظب على حضور دروس التفسير للأستاذ عبد الواحد في مسجد النجيد، وفي إحدى المرات دعاني لحضور تلك الدروس في المسجد حيث كنت صديقه المقرب والملازم له دائما، وثالثنا عبده عبد الله رحمه الله الذين كنا نرافقه وندرس معه في قرية حجرة عند الشيخ محمد مسعود كما بينت سابقاً.

حاول إقناعي بشتى الطرق لدخول المسجد والمواظبة على دروس التفسير وفعلاً دخلت المسجد وبدأت أتعلم التفسير لكن وقعت مشكلة، حيث وسوس لنا شياطين الإنس وأقنعونا بأن دروس التفسير في المسجد ليست لوجه الله، إنما أمريكا وضعته هنا لكي يدرس باسم الإسلام ويستلم راتبه من أمريكا، _هكذا أقنعونا_ بل علمونا أن نحدث مشاكل في المسجد أثناء حلقة التفسير! فنفذنا ذلك للأسف وتأذوا منا كثيرا حيث كنت في مقدمة مثيري الشغب في المسجد.

 بعد المشكلة التي أحدثناها في المسجد اجتمع الاستاذ عبد الواحد رحمه الله والأستاذ محمد علي إسماعيل والحاج سيف والحاج محمد عبد الله حساني في بيت طاهر رحمه الله، وكان القرار أن يطردوني من المسجد نهائياً! لكن الأستاذ محمد علي إسماعيل حفظه الله ورعاه تصدى لهم وقال: لا ولن نطرد عبده سلام.. أنا أضمنه أمامكم ولا تكلموه أبداً عن الطرد، فأنا سأتولى أمره..  فوافقوا على ذلك، وجاءني اليوم الثاني يحاورني ويناقشني ويدعوني للهدوء وعدم إثارة المشاكل في المسجد..  فتأثرت بكلامه واستجبت له وكان سبب عودتي إلى المسجد مرة أخرى.  

تعززت صداقتنا أكثر، وكنت ألازمه دائما انا والأخ محمد عبد الله إسماعيل حيث كنا ننام في بيته، وكان يحثنا على قيام الليل والصلاة جماعة في المسجد خاصة صلاة الفجر.

استمرينا على هذا النشاط لعدة أشهر، ثم بدأنا نحفظ القرآن. فحفظ هو القرآن كاملا وأنا حفظت حوالي 15 جزءا.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى