2025-06-18 8:43 ص
إدارة الموقع
2025-06-18 8:43 ص
نوافذ الفكر والدعوةالفكر والدعوة

الروح

إن الروح من المخلوقات العظيمة التي خلقها الله سبحانه وتعالى، وقد كرم الله الروح وأثنى عليها في القرآن الكريم في عدة مواضع، ووظائفها رفيعة، أما النفس فغالب اتصالها بالبدن.

أولا/ تعريف الروح

فهي من المعاني التي استأثر الله بعلمها ولم يجعل للإنسان سبيلا إلى معرفتها قال تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا} [الإسراء:85]

  1. ومادة (روح) ما به حياة النفس يؤنث ويذكر ويجمع وقد قال بعض العلماء (الروح) جسم لطيف أجر الله العادة بأن يخلق الحياة في البدن مع ذلك الجسم
  2. قال ابن سيناء: الروح لطيف متحرك صاعد لا يحتاج إلى تنكيس وعائه حتى ينضب
  3. قال الغزالي (الروح جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني فينشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن وجريانه في البدن وفيضان أنور الحياة والحس والبصر والشم منها على أعضائها

ثانيا/ معاني الروح:

أولا معنى الروح وردت بالمعاني الآتية:

  1.  الروح بمعنى الملك الذي ينزل الوحي على الأنبياء، قال تعالى {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين} [الشعراء:193] +(٨٧) البقرة+(١٠٢) + (2) النحل+(٢٥٣) البقرة+(١١٠) المائدة
  2. الروح بمعنى الوحي والكتاب والنبوة الذي يبلغه الله على الرسل، قال تعالى {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاَق} [غافر:15] + 102 النحل
  3. الروح بمعنى أرواح بني آدم، قال تعالى {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفًّا لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ:38]+ (١٧١] النساء+ (٩١) الانبياء + (١٢) التحريم + (٧٢) ص +٢٩ الحجرات +(٩) السجدة
  4. الروح بمعنى الفرج والرحمة والتنفس بعد الكرب، قال تعالى {يأبني اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون} [يوسف:87]
  5. الروح بمعنى النور الذي يقذفه الله في قلوب المؤمنين أو القرآن المجادلة، قال تعالى {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون}[المجادلة:22]
  6. الروح بمعنى كل كلم تكلم بها ربنا فهو روح، منه قال تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم} [الشورى:52] {صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُور} [الشورى:53]
  7. الروح وهو الملك الذي نفخ في مريم لتحمل بعيسى عليه السلام، قال تعالى {فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم:17]
  8. الروح الذي أيد ألله به عيسى عليه السلام، قال تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُون} [البقرة:87] +٢٥٣) البقرة
  9. الروح بمعنى الحياة التي يكون بها قوام الكائنات، قال تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا} [الإسراء:85]
  10. الروح بمعنى الراحة في الجنة، قال تعالى {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيم} [الواقعة:89]
  11. الروح بمعنى القدرة الأهلية على الخلق، قال تعالى {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِين} [الحجر:29]
  12. الروح بمعنى نفخ الملاك عليه السلام في الجنين في داخل الرحم لتبعث في بدنه حياة مستقله عن حياة الأم، في الحديث الذي رواه البخاري ( إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفةً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يُرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويُؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد)

ثالثا/ أهميتها

  • فقد ذكرت في القران الكريم (23) مرة
  • والحكمة من إخفاء علمها عن المخلوقات أن يتأمل الإنسان ويتحقق أن الروح التي جعل الله بها الحياة والراحة والقوة والقدرة والحس والحركة والفهم والفكر والسمع والبصر هي من أمر الله وهو يعايشها ويباشره مدة حياته وطول عمره ومع ذلك لا يصل علمه إلى شيء من حقيقتها وإدراك معرفتها فكيف يطمع بالوصول إلى حقيقة خالقها وبارئها، قال تعالى {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير} [الأنعام:103]

رابعا/ وظائف الروح

  • الربط بين عناصر المادة الظاهرة في الإنسان والطاقة الكونية الغير محددة (الروح الإلهية) والتي تسيّر الوجود كله بنظام دقيق.
  • التأييد للرسل والأنبياء، قال تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُون} [البقرة:87] + 253البقرة) + (110) المائدة
  • تثبيت للمؤمنين، قال تعالى {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين} [النحل:102]
  • إنزال الوحي إلى الأنبياء والرسل، قال تعالى {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُون} [النحل:2] + (193) الشعراء + (15) غافر

خامسا/ غذاءها

  1. الشعائر التعبدية.
  2. القرآن الكريم.
  3. الأذكار القلبية والقولة والعملية.

الإيمان.. من المظهر إلى الجوهر

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى