الإيمان والإسلامالإيمان والإسلام
الروح في الاسلام
الروح التي بها حياة الإنسان لم يرد عنها في القرآن الكريم سواء قوله تعالى (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) والروح هي شيء يبعثه الله تعالى في جسم الإنسان فتكون به حياته وإذا انتهى به أجله خرج من جسمه فكان موته
أولا: تعريف الروح
- الروح: هي ذات قائمة بنفسها ذات طبيعية معنوية غير محسوسة أو ملموسة.
- تعريف ابن القيم: جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك يسري في الأعضاء سريان الماء في الورد
ثانياً: حقيقة الروح
قال تعالى (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) الاسراء (٨٥).
فهي نفخة علوية بواسطة الملك الكريم وهي مخلوقة محدثة قطعا بعد أن لم تكن وليست جزء من الله وهي بهذا معنى عام تحقق به شيئان:
- أولهما الحياة فتحول الطين اليابس إلى حي متحرك يأكل ويشرب ويحس وهذا قدر يشترك فيه الإنسان مع غيره من المخلوقات الحية، ولذا تسمى. (ذوات الارواح)
- ثانيهما: المعنى الذي به تميز الإنسان عن الحيوان، وصار عنده قابلية واستعداد للتعقل والفهم والإدراك، وهو قد حدث بالنفخة ذاتها وليس بشيء آخر،
لأن النفخة علوية ملائكية تحقق بها الأمران:
- أمر الحياة العادية الموجودة في سائر الأحياء
- وأمر التميز الخاص الذي به تفوق الإنسان عن بقية المخلوقات وهو موجب السجود لآدم والتكريم والاستخلاف.
ثالثا: مكانة الروح في القرآن:
وردت في القرآن بعدة معاني، وهي كما يلي:
- ورد بمعنى الفرج والقوة والقدرة قال تعالى (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله) يوسف (٨٧)
- وردت بمعنى الخلق أو الرحمة قال تعالى. (إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه..) النساء (١٧١)
- وردت بمعنى الراحة والاستراحة ولذة النظر إلى وجه الله قال تعالى (فروح وريحان وجنه نعيم) الواقعة (٨٩)
- وردت بمعنى الوحي والنبوة قال تعالى (ينزل الملائكة بالروح من أمره……) النحل (٢) +غافر (١٥) + الشورى (٥٢)
- وردة بمعنى الإيمان والهدى والبرهان والحكمة قال تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه…) المجادلة (٢٢)
- وردت بمعنى ملك مقرب أو جندي من جنود الله قال تعالى (ولقد اتينا موسى الكتاب وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس …) البقرة (٨٧) + المائدة (١١٠) + النحل (١٠٢) + مريم (١٧) + الأنبياء (٩١) + الشعراء (١٩٣) + المعارج (٤) + النبأ (٣٨) +القدر (٤)
- وردت بمعنى صفة لعيسى ابن مريم قال تعالى {يأهل الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلا} [النساء:171] +التحريم (١٢)
- وردت بمعنى مخلوق متصل بالبدن قال تعالى (ثم سواه ونفخ فيه من روحه) السجدة (٩) + الحجر (٢٩) + ص (٧٢)
رابعاً: مكانتها في السنة
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدان بها فيقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من قبل الأرض. صلى الله عليك وعلى جسدك كنت تغمرينه، فينطلق به إلى ربه ثم يقول انطلقوا بها إلى آخر الأجل وإن الكافر إذا خرجت روحه فيقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض فيقال انطلقوا بها إلى آخر الأجل) رواه مسلم.
- وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث المعراج (فلما علونا إلى السماء فإذا رجل عن يمينه أسْوِدَة وعن شماله أسْوِدَة قال: فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى قال مرحبا بالنبي الصالح الابن الصالح قال: قلت يا جبريل من هذا قال: هذا آدم صلى الله عليه وسلم وهذه الأسْوِدَة عن يمينه وشماله نسم بنيه قال هل اليمين أهل الجنة والأسْوِدَة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى) الأسْوِدَة (هي الجماعات المتفرقة) رواه
- وسُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشهداء؟ فقال: أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقه بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأتي إلى تلك القناديل. فاطلع عليهم ربهم اطلاعه فقال: هل تشتهون شيئاً قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يٌسألوا قالوا يأرب نريد أن ترد أرواحنا وأجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجه تركوا) رواه مسلم.
مواقف عن الروح
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما من أحد يسلم على إلا رد الله علي روحي حتى أرد) رواه أبو داود.
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب قتلى بدر فقال له عمر رضي الله عنه يا رسول الله كيف تكلم أجساداً لا روح فيها
- قال: الرسول صلى الله عليه وسلم ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غيرأنهم لا يستطيعون أن يردوا عليّ شيئا) صحيح مسلم
- وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الميت بعد دفنه فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولّوا عنه (مسند أحمد).
