2025-06-09 8:46 ص
إدارة الموقع
2025-06-09 8:46 ص
الإدارة والقيادةكن رائدا

الإرادة

الإرادة هي تصميم واعٍ على أداء فعل معين، ويستلزم هدفاً ووسائل لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى العمل الإرادي، وليد قرار ذهني سابق. أوضح إنجلز أن حرية الإرادة لا تعني شيئاً إلا المقدرة على اتخاذ القرارات بمعرفة الذات. ويكيبيديا

أولاً/ تعريفها

يقصد بـ الإرادة بأنها تصميم واع على أداء فعل معين ويستلزم هَدَفهَا ووسائل لتحقيق هذا الهدف

الفرق بين الإرادة والمشيئة.

  • الإرادة: طلب أو رغبة فإن ساندها الفعل تتحول إلى مشيئة (إيجاد أو تحقق) والله قادر على كل شيء قال تعالى (إِنَّمَا قَوۡلُنَا لِشَيۡءٍ إِذَآ أَرَدۡنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ) النحل ٤٠، وقال تعالى: ( إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) هود ١٠٧
  • ولكن الإنسان غير قادر على كل شيء، ولذلك فقد يريد الإنسان شيئاً ويسعى له ومع ذلك لا يتحقق أي لا يصير مشيئة (لقصور في سعيه أو لأن الله لم يشأ هذا)، وكل شيء في هذا الكون بمشيئة الله ولكن الله سبحانه شاء لنا أن تكون لنا إرادة ومشيئة قال تعالى ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ..) ٢٩ الكهف، وقال تعالى ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا …) ٩٩ يونس ولذلك فقد يريد الله منا أن نفعل شيئاً ولكن لأنه أعطانا حرية الاختيار فهو لن يشاء هذا الشيء لنا (أي يجبرنا على فعله) ولذلك نجد أن الله كذَّ قول المشركين إن كفرهم هو بمشيئة الله، قال تعالى ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا ) الأنعام (١٤٨) + (٣٥) النحل وفي الآية التالية نرى تضارب إرادة الله وإرادة بعض الناس، قال تعالى (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) النساء ٢٧
  • فالله يريد لنا الإيمان قال تعالى (يريد الله ليبين لكم ويهديكم..) ٢٦ النساء ولكنه لم يشأ لنا (أي يجبرنا عليه) بل ترك هذا لاختيارنا ومشيئتنا قال تعالى (وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ..) النحل ٩٣، وهكذا نفهم قوله تعالى ( تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) الإنسان ٣٠
  • وبعد أن نختار الهداية علينا السعي في هذا السبيل لتتحول إرادتنا إلى مشيئة وعندها يوفقنا الله (وهذا هو التوكل على الله) فيساعدنا في مشيئتنا بزيادة الهداية قال تعالى (والذين اهتدوا زادهم هدى…) محمد ١٧ وقال تعالى (نحن نقص عليك نبأهم بالحق…) الكهف ١٣

ثانياً الإرادة والمشيئة في القرآن الكريم

أنواع الإرادة:

  1. الإرادة الإلهية ذكرت في القرآن (٣٩) مرة
  2. الإرادة الإنسانية ذكرت في القرآن (٨٠) مرة
  3. مشيئة الشيطان ذكرت في القرآن (٢) مرة
  4. مشيئة الله ذكرت في القرآن (١٧٤) مرة
  5. مشيئة الإنسان ذكرت في القرآن (٣٥) مرة

وتتلخص الإرادة الإلهية والإرادة الإنسانية والإرادة الشيطانية في الآتي: فأما إرادة الله فتشي كل شيء وأما الإرادة الإنسانية فتتلخص في محورين رئيسيين:

المحور الأول/ إرادة الإنسان الخير في كما يلي:
  1. إرادة الإصلاح قال تعالى (إن أريد إلا الإصلاح…) ٨٨ هود
  2. إرادة وجه الله (٢٨) الكهف
  3. إرادة النصح (٣٤) هود
  4. إرادة الآخرة (١٤٥) آل عمران

المحور الثاني/ إرادة الإنسان الشر وهي كما يلي:

  1. إرادة الخداع (٨٢) الأنفال
  2. الخيانة (٧١) الانفال
  3. إرادة السوء (٨٦) طه
  4. إرادة الضلال (٤٤) النساء
  5. إرادة الفجور (٥) القيامة
  6. إرادة الفساد (٨٣) القصص
  7. إرادة الكيد (٧٠) الأنبياء
  8. وأما إرادة الشيطان فتتمثل في محور واحد وهو الشر:
    1. إرادة الشيطان الضلال (٦٠) النساء
    2. إرادة الشيطان العداوة والبغضاء (٩١) المائدة

وتتلخص مشيئة الله في المحاور التالية:

  1. مشيئة الله الهداية والضلال (٣٩) الأنعام
  2. مشيئة الله في التوبة (١٥) التوبة
  3. مشيئة الله في الخلق (٦) آل عمران
  4. مشيئة الله في الرحمة (١٠٥) البقرة
  5. مشيئة الله في الرزق (٢١٢) البقرة
  6. مشيئة الله في المغفرة والعذاب (٢٨٤) البقرة
  7. مشيئة الله في النعم (٢٤٧) البقرة
  8. مشيئة الله في الوحي (١٥) غافر

أما مشيئة الإنسان تتلخص في الآتي:

نلخصها في المحاور الآتية:

  1. خضوعها لمشيئة الله (٢٩) التكوير
  2. مشيئة الإنسان في الحق (٧٧) الكهف
  3. مشيئة الإنسان في العمل (١٣) سبأ
  4. مشيئة الإنسان في القول (٣١) الأنفال
  5. مشيئة الإنسان في الكفر (٢٩) الكهف
  6. مشيئة الإنسان في الهداية (١٩) المزمل
أنواع المشيئة الإلهية:
  1. مشيئة الله الكونية في الآيات التالية: (١٢) الأنعام + (٢٥٣) البقرة + (٣٩) يونس + (٩٠) النساء + (١٢٥) الأنعام + (٤٤) هود + (٣٩) الكهف + (١٣) السجدة + (٣٠) الإنسان + (٣٩) الأنعام + (٢٨) يونس
  2. المشيئة الشرعية الدينية وتتضمنها الآيات التالية: (١٨٥) البقرة + (٦) المائدة + (٣٧-٢٨) النساء + (٣٣) الأحزاب + (٧) الزمر.

الفرق بين المشيئتين:

  • الإرادة المشيئة الكونية: يلزم فيها وقوع المراد، والإرادة والمشيئة الشرعية: لا يلزم فيها وقوع المراد.
  • الإرادة الشرعية تختص فيما يحبه الله والكونية عامة فيما يحبه الله وما لا يحبه.
  • فما كان بمعنى المشيئة فهو إرادة كونية وما كان بمعنى المحبة فهو إرادة شرعية.
  • الله يشاء المعاصي كونا لا شرعا لأن الإرادة الشرعية بمعنى المحبة والله لا يحب المعاصي ولكن يشأها فكل ما في السماوات والأرض فهو بمشيئة الله.

ثالثاً/ عوامل تقوية الإرادة وهي

  • التوكل على الله.
  • الإيمان بالقضاء والقدر.
  • ترك لوم النفس اللوم السلبي (جلد الذات).
  • الفهم الصحيح للذات.
  • وضع الأهداف لقدرات الفرد وإمكاناته مع الأخذ بالاعتبار الطموح المقدور عليه.
  • تغذية الطاقة العاطفية لدى الفرد وتوطيد العلاقة مع الأسرة والأصدقاء.
  • يقظة الضمير.
  • صحبة ذوي الإرادات القوية.
  • الابتعاد على التسويف مواكبة على القيام بالأعمال المطلوبة في وقتها.
  • تعزيز الثقة بالنفس.
  • التغلب على ضعف الإرادة عن طريق التحلي بالشجاعة الكافية لتذليل الصعوبات واحتوى المواقف الإيجابية.

رابعاً/ حقائق عن الإرادة لابد من معرفتها

  • الإرادة رصيد قابل النقاد في حال لم تتم تنفيذها الاهتمام بها.
  • الإرادة تقوى بتشغيلها وتضعف بالخمول والإهمال.
  • تتأثر الإرادة بمشاعر الفرد وعواطفه بشكل مباشر.
  • المحافظة على مستوى الإرادة المرتفع بجعلها في نشاط دائم.
  • الإرادة سلوك مكتسب قابل للشحن والتجديد.

خامساً/ تمارين لتقوية الإرادة

  • التأمل والتفكير وتقويم الإرادة بين حين وآخر.
  • محاولة الفرد تحسين مكانته الاجتماعية.
  • استخدام الأعضاء التي تستخدم كثيراً في السلوك العادي.
  • الأمثلة اليد اليسرى تشغيل العقل والنفس والروح والقلب.
  • تغيير الروتين الذي اعتاد الإنسان عليه.
  • إعادة النظر في تحديد مواعيد العمل.
  • وضع خطة لإنفاق الوقت والجهد والمال والعلم.
  • الابتعاد على الأعمال المرتجلة.

سادساً/ تعلق الإرادتين بالمخلوقات

تنقسم المخلوقات من حيث تألقها بالإرادتين إلى أربعة أقسام:

  1. الأول، ما تعلقت به الإرادة والمشيئة وهو واقع في الوجود من الأعمال الصالحة فإن الله أراده وشاءه فهو دين وشرع فأحبه الله ورضيه وشاءه كونا فوقع ولولا ذلك ما كان.
  2. الثاني، ما تتعلق به الإرادة الدينية فقط وهو ما أمر به من الأعمال الصالحة فعصى ذلك الكفار والفجار فتلك إرادة دين وهو يحبها ويرضاها وقعت أو لم تقع.
  3. الثالث، ما تعلقت به المشيئة الكونية فقط: وهو ما قدره الله وشاءه من الحوادث التي لم يأمر بها كالمعاصي فإنه لم يأمر بها ولم يرضى لعباده الكفر ولولا مشيئته وقدرته وخلقه لها لما كانت فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
  4. الرابع، ما لم تتعلق به هذه الإرادة ولا هذه المشيئة فهذا ما لم يقع ولم يوجد.

والسعيد من عباد الله من شاء الله منه تقديراً وما أراد به تشريعاً والعبد الشقي من شاء به تقديراً ما لم يرد به تشريعاً مثل الذي يفعل المعاصي.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى