التغيير الإيجابي .. طريق إلى النجاح

اقتضت الحكمة الإلهية أن تضع للإنسان قاعدة فى حياته الدنيا يستطيع بموجبها إثراء وتعظيم دوره ورفع درجتة وشأنه، تلك هى قاعدة التغيير الإيجابى أي التغيير نحو الأفضل سواء كان للفرد أو المؤسسة أو المجتمع أو الأمة، وهو ما يشير إليه قوله تعالى: (إِنّ اللّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بقَوْمٍ حَتّىَ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [سورة: الرعد – الأية: 11] 0
أولاً/ تعريف التغيير الإيجابي
التغيير الإيجابي هو التحول من حالة الجمود والروتين إلى حالة الحركة والتجديد ومن وضع سيئ إلى وضع أفضل، فالتغيير عملية مستمرة وعلى المنظمات تطوير طرق عملها والرفع من جودة مخرجاتها وحفظ تكاليف تشغيلها كي تبقى في الصدارة.
ثانياً/ نقطة الإنطلاق
التغيير هي الإرادة الإنسانية قال تعالى (إِنّ اللّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بقَوْمٍ حَتّىَ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (١١) الرعد، لأن الإرادة الإنسانية لها دور في أي عمل من الأعمال وقد وضح القرآن الكريم ذلك فقد ذكر المشيئة الإلهية في ( ١٦٣) موضعا وذكر الإرادة الإلهية في (٣٩) موضعا وذكر الإرادة الإنسانية في (٨٢) موضعا وذكر المشيئة الإنسانية في (٣٢) موضعا فإذا تحققت الإرادة الإنسانية مع الإرادة الإلهية تحقق الهدف، وإذا تحققت الإرادة الإنسانية وتخلفت الإرادة الإلهية لم يتحقق الهدف، وإذا تحققت الإرادة الإلهية وتخلفت الإرادة الإنسانية يتحقق الهدف من خلال الخرق السنني.
كيف نغير إرادتنا من السلبية إلى الإيجابية
الإرادة السلبية | إلى الإرادة الإيجابية |
من الإرادة المترددة | إلى الإرادة الجادة والحازمة |
من الإرادة المحبطة اليائسة | إلى الإرادة المتفائلة |
من الإرادة المتهورة | إلى الإرادة المتزنة |
من الإرادة المنهزمة | إلى الإرادة المنتصرة |
من الإرادة المتهربة | إلى الإرادة المواجهة |
من الإرادة الاتكالية | إلى الإرادة المسؤولة الذاتية |
من الإرادة المستسلمة | إلى الإرادة المقاومة |
ثالثاً/ أنواع التغيير تتلخص في الآتي:
- تغيير الأفكار والتصورات الفاسدة إلى أفكار وتصورات صحيحة وسليمة، فقد ركّز القرآن على ذلك كثيراً منها قوله تعالى( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا )(١٠) فاطر
- تغيير الأخلاق السيئة إلى أخلاق فاضلة، قال تعالى ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) 11 البقرة
- تغيير الواقع السيء السياسي والاجتماعي والتعليمي والإداري والإعلامي إلى واقع أفضل قال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ( أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسبي الجوار ويأكل القوى منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله تعالى لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وأمر بالصلاة والزكاة والصيام (…) فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا، وحرّمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعَدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، ولما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نُظلم عندك أيها الملك) السيرة النبوية
- التغيير الإداري، وهو قدرة المؤسسة على التغيير الفعال عاملاً رئيسياً في نجاحها على المدى القريب والبعيد، ومن جوانب التغيير الإداري مايلي:
- تغيير الأنظمة والسياسات: عدّل الأنظمة والسياسات التي تعيق الأساليب الجديدة مما يجعل تطبيق الأساليب الجديدة للعمل الجديد إلزامياً
- تغيير الأهداف والمعايير: قم بتطوير أو تغيير الأهداف والمعايير لتطبيق التغييرات المطلوبة
- تغيير العادات والسلوكيات التي تلزم العاملين بتطبيق الوسائل القديمة
- التدريب: يمكن تغيير أساليب التدريب القديمة إلى أساليب جديدة مثل التدريب على البحوث التي تكشف الخلل وتضع المعالجات المناسبة
- تغيير أساليب التعزيز إذا كانت الأساليب الحالية قد انتهى عمرها الافتراضي واجعل التعزيز لتحقيق الأهداف والإبداع والابتكار
- تغيير تنميط الأعمال وفتح باب الإبداع والابتكار
- تغيير أساليب الاتصال في وسط المنظمة وخارجها
- يمكن إعادة النظر في هيكلة المؤسسة بما يواكب التطورات.
رابعاً/ مقاومة التغيير وكيفية مواجهة
هذه المقاومة قد توجد مقاومة للتغيير ولها أسباب وهي:
- السبب الأول: توقع النتائج السلبية من التغيير لاحتمالات متعددة
- السبب الثاني: الخوف من زيادة العمل
- السبب الثالث: صعوبة تغيير العادات لدى العاملين
- السبب الرابع: ضعف الاتصال قبل البدء بالتغيير لتوضيح أسباب التغيير للمعنيين به والنتائج الإيجابية المتوقعة من التغيير
- السبب الخامس: تمرد العاملين لشعورهم بأن التغيير مفروض عليهم بالقوة
خامساً/ كيف نستطيع التغلب على هذه المقاومة؟
يمكننا التغلب على مقاومة التغيير عبر هذه الطرق :
- أوجد الحاجة للتغيير من خلال إبراز الوضع الحالي للمعنيين قبل أن تقوم التغيير مع توضيح احتمال نجاح التغيير، ولا بد من بيان واضح للحالة المنشودة بعد التغيير مع توضيح خطوات التغيير المطلوبة
- أوجد رؤية واضحة لما تريد الوصول إليه بالمنظمة وهل وضعها الحالي يمكن أن يصل للرؤية المنشودة
- حاول إظهار نتائج ملموسة مبكرة من خلال برامج التغيير الناجحة حتى تكون مثالاً للإتكاء عليها لقبول التغيير
- الاتصال الفعال ومن مبادئه:
- البساطة.
- استخدام الأمثلة.
- تنوع الوسائل.
- التكرار.
- أن تكون أنت القدوة.
- الاستثناءات إذا احتجت إليها.
- اصغ للآخرين حتى يصغوا لك.
- تثقيف العاملين والمحيط التنافسي.
- أوجد فريق تغيير فعال يمتاز بالآتي:
- الاستعداد للتغيير.
- وجود حس مرهف بعدم قبول الوضع القائم.
- لديهم رؤية مستقبلية موحدة.
- أن يكونوا متنوعي المهارات والخبرات في العمل.
- أن يكون أفراد الفريق لديهم سمعة طيبة.
- أن يمتلك الفريق القدرة على إدارة الموارد الرئيسية.
- أن يمتلك الفريق القدرة على تطبيق مبدأ الثواب والعقاب.
- أن يقدر الفريق التضحيات الشخصية التي يقدمها العاملون لإنجاز عملية التغيير.
- أن يمتلك الفريق القدرة على كسب ثقة الجمهور.
- أن يكون لديه مهارة العلاقات مع الجهات المؤثرة.
- تواجده في وسط العاملين.
- أن يكون أعضاء الفريق مزودين بالكفاءات اللازمة للتغيير مثل:
- الإبداع
- تقويم الأفكار
- قوة الشخصية
- لديهم المعلومات اللازمة لإصدار القرار
- الضمائر الحية
- أن يكون التغيير فاعلاً يظهر أثره بصورة واضحة.
سادساً/ مراحل التغيير
إن مراحل التغيير تتكون من ثلاث مراحل وهي كالتالي:
المرحلة الأولى: الإعداد
- إعداد الرسول صلى الله عليه وسلم إعداد المُغيّر (40) سنة وإعداد الكادر في مكة ( 13) سنة
- موسى عليه السلام إعداد المُغير (40) سنة وإعداد الكادر هارون و مؤمن آل فرعون
المرحلة الثانية: مرحلة التنفيذ:-
- كانت مرحلة التنفيذ لدى الرسول صلى الله عليه وسلم (8) سنوات من العام الأول للهجرة إلى العام الثامن
المرحلة الثالثة: مرحلة التمكين
- من العام الثامن إلى العام العاشر للهجرة ثم بعد ذلك واصله الخلفاء الراشدين .