الأسرة والمجتمعدروب القيم والأخلاقالأخلاقنبض الأسرة والمجتمع
الأخوة من أقوى الروابط

الأخوة في الله من أعظم نعم الله على المؤمنين، ومن ثمرات الإيمان، ومن أقوى الروابط بين أفراد المجتمع ومكوناته، قال تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) [آل عمران:103].
معنى الأخوة في القرآن الكريم
الأخوة في القرآن الكريم على (10) أوجه
- الوجه الأول: الأخ من النسب، قال تعالى (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) 30 المائدة وقال تعالى ( فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي…) 31 المائدة وقال تعالى (قال يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رؤياكَ على إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لك كيداً ….) 5 يوسف
- الوجه الثاني: الأخوة في النسب والدين، قال تعالى (واجعل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشدد بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ في أَمْرِي)29 و30و 31 طه
- الوجه الثالث: الأخوة في الدين، قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ …) 10 الحجرات
- الوجه الرابع: الأخوة في القبيلة، قال تعالى (وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا) 65 الأعراف وقال تعالى (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)21 الأحقاف
- الوجه الخامس: الأخوة في الشر والغواية، قال تعالى ( وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) 202 الأعراف
- الوجه السادس: الأخوة الشيطانية، قال تعالى (( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ…) 27 الإسراء
- الوجه السابع: الإخوة في الجنة، قال تعالى (وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) الصافات 44
- الوجه الثامن: الأخ الصاحب، قال تعالى (: إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ) ص 23 وقال تعالى ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ الحجرات 12
- الوجه التاسع: الإخوة في جهنم قال تعالى ( كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها….) الأعراف 38
- الوجه العاشر: أخوة المصلحة الفاسدة، قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا ….) الحشر 11.
أسس النظرية الإسلامية للأخوة الإنسانية
تقوم الإخوة الإنسانية في الإسلام على أسس ومبادئ منها:
- وحدة الأصل البشري فالبشرية جميعا إخوة من أب واحد وأم واحدة (ادم وحواء) قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء 1
- مبدأ الكرامة الإنسانية قال تعالى (. وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ …) الإسراء 70
- مبدأ الإسلام دين رحمة للعالمين قال تعالى (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء 107
- الإسلام دين محبة ويحب الخير للناس جميعا (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لا أخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري
- مبدأ التعارف والتعايش بين الشعوب والأمم دون اعتبار للدين أو العرق أو اللغة قال تعالى ({يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير} [الحجرات:13]
حقوق الأخوة الإنسانية
أمر الإسلام بحقوق الناس جميعا وخاصة المخالفين لنا في العقيدة ومنها:
- مجادلتهم بالتي هي أحسن قال تعالى (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) العنكبوت 46
- حقه في الحماية كما ورد في وثيقة المدينة.
- حفظ دمائهم وأعراضهم وأموالهم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (مَن قتل مُعاهدًا لم يرح رائحة الجنة) رواه البخاري
- حرية المعتقد قال تعالى ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) البقر 265
- العدل في حقهم وعدم ظلمهم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من ظلم معاهداً أو انتقصه حقاً أو كلفه فوق طاقته أو اخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة) رواه أبو داؤود
- حق العدل والمساوات قال تعالى {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} الممتحنة، (القاضي شريح ساوى بين اليهودي وعلي كرم الله وجهه وحكم لليهودي).
- حق دعوتهم الى الله وبيان حقيقة الإسلام قال تعالى ({قُلْ يأهل الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون} [آل عمران:64]
- حق إجابة الدعوة، قال تعالى (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ …) المائدة 5 إجابة الرسول (أن يهوديا دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير ً وأهله سمخ فأجابه) رواه أحمد وقال القرموط صحيح على شرط مسلم
- النصح عند الطلب.
- حق زيارة المريض والقيام بتجهيز الميت، أن غلاماً من اليهود كان يخدم الرسول صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه الرسول صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال أسلم فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه فقال له أطعم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأسلم، فخرج الرسول وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار) رواه البخاري.
الأخوة الإيمانية
تعريفها: هي الارتباط والالتحام والمودة والمحبة على أساس الإيمان وأهميتها تتلخص فيما يلي:
- الترابط الذي يشكل قوة، قال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (103) أل عمران
- تؤدي إلى التعاون والتضامن على البر والتقوى، قال تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب)
- هي طريق إلى محبة الله وتكريمه المتآخين، قال الرسول صلى الله عليه وسلم للذي زار أخا له في الله (أن الله قد أحبك كما أحببته فيه) رواه مسلم
- أن الله يظل المتحابين فيه في ظله، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) رواه مسلم
- أن المتحابون في الله على منابر من نور قال الرسول صلى الله عليه وسلم (قال الله عز وجل المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم الأنبياء والشهداء ) رواه الترمذي/ حسن صحيح
- يتحقق التلاحم قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا شكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ).
الجوانب التطبيقية
- الاقتداء بالنموذج الأول قال تعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29سورة الفتح)
- الشعور بالارتباط بموكب الإيمان قال تعالى {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)} [الحشر]
-
القيام بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة فاعلة، قال تعالى (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) أل عمران.
ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يلي:
- الاهتمام بتحقيق وظائف الأسرة السبع التعليم والتثقيف والتربية والرعاية والحماية والعدل وتوظيف الطاقات
- القيام بالعمل الوظيفي سواء كان في القطاع الحكومي (القطاع العام) أو القطاع الأهلي (القطاع الخاص)
- التعاون والمشاركة بأداء وظائف المجتمع ووظائفه هي:
- ترسيخ الأمن وحماية الكليات الخمس النفس الدين العرض والنسل والمال والعقل
- تحقيق العدالة الاجتماعية
- تحقيق العيش الكريم
- الالتزام بنظمه وقوانينه
- بناء العلاقات الإيجابية بين أفراده
- رعاية من يستحق الرعاية من مواطنيه
- المشاركة في الأفراح والأتراح
- تحقيق الخدمات العامة والخاصة
- تحقيق التنمية المجتمعية
- التوجيه والتعليم والتثقيف لأفراد المجتمع.