الإدارة والقيادةكن رائدا
العمل المؤسسي

في هذا العصر لا بد من مراجعة أســالـيـب الـعـمـل الدعوي اليوم. كما أنه من الضروري العناية بتنمية الفكر الجماعي، وأسلوب العمل المؤسسي المحكم الذي صار أسلوب القوة والتحدي في هذا الزمان، ويكفي برهاناً من الواقع أن الــدول الكبرى في الوقت الحالي دول مؤسسية ليست مرتبطة ارتباطاً كلياً بالأفرادº فالولايات الـمـتـحــــدة الأمريكية مثلاً هي بجملتها مؤسسة ضخمة تضم في ثناياها عدداً هائلاً من المؤسسات مخـتـلفة التخصصات، ولا تتغير استراتيجياتها الرئيسة بتغير أفراد حكوماتها إلا من منطلق جماعي.
أولاً/ مفهوم العمل المؤسسي
هو التجمع المنظم الذي يهدف إلى رفع كفاءة الأداء للعمل وتحسينه وفعاليته وتوزيع المهام والأدوار على كافة اللجان وفرق العمل والإدارة المتخصصة والمجالات (التعليمية والتربوية والدعوية) ويساهم في اتخاذ القرارات السليمة.
ثانياً/ أهميته
- أول من رسخ العمل المؤسسي الأنبياء والرسل، الأمثلة: الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رسخ العمل المؤسسي من خلال الهجرة وإدارة الدولة، والنبي سليمان عليه السلام في إدارة الدولة، ونبي الله يوسف في إدارة اقتصاد الدولة، وبعد وصول الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة أول ما بدأ به مايلي:
- وضع وثيقة المدينة
- وقد شبه الرسول عليه الصلاة والسلام المجتمع بالجسد الواحد كل عضو يؤدي دوره وهو مرتبط بالجسد الواحد فقال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) متفق عليه، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام ( أرحم أمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد وأقرؤهم أبي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ولكل أمة أمين، وامين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ) رواه أحمد
- يحقق العمل المؤسسي العمل التعاوني والتشاركي والجماعي.
- يحقق حالة من التكافل في العمل.
- يعين على ترسيخ الاستقرار والهدوء.
- ويحقق الموضوعية وعدم التحيز.
- هو ضمان استمرارية العمل.
- يحقق المنفعة العامة.
- يقضي على كل أشكال الفوضى والعشوائية ويحقق حالة من التنظيم والاتزان مما يقي من هدر الوقت والجهد والمال.
- يساهم في الاستفادة من التجارب المختلفة.
- يؤمن بالمبادئ والقيم الجوهرية.
- يعمل على تحقيق الأهداف المرسومة.
- يعمل على توظيف جميع الطاقات.
ثالثاً/ مواصفات العمل المؤسسي
نلخصها في الآتي:
- الانفتاح على الآخر وامتلاك عقلية ناضجة وايجابية في التفكير والتخطيط والابتعاد عن السيطرة والتفرد أو اليأس.
- اليقين والتأكد من النجاح.
- الثقة بالله ثم بالذات.
- التخطيط والتنظيم السليم.
- امتلاك المهارات الإدارية التخصصية اللازمة.
ربعاً/ عوامل نجاح العمل المؤسسي
- توفر القناعة الكافية بهذا الأسلوب في العمل بإدراك ضرورته .
- صدور القرارات من وحدات المؤسسة لا من افرادها .
- ثبات الأفراد الذين يكونون المؤسسة .
- أن تسود لغة الحوار حتى تتلاقح الآراء للخروج بأفضل القرارات .
- تحديد ثوابت ومنطلقات مشتركة للعاملين في المؤسسة تكون إطارا مرجعيا لهم .
- التسامي عن الخلافات الشخصية وتقديم المصلحة العامة عن المصلحة الشخصية .
- الاعتدال في النظر الى الاشخاص .
- احترام الأشخاص لا تقديسهم
- احترام الآراء لا تقديسهم
خامساً/ لماذا الإحجام عن العمل المؤسسي؟
أسباب ذلك الإحجام:
- طبيعة المجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة عامة وعدم ترسيخ العمل المؤسسي في حياتها
- ضعف الملكة الإدارية لدى كثير من العاملين بسبب إهمال العلوم الانسانية التي أفاد منها الغرب
- حاجات العاملين إلى الانتشار مع قلة الطاقات المؤهلة
- الخلط بين العمل الجماعي والمؤسسي والظن بان مجرد قيام العمل الجماعي يعني عملا مؤسسيا
- النظرة الهامشية للعمل المؤسسي عند كثير من العاملين في الحقل الإسلامي
- حداثة العمل المؤسسي المعاصر في المجتمعات العربية والاسلامية إذا ما قورن عمره بعمر المؤسسات الغربية
سادساً/ العمل المجالي في المؤسسة
- دور لجنة المجال يتمثل في الآتي :
-
- الشعور بالمسؤولية الذاتية قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته…) رواه البخاري
- اعتقاد المسؤول أنه قائد في مجاله ولابد أن يتصف بالصفات القيادية في تخصصه.
- فهمه الدقيق لتخصصه من خلال اللائحة.
- التفكير بعقلية ذاتية وليست عقلية نمطية في تخطيطه لعمله وتبصيره للعاملين الموجودين معه واستمالتهم للتنفيذ ومتابعتهم وتقويم أدائهم بحسب الأهداف.
- ويكون مسؤولاً مسؤولية كاملة عن مجاله أمام قيادة الوحدة الادارية .
- دور قيادة الوحدة الادارية :-
-
- أنها مسؤولة عن الوحدة الادارية بجميع مجالاتها أمام الوحدة الإدارية الأعلى.
- التخطيط والتوجيه والمتابعة والتقويم لمسؤولي المجالات مباشرة من خلال الاجتماعات الدورية والزيارات الميدانية والمقابلات الفردية وغير المباشرة من خلال التقارير ووسائل التواصل.
- التفويض يفوض كل مسؤول مجال بعمله ، ويتمثل بالآتي :
- اسناد المهام.
- التبصير بها.
- متابعة تنفيذها.
- تقويم الأداء والأهداف والأشخاص.